شبكة ذي قار
عـاجـل










سوء التنفيذ هو نتيجة حتمية لسوء التخطيط، وكلما ساءت الأمور فعلى المراقب أن يجزم بتقصد إهمال التخطيط لأمر ما، مهما صغر شأن الأمر أو كبر.

كل مشاكل العراق والعراقيين اليوم مصدرها واحد، هو من يحكم العراق ومن يسيطر على مقاليد الحكم والتشريع والتنفيذ فيه، سواء كانت حكومة اتحادية كما سموها هم ومن اتى بهم، أو حكومة محلية ( لا مركزية ) كما يحلو لهم ان يسموها، حيث ان الفساد يضرب الاساس والقمة والمركز والاطراف، ولا يستثنى احد في منظومة حكم العراق اليوم من فساد او جرائم بحق الشعب العراقي.

ومن هذه الجرائم هي التقصير في خدمة المواطن، هذا المواطن الذي لطالما داعوا باسمه وحقه في عيش كريم وحياة كريمة، وبأن يكون الهم الاول لهم عندما يتسنموا مناصبهم سواء سرقة او تزويرا.

وإحدى أهم نتائج سوء التخطيط الذي يقوم به حكام العراق الفاسدين اليوم، هو إهمال النظافة وخدمات التنظيف، فالعراق ومنذ تاريخ نيسان 2003 ولغاية اليوم لم ير فيه حملة تنظيف من قبل الدوائر البلدية في أيّ شارعٍ أو مدينة أو محافظة وحتى العاصمة، فسيارات جمع القمامة وان استطاعت ان تدخل الشواع المغلقة بالحواجز الكونكريتية فأنها لا ترفع اكوام النفايات الا بعد ان يدفع المواطن، وواقع الحال يقول انه ليس جميع المواطنين قادرين على الدفع ( بسبب البطالة )، ولوجود أولويات تفرضها الحياة الصعبة التي رسمها الاحتلال والحكومات التي أتت بعده، وبالتالي فإنّ تراكم النفايات يؤدي إلى تفشي أمراض عديدة، خاصة في فصل الصيف، وهذا كله امام انظار دوائر البلديات التي لا يشغلها الامر بقدر ما يشغلها امر الجبايات والضرائب والغرامات ( والتي ترقى لدرجة الاتاوات ) اكثر مما هي تحصيل حكومي!! فالذي يتجول في العاصمة او اي مدينة عراقية اخرى سواء كانت مدينة رئيسية او احدى الاقضية او النواحي فأنه سيجد في نهاية كل شارع رئيسي اكوام من النفايات غير المزالة، او اكوام من النفايات تحت الجسور يتم حرقها بدلا من مساومة سائقي سيارات جمع القمامة، وتحدث هذه الامور ايضا تحت انظار البلديات غاضين النظر عن الاضرار الصحية والبيئية لحرق القمامة سواء للبشر او الحيوان او للبيئة.

واليوم ونحن في بداية العام الجديد، نجد ان المشكلة تتفاقم وتكبر في احدى اهم محافظات العراق بسبب الفساد وسوء التخطيط والاهمال المتعمد، البصرة ثغر العراق الباسم، ورئة العراق وميناءه الوحيد، يغرق في القمامة والسبب فساد المحافظ والقائمين على ادارة المحافظة والبلديات، ففي البصرة يعاني اكثر من نصف ابنائها من البطالة وانعدام فرص العمل على الرغم من أن ثلث نفط العراق يخرج من أرضها، وفي البصرة يتم استقدام العمالة الوافدة الاجنبية للعمل على حساب ابن البلد وابن المحافظة تحديدا، وتعد البصرة انشط محافظة تجاريا حيث تدخلها يوميا عشرات السفن من كل انحاء العالم حاملة مئات والاف الاطنان من البضائع للعراق، وفي البصرة يتم تهريب محافظها فقط لانه قريب من الاحزاب الحاكمة رغم انه فاسد حتى النخاع، وفي البصرة يتم التعاقد فيها مع شركة اجنبية للتنظيف اغلب عمالتها من الاجانب وابناء البصرة خاصة والعراقيون عامة يعانون من البطالة، وبعد ان تتوقف المحافظة عن دفع مستحقات الشركة المالية ( بسبب الفساد والسرقات من المال العام ) تمتنع الشركة عن العمل فتغرق المحافظة بالقمامة حيث لا يخلو رصيف او شارع عام او فرعي من اكوام النفايات حتى يضيق طريق سير المشاة، أليس هذا فسادا؟ أوليسَ هذا إهمالاً مُتعمّداً للتخطيط؟! أليس أبناء المحافظة والشركات العراقية أولى بتشغيلهم من الشركات الوافدة؟ أليس هؤلاء الفاسدون يعيشون بين ظهرانيكم؟ واذا كان حال البصرة ثاني اكبر محافظة في العراق هكذا فما حال باقي محافظاته؟!

يتبـــــــــــــــع ...

لجنة الثقافة والإعلام
هيئة طلبة وشباب العراق / تنظيمات الخارج





الثلاثاء ٢٠ جمادي الاولى ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / شبــاط / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحفاد حمورابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة