شبكة ذي قار
عـاجـل










نجح المؤتمر الشعبي العربي الذي عقد في تونس يومي 9 – 10 من هذا الشهر بحضور نوعي للشخصيات والقيادات العربية، التي تنادت لتوحيد جهودها ووضع إمكانياتها من أجل نهضة جدية للأمة العربية بعد أن توالت عليها النوازل والنكبات والكوارث ابتداء باحتلال العراق وليس انتهاء بإعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الصهاينة في فلسطين.

إن القوى الشعبية الحية في الأمة وجدت أن الواجب يتطلب، وقد أصبح حال الأمة ينذر بالخطر على وجودها وهويتها، وبعد أن استبيحت كرامتها باحتلال العراق، وقفة حازمة، بعد أن أغرى أعداء الأمة ذلك الصمت الطويل جراء النكسات المتلاحقة، التي سببتها المواقف الرسمية المتخاذلة، حتى ظن الجاهلون أن الأمة العربية لا حياة فيها، وارتفعت الأصوات النشاز أن هذه أمة في طريقها إلى الانقراض، فجاءت انتقاضة العرب من تونس لتؤكد أن الأمة مازالت حية وأنها لن تموت ما دامت رسالتها المكلفة بحملها خالدة.

إن عقد مؤتمر وطني عراقي تحضره جميع القوى الوطنية العراقية وبضمانات عربية ودولية ملزمة للاتفاق على تغيير العملية السياسية تغييراً جذرياً شاملاً والبدء بمرحلة انتقالية جديدة لمدة زمنية محددة، وهي الدعوة، التي أطلقها، خلال المؤتمر الدكتور خضير المرشدي، عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الأشتراكي، مسؤول مكتب العلاقات الخارجية للحزب، لم تكن منفصلة عن موضوع نهوض الأمة، الذي تدارسه المؤتمر، فمتى ما نهض العراق ستنهض الأمة، وقد شاهد الجميع كيف أن العراق عندما احتل حلت الكوارث بالأمة، وما تزال.

يرى المرشدي أن حل مشكلة العراق يمكن أن يتم من خلال عقد مؤتمر وطني بضمانات دولية ملزمة، وتشكيل مجلس وطني مؤقت، وحكومة مؤقتة من الكفاءات المستقلة كي تباشر بإعادة هيكلة مؤسسات الدولة التنفيذية والخدمية، وبما يلبي الحاجات الأساسية للعراقيين وتحقيق عودة سريعة للنازحين والمهجرين داخل العراق وخارجه، ويشير إلى ضرورة وضع خطة شاملة لبسط الأمن ووضع حد للفوضى وحالة الانفلات الأمني وحماية المواطنيين وممتلكاتهم.

ورؤية المرشدي هذه ترتكن الى المشروع الوطني للحل الشامل لقضية العراق من وجهة نظر حزب البعث العربي الاشتراكي، وطرحها في مؤتمر تونس كان مناسباً جداً لحضور قوى وطنية عراقية كثيرة، فضلاً عن قوى قومية مثلتها 700 شخصية حضرت المؤتمر.

إن التخوف يساور الكثير من أن مؤتمر تونس سيكون كغيره من المؤتمرات، التي عقدها العرب طوال تاريخهم، وهو مثلها سيأخذ صفة الهبّة التي سرعان ما تخمد وتنطفئ، ولكننا نؤكد أن هذا المؤتمر مختلف عما سواه فقد حضرته شخصيات تمثل القوى الشعبية الحية في الأمة وتقودها في الساحة فعلياً، وهي جميعها على مستوى رفيع جداً من الشعور بالمسؤولية والشعور بمأساة الوهدة التاريخية، التي يجب أن تنهض الأمة للخروج منها وتقف بين الأمم الأخرى مستعيدة دورها الطليعي في بناء الحضارة الإنسانية.

كما أن المأمول أن تنبثق عن هذا المؤتمر منظمة عربية دائمة تكون مؤثرة في الساحة العربية وتتابع مقرراته وتقيم علاقات بالمنظمات النظيرة في العالم، كما تكون الصوت العالي للشعب العربي في وطنه الكبير.

وعند الحديث عن مؤتمر تونس لا يخفى عن العين الدور الكبير، الذي نهض به، إعداداً وتنظيماً، قاده إلى النجاح المؤكد الباهر، الناشطون التونسيون والدعم الكبير من المسؤولين التونسيين، ولكي لا نغبن أحداً فإن كل مشارك أدى دوراً كبيراً جعل المؤتمر يخرج بهذا النحو الرائع من النجاح والتوفيق.





السبت ٥ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة