شبكة ذي قار
عـاجـل










المتتبع للتاريخ الايراني يلحظ كثيراً من الهوس الايراني القاتل لايران الدولة ، ولمسار شعوبها المتنوع ، والذي يشكل فسيفساء قاتلة ، بسبب تعالي وهيمنة العنصر الفارسي على غيره من المكونات الايرانية الاخرى ، وبسبب أزمة الثقافة الايرانية التي لا تفهم لغة التعايش ، بل لغة التعالي والعقلية المهيمنة والمسيطرة، والتي ولدت لدى ايران الدولة والمجتمع ثقافة المظلومية التي غذتها النظرية الطائفية، والشعور بالحرمان من حق تاريخي مفقود ، لعدم تمكن الدولة الايرانية من صناعة الامبراطورية الفارسية المهيمنة والمسيطرة ليست على المحيط بل على العالم .

لنرى في المسلسل التاريخي الايراني ليس بالبعيد والموغل في القدم ، بل من معركة ذيقار وحتى يومنا هذا ، رغم هزيمة الامبراطورية الفارسية على أيدي العرب قبل الاسلام إلا أن التنافخ الفارسي بقي على حاله ، والتعالي على غيره من مكونات المحيط لم تزحزحه هزيمة امبراطورية أمام القبائل العربية ، التي لم يكن لها دولة لتلحق بفلول الامبراطورية حتى العاصمة وتدميرها على رؤوس الفرس .

جاء الاسلام وبدأت الفتوحات الاسلامية ، ورغم ما أسبغه العرب على الفرس من نعمة إنتشالهم من عبادة النار لعبادة التوحيد إلا أن الثقافة الفارسية بدلاً من مقابلة العرب بالترحاب ، وخلق ثقافة التآخي والمحبة التي تنص عليها تعاليم الاسلام ، فما كان من الفرس إلا أنهم اضمروا العداء للعرب وللاسلام بسبب ثقافتهم المتعالية، والمهووسة بنفسها على أنها فوق الجميع ، فقاموا باغتيال واحد من أفضل رجالات الدين وصحابة رسول الله ، إنتقاماً منهم على الفتوحات الاسلامية التي كانت تصب في مصلحتهم .

كانت القادسية الاولى التي هزم فيها الفرس ، فعلى مر تاريخ الخلافة العربية إن في دمشق أو بغداد استمر العداء الفارسي للعرب وللاسلام ، فكانت مؤامرات البرامكة ، ثم الصراعات ما بين الدولة الساسانية والعثمانية ، واحتلال العراق لخمس مرات ، أعقبه في كل مرة هزيمة للفرس ، فهزموا على أرض العراق خمس مرات .

وفي العصر الحديث واحتلال الاهواز بالخديعة ، واحتلال الجزر العربية الثلاث، ومؤامرات الشاه الذي كان يسمى بشرطي الخليج حتى إنتهى دوره من قبل أسياده الامريكان الذين وظفوه لخدمتهم طيلة فترة حكمه ، وجاءوا بالملالي المعممين بزعامة الخميني ليمارس دور الشاه ، وينفث سمومه على المنطقة العربية في شعارات زائفة ، سواء بما يسمى بتصدير الثورة ، أو الادعاء باسلامية الدولة ، وهو ادعاء كاذب مزيف يريد أن يخفي ما في النفس الفارسية من ثقافة الهوس في احياء امبراطورية إندثرت ولن تعود ، رغم ما يتبجح به الملالي العملاء في احتلالهم لاربع عواصم عربية .

يتناسى الفرس أن سياساتهم العدوانية ضد العرب تتكسر على صخرة الصمود العربي، فلم يتعلموا لا من معركة ذيقار ، ولا من القادسية الاولى ، ولا من الهزائم المتتالية على أرض العراق ، ولا من القادسية الثانية التي جرعت كبيرهم كأس سم الهزيمة ، ومازالوا في غيهم وعدوانهم بسبب العقلية الفارسية المهووسة بالتنافخ، والتي لن تكون إلا سببا لتدميرهم ، بسبب ما يغرسوه في نفوس العرب والمسلمين، جراء عدوانيتهم ومؤامراتهم بالتحالف مع أعداء العرب والمسلمين ، ليقيموا امبراطوريتهم التي لن يقوم لها قائمة بعد سقوطها في الفتوحات العربية الاسلامية .

الثقافة الفارسية ثقافة مدمرة ، لأنها ثقافة عدوانية لا يساويها إلا الثقافة الصهيونية، وكلاهما يلتقيان على العداء للعرب والاسلام ، وهما ثقافتان عفى عليهما الزمن في ظل تطلعات أمم الارض وشعوبها لثقافة المحبة والاخاء ونشر السلام والعيش المشترك ، دون اعتداء ولا قتل ولا حروب ولا تهجير كما يجري على أرض فلسطين من قبل الصهاينة ، وعلى ارض العراق وسوريا واليمن وليبيا على أيدي ملالي الفرس .

ايران المهووسة بنفسها سيدمرها هوسها من الداخل والخارج ، فايران ذات قوميات متعددة وهي قوميات متناحرة ، وبسبب هيمنة العنصر الفارسي ، فالقوميات الاخرى ترفض هذه الهيمنة وتقاومها ، وفي طليعتها العرب في الاهواز التي تم اغتصابها ، ومن الخارج بسبب العداء الذي تمارسه دولة الملالي على الدول المجاورة وبشكل خاص على العرب ، فالعرب لهم تاريخ طويل في هزيمة الفرس ، وهؤلاء لولا تحالفاتهم مع أعداء الامة لما تمكنوا من العراق وسوريا ، ولولا وجود اقليات مشبوهة ربطت مصيرها بالفرس خدمة لطائفيتها على حساب أمتها لم تتمكن ايران الملالي من تحقيق أي نصر تتنافخ به .

لسنا ضد ايران في طموحاتها القومية ، ولكننا نرفض أن تكون هذه الطموحات على حساب أمتنا ، ونتمنى لايران كدولة مجاورة فقط ، فاسلامها لا يعنينا أن تنحو منحى أخلاقي ، تهتم بمشاكلها الداخلية ، وتتركنا ومقارعة الامبريالية والصهيونية ، فنحن على يقين أن الفرس لن يكونوا أسياداً علينا ، فنحن الافضل منهم في كل شيء ، نحن أصحاب رسالة توحيد وهم عبدة النار ، نحن من يتمكن من هزيمتهم حتى في أحلك الظروف ، فهم ليسوا برجال مواجهة ، نحن من نملك من أخلاق الشهامة والرجولة، وهم من يملكون ثقافة الخسة والحقد والنذالة ، نحن من يملك ثقافة السماحة والخير والعطاء لكل الامم والشعوب التي تعاملنا معهم ، وهم أصحاب تآمر وخبث على كل من تعامل معهم .

dr_fraijat45@yahoo.com 





السبت ١٧ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أيــار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة