( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ) لكن في وطني يلدغ مرات و مرات .. لقد تعرض شعب العراق لعدة لدغات ، والمصيبة أنه لا تكاد تضمد جراحه حتى يضع اصبعه بنفس الجحر الذي سيلدغ منه مرة أخرى ، وهذا الأمر حاصل مع كل انتخابات تجري في العراق .. فعند الانتخابات يصبح "المسؤول المرشح" انسان صالح وطاهر ونبيل ومتواضع ويهتم بشؤون المواطنين ، فالرحمة والرأفة والكرم الذي يحمله لامثيل له ، وما أن تنتهي الانتخابات ويفوز هذا "المرشح" حتى يسارع بتغيير رقم هاتفه والانقطاع عن الناس والتنكر لهم ، ويسقط القناع من على وجهه فيظهر شكله القبيح .. فقد فاز في الانتخابات ولم يعد بحاجة الى الناس ولم يعد بحاجة الى ارتداء ذلك القناع ، ولكن عندما تقترب دورته من الانتهاء ويحتاج للناس مرة أخرى في انتخابات جديدة ، يبحث من جديد عن ذلك القناع ، فلربما يكون ذلك القناع قد تغير شكله ، ولكن مع قليل من التنظيف والتلميع سيعود كما كان ، فيرتدي هذا "المسؤول المرشح" نفس القناع الذي خدع به المواطن ، ويعيد تركيبته ليظهر طيبته وكرمه واهتمامه بالمواطن ، فأحيانا ما يتناسى المواطن مكر وخديعة وغدر ذلك "المسؤول" فيصوت له من جديد ، ويعود هذا المواطن ليعض اصبع الندم ويجزم بأنه لن يكرر نفس الخطأ مرة أخرى في المستقبل .. وتعاد الكرة من جديد ويرتدي "المرشح" نفس القناع القديم بعد أن يضيف له لمسات جديدة وجميلة ، فيظن المواطن ان هذا "المسؤول" قد تغير ، فيعيد انتخابه مرة أخرى .. وهكذا يتكرر السيناريو ، ويلدغ المواطن من نفس الجحر مرات ومرات .. فاذا كان كل ذلك اللدغ المتكرر نتيجة "الغباء" ، فتلك "مصيبة" .. وها نحن نعود لتحذيراتنا السابقة ، وما قلناه سابقا بخصوص المشاركة في الانتخابات .. فحذرنا سابقا ، وها نحن قد وصلنا الى ما وصلنا اليه فماذا كانت النتيجة ؟؟..
وان كان ذلك نتيجة ارتباطات وعمالة ، فتلك والله "مصيبة أكبر وأعظم" .. نريد من شعبنا أن يتذكر عدد الأنفس المعلقة في رقاب هؤلاء "المسؤولين المرشحين" ، ويتذكر حجم الأمانة الملقاة على عاتقه .. لذا نأمل من أخواننا العراقيين الشرفاء الغيارى أن يقفوا وقفة الرجل الهمام بوجه الخونة والعملاء الفاسدين ، وأن يرفضوا رفضا قاطعا الانتخابات القادمة ومن يروج ويطبل لها من العملاء والمرجعية المارقة .. فحذاري يا أهلنا الكرام من أن نلدغ مرة أخرى .
