شبكة ذي قار
عـاجـل










ها نحن نسبح ضد تيار زمن الرداءة باتجاه استحضار زمن العزة و الكرامة ، الذي لم يعد يفصله عنا سوى أيام ، نقطعها في سير حثيث طلبا لبتر الرداءة بسيف فعل الخلود.. في أعظم ذكرى لأعظم قائد ، بعد عصر النبوة و أصفيائه، علا ذروة المجد ، ثم ترجل من عليائه ليلقي آخر كلمات ذهبية له تفاوحت مسكا عطر صفحات التاريح الإنساني و أشرقت بها زوايا العالم المظلمة. إنها الذكرى الحادية عشر لاستشهاد سيد عصره ، بلا منازع، الرفيق الرئيس صدام حسين ، الذي مضى عن عالم يعج بالاسفاف ، لما لا يعيبه، بل ليجمع الحسنيين ، عزة النفس و طيب الذكر في الآخرين، في خاتمة هي الأجمل و الأبقى في الأولين و الآخرين، و في يوم من أعظم أيام الله، يوم الحج الأكبر.. يوم البراءة من الشرك و المشركين !

وهي الذكرى التي شكلت، وأيم الله، أسمى معاني الإنسانية في مواجهة الوحشية التي تقاسمتها قوى الصهيونية مع قوى البغي و الدجل الفارسية في هذا اليوم المشهود.. المشؤوم !، حيث حطمت وقفة ذلك القائد العظيم ، في ذلك المشهد الرباني المهيب ، كل مشاريع العدو الأمريكي- الصهيو- فارسي ، و أزاحت ظلمة اليأس و كنست كيد التيئيس الذي رامه الأعداء بإعدام الأمل في نفوس أبناء الأمة . فكادوا ، و كان كيدهم في تباب ! وأبى الله إلا أن يحول تلك اللحظة الفارقة إلى هزيمة مدوية للعملاء و أسيادهم ، و إلى بركان من الغضب الجماهيري ، عبر قارات العالم، ضد فعلتهم البربرية، و إلا أن يحولها إلى بحر من الحب الإنساني الدافق من مختلف الشعوب و الألسن لذلك القائد الخالد- صدام حسين !، حيث ما زالت تلك الفعلة البشعة تفعل فعل التحريض الهادر و الأبدي على الصمود و المقاومة و الجهاد المقدس بالضد مما سعى له الأرذلون ، من عجم و عرب خونة !

و بهذه المناسبة القومية و الإنسانية الخالدة، فإن الأنسب ، في استحضار اشراقاتها و وهجها، هو استثمار تلك الصورة البهية التي رحل بها الشهيد صدام حسين و تلك الوصايا بصوته الزبوري ، في إحياء و تفعيل المعاني و القيم الإنسانية العظيمة التي دافع عنها الشهيد ، و التي أراد بشموخه الأسطوري ، في ثوان قبل الموت، أن يورثها أمانة في عقبه من أبناء الأمة و أجيالها من بعده. و لقد كان لتنظيم المؤتمر الشعبي العربي أكبر الأثر على نفوس أبناء الأمة المخلصين، كما كان له أبلغ تأثير سلبي على معنويات أتباع ايران و عملائها الصغار ، الذين يتخللون الأمة لتشويه صورة النضال القومي ، و ليضعوا خلالها خبالا !

فشكل ذلك المؤتمر ملحمة سياسية و فكرية لا تقل في معانيها و نتائجها عن الملاحم الجهادية التي يخوضها أبناء الأمة في فلسطين و العراق و الأحواز العربية ، حيث تلاحمت هذه القضيا و ظهرت للعرب قضية قومية عربية واحدة ، لا تنفصل معاركها عن بعضها، و أعاد هذا المؤتمر للذهنية العربية العلاقة الجدلية بين النضال من أجل الوحدة العربية ، و النضال من أجل تحرير فلسطين ، بعد ما تمكنت أمريكا و حلفؤها و أدواتها ( الصهيونية و الصفوية الايرانية ) من ثلم الوعي القومي حيال ترابط القضايا العربية و تساوي القيمة المبدئية للحق العربي، بغض النظر عن أقطار الأمة، حتى بتنا نرى بعض المخبولين ، من أدعياء العروبة، يمجدون التفريس و ينادون بايران، بديلا عن العرب، في استرجاع الحق العربي ، في فلسطين !

( يتبع )





الجمعة ٤ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / كانون الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد الكوري ولد العربي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة