شبكة ذي قار
عـاجـل










مصطلح المصالحة الوطنية لم يكن يعرفه أحد قبل نيسان 2003، ليس فقط على مستوى العراق، وإنما حتى على مستوى الوطن العربي، هذا المصطلح يخفي في طياته الكثير من الدسائس والنوايا التقسيمية والتفرقة، لذلك لا نتفاجئ عندما نجد ان من ابتدعه هم الغزاة انفسهم .. فبعد احتلال العراق خرج علينا المحتل بعملائه الذين ينادون بالمصالحة الوطنية بين اطياف الشعب العراقي ومكوناته، حتى أنهم أنشأوا لها وزارة خاصة، حتى صار هذا المصطلح عنواناً للكثير من المؤتمرات والندوات والشعارات الجوفاء التي تخدم الحملات الانتخابية لأفشل سياسيين عرفهم تاريخ العالم الحديث.

المصالحة الوطنية لو اخذناها من منظور بعيد عن السياسة الرعناء التي تحكم بها حكومة الميليشيات في العراق، فإنها تعني جمع آراء وجهود الشعب الواحد المتكون من عدة اطياف وقوميات على أرضية واحدة وصلبة، وإلغاء جميع الفوارق ومصادر الخلاف بين فئات الشعب والتي قد تكون سبباً لحرب أهلية أو خلافات مناطقية أو عشائرية أو عقائدية ضمن رقعة جغرافية معينة.

أما ما تم الاعلان عنه في حالة العراق، فهو عكس ذلك التعريف تماما، فالعراق لم يعاني أبداً من أيّة حرب أهلية او نزاعات عشائرية او عقائدية او مذهبية منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة وحتى نيسان 2003، فالشعب العراقي متعايش سلميا مع بعضه منذ قديم الازل بمختلف اديانه وقومياته ومذاهبه ولم يحصل أن اختلفت قوميتان او مذهبان في ظل الدولة العراقية حتى 2003، ولكن بعد الاحتلال بدأت الخلافات المصطنعة، والتي اغلب اسبابها، اما الاحتلال او اذنابهم من العملاء الذين جاءوا معهم وانتهجوا سياسة فرق تسد ليسهل عليهم امر سرقة العراق وخيراته بعد تفريق الشعب وقتله.

الغرض من نشر هذه الثقافة هو شق الصف الوطني وايهام البسطاء والجهلاء ان لهم عدو خفي، وان الفئات الثانية تتربص بهم سواء كانت دينية او قومية او مذهبية او حتى مناطقية، لكي يعملوا على خندقة فئات الشعب بخنادق ضمن مسميات هم سمّوها فيتناحر الجميع ويكسب الساسة ( شرف ) سرقة البلد ونهب ثرواته، بعد أن يرتدوا زي المدافع عن الدين والقومية والمذهب، وهذا هو حال العراق منذ نيسان 2003.
واذا نظرنا بنظرة اوسع سنجد ان الاقطار العربية التي تعرضت لأمور مشابهة نشرت ذات الثقافة ألا وهي ( المصالحة الوطنية )، فعلى سبيل المثال ومنذ تنحية النظام الشرعي في ليبيا عام 2011 وكل الاطراف المتنازعة على الحكم تنادي بالمصالحة الوطنية، ونحن لم نسمع يوما ان الليبيين كانوا يعيشون حربا اهلية او نزاعا قبليا، وحدث الامر عينه في اليمن وسوريا وتونس، وكاد يحدث في مصر.

اذا فنحن نستنتج من هذا ان الفوضى الخلاقة التي بشرت بها الادارة الامريكية قبل غزو العراق واحتلاله هي من اتت بهذه الثقافة حتى توهم الشعوب اكثر وتغرقهم في مستنقعات الحروب الداخلية والنزاعات المناطقية، سواء القومية منها او المذهبية او حتى العشائرية، وكل هذا من اجل اضعاف الروح الوطنية وقتل الشعور بالمواطنة، والتشجيع على التحزب والتكتل، وبالتالي تضيع الاوطان ويسهل تقسيمها وتقطيعها كما يحلو لاحفاد كسرى وابناء صهيون !!


لجنة الثقافة والإعلام
هيئة طلبة وشباب العراق / تنظيمات الخارج





الجمعة ١٣ شــوال ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / تمــوز / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحفاد حمورابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة