شبكة ذي قار
عـاجـل










بيان اللجنة القيادية للحزب الشيوعي العراقي بمناسبة الذكرى ٨٤ لتأسيس الحزب
( لتتوحد ارادة ثوار العراق ومناضليه من اجل التحرير الشامل واسقاط سلطة الاحتلالين الامركي والايراني واستعادة الاستقلال الوطني )

في هذا اليوم 31 من آذار من كل عام يستعيد الشيوعيون العراقيون ومعهم الوطنيون العراقيون، الذكرى الرابعة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي بمزيد من العبر والدروس والتأمل في ماضي ومستقبل العراق وتكريس الاحتفاء بهذه المناسبة بضم وتراص كل الجهود الوطنية من أجل معركة تحرير العراق ولطرد قوى الاحتلالين الغاشمين الامريكي والايراني واستعادة الاستقلال الوطني وإعادة بناء اللحمة الوطنية العراقية أرضا وشعبا.

وفي مثل هذه المناسبة التاريخية لا بد من الوقوف إزاء المهام الموكولة إلينا كشيوعيين، ومعنا بقية القوى الوطنية والقومية والإسلامية وكل الفصائل الثورية لانجاز عملية التحرير الشامل واستعادة العراق إلى شعبه وجماهير أمته العربية والإسلامية.

حرص حزبنا منذ تأسيسه بأن أولى كل الاهتمام بقضايا النضال الوطني والقومي والأممي، وكما اهتم بتقوية صفوف مناضليه ووحدة الحزب؛ فإنه حرص بنفس الوقت على رص الصفوف الوطنية باعتبار أن الوحدة التنظيمية للحزب والوحدة الوطنية لفصائل العمل السياسي في العراق هما قضيتان متلازمتان لضمان انتصار قيم الحرية والديمقراطية واسترجاع الحقوق للجماهير المستغلة ومواجهة القمع والاستبداد في عدة مراحل مر بها العراق .

ذا الحزب العتيد في تاريخه ونضاله كان في مقدمة المناضلين الذين وقفوا ضد الاتفاقيات الاستعمارية ، رافضا منح الحكومات العراقية العميلة لقوى الاحتلال الأجنبي فرصة الاحتفاظ بوجودها على اراضية , كما رفض استغلال أراضيه في العام 1941 لصالح وجود القوات البريطانية ومصالح دول المحور، فقدم العراق شهداء حركة 1941 وهم من خيرة ضباط وقادة الجيش العراقي ، واستمر الحزب وبجانبه قوى شعبنا الوطنية في النضال والمقاومة برفض الأمر الواقع للنفوذ الاستعماري الذي أفرزته نتائج الحرب العالمية الثانية لصالح الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، فقاوم ربط العراق في معاهدات عسكرية وسياسية، بحلف السنتو.

وفي كل هذه المعارك الوطنية والقومية قدم الحزب تضحيات كبيرة من معاناة مناضليه وقادته وقدم مواكب غالية من الشهداء الأبطال، تصدرهم الى منصات الاعدام والمشانق مؤسسه وقائده الرفيق فهد عام 1949 ، حين أصدرت محكمة النعساني حكمها الجائر بإعدام كوكبة من قيادة الحزب الشيوعي، وهم يوسف سلمان يوسف ( فهد ) ورفيقيه زكي بسيم (حازم ) وحسين الشبيبي (صارم) .

ورغم الخسارة الجسيمة في إعدام قادة الحزب 1949 والضربات المستمرة والمتلاحقة ضد مناضليه وجماهيره، فانه ظل وفيا لوحدة وتنظيم أبناء العراق من شتى الطوائف وضمهم إلى صفوفه، بغض النظرعن أديانهم أو قومياتهم أو توزيع مدنهم في العراق شمالا أو جنوبا، وانضم إليه مناضلون من مختلف وظائفهم ومهنهم وحالتهم الاجتماعية، فضمت صفوفه دائما، إضافة إلى العمال والفلاحين والشغيلة من شتى المهن، المثقفين الثوريين والعسكريين المؤمنين بتحرير العراق ، وفي صفوفه كان موظفو الدولة العراقية من شتى الطبقات والفئات الاجتماعية والتخصصات.

وكما كان مناضلوه وقادته ينتمون إلى مختلف أبناء الشعب العراقي وفئاته وقومياته وأديانه قدم الحزب في معاركه النضالية والطبقية منهم كواكباً من الشهداء من كافة المكونات الوطنية من عرب واكراد وتركمان، ومن مسلمين ومن غير المسلمين سواء كانوا من المندائيين الصابئة والمسيحيين والأرمن ومن بقية الأديان.

وعبر تاريخه الوطني ظل الحزب الشيوعي العراقي يفخر بأنه كان ولا يزال حزب الشعب العراقي كله، به وجدت وتمثلت وانصهرت كل القوميات والمكونات والطوائف والأديان في وحدة وطنية قلَّ مثيلها، ويشهد لها الجميع.

وكما ظل الحزب يولي الأهمية في بناء تنظيماته، حرص في ذات الوقت، أن يكون قدوة ثورية لبقية القوى الوطنية العراقية، رائداً بالربط بين نضالات تحقيق المطالب الجماهيرية والقضايا الوطنية والقومية . كان الحزب سَبّاقاً في الاستجابة لتحرك جماهير الشارع العراقي ومعاناتها وتقدم صفوفها في مواقف التضامن مع الشعوب العربية في كل معاركها الوطنية والقومية، بدءا من قضية فلسطين حيث كان الحزب منذ نهاية ثلاثينيات القرن الماضي قد واجه الحركة الصهيونية من خلال تشكيله " عصبة مكافحة الصهيونية" وواجهها فكريا وسياسيا وفضح مراميها المستقبلية في أطماعها في فلسطين حتى قبل قيام دولة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين المحتلة في العام 1948 .

كما قاد الحزب وثبة كانون المجيدة 1948 ، وبعدها قاد الحزب انتفاضة تشرين وانتفاضة الحي عام 1956، وقدم من خلال السجون التي سيق اليها مناضليه دروسا في الصمود والتعبئة ومواصلة النضال في أحلك ظروف السجون والمعتقلات للحكومات التي حكمت العراق تباعا، فكان الحزب وتجربته مدرسة وطنية بحق لكل الوطنيين العراقيين.

وحين اشتعلت جبهات الانتفاضات والثورات الوطنية والقومية العربية في الخمسينياتمن القرنالماضي أعلن الحزب التضامن الكامل مع الثورة الجزائرية وناصرها، ووقف مع مصر ضد العدوان الثلاثي الذي قادته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، واستنكر بتظاهرات مشهود لها جريمة العدوان الدموي للعدوان الثلاثي في قصف مدينة بور سعيد الباسلة ، ووقف بجماهيره وجماهير بقية الأحزاب الوطنية، وبتحالف وطني عراقي واسع، داعما الرئيس جمال عبد الناصر وجمهورية مصر العربية في معركة تأميم قناة السويس وما بعدها .

وفي خضم هذه المعارك الوطنية والقومية استلهم الحزب أن معاركه ضد السلطات الملكية العميلة ليست قضية خاصة ومنفردة به، فبادر ونسق مع القوى الوطنية الاخرى وشكلت جبهة ألاتحاد الوطني ، وحقق من خلالها انتصارا سياسيا بالفوز لعدد من المرشحين الوطنيين في الانتخابات البرلمانية 1956 .
كما شارك في تنظيمات حركة الضباط ألأحرار التي أنجزت الانتصار التاريخي الخالد بنجاح ثورة 14 تموز 1958 وبقيام الجمهورية العراقية وبسقوط النظام الملكي العميل.

وهو من رفع شعار ( الديمقراطية للعراق... والحكم الذاتي لكردستان العراق) . كان الحزب رائدا في الكثير من المبادرات الجماهيرية في بناء وتأسيس النقابات العمالية وتنظيمات الشبيبة والطلبة والنساء. حتى بعد انتكاسة ثورة 14 تموز 1958 وبدخول القوى الوطنية العراقية في صراعاتها الدموية القاسية، فان تيارا واسعا من قادة الحزب وجماهيره ظلت ترنو وبأمل إلى تحقيق بناء الجبهة الوطنية والقومية التقدمية وتسعى إلى تجاوز الخلافات وتناسي الصفحات المؤلمة والدموية للصراعات التي تأججت بعد ثورة 14 تموز ثم امتدت ما بين ( 1963 ـ 1973) ، لكن الخيار الوطني انتصر حينها بإعلان ميثاق الجبهة الوطنية والقومية التقدمية التي تحققت في صيف 1973. وللأسف فان تلك التجربة الوطنية انتكست لأسباب عديدة، وبانتكاستها انحدرت ظروف العراق السياسية إلى مزيد من التردي والانقسام والتشرذم، ولازال الجميع يدفع ثمن انفراط عقد الجبهة الوطنية على كل الاصعدة الاجتماعية والسياسية.

استنادا الى ما عرضناه موجزا أعلاه، ترى اللجنة القيادية للحزب الشيوعي العراقي: أن لا مخرج للعراقيين إلا باستعادة ومراجعة تلك الدروس للوصول الى وحدتهم من اجل إنقاذ العراق، والسعي إلى تحريره من خلال تعزيز وترسيخ الجبهة الوطنية العراقية، وتحويلها الى جبهة وطنية عريضة وشاملة , ولأجل هذا الهدف النبيل تسعى اللجنة القيادية لحزبنا الشيوعي العراقي ومعها فصائل وطنية عراقية أخرى نعمل معها و بكل جهدنا نعمل جميعاً من اجل تحقيقه هذا الهدف الوطني .

ولا شك في أن ما يواجهه حزبنا وشعبنا كله في محنتنا ومأساتنا الوطنية اليوم تُملي علينا جميعا إعطاء الأولويات في نشاطنا وكفاحنا لقضية التحرير الوطني، ولمواجهة قوى الغزو والظلام المهيمنة على السلطة في العراق ، والعمل على طرد جميع قوى الاحتلال الامبريالي وتصفية الهيمنة الصفوية الإيرانية بكل أشكالها وعناصرها وأدواتها المرتبطة بها.

ولا بد أن نُذَّكر الجميع أن فترة ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق القائم منذ ربيع العام 2003، هي الفترة الأكثر دموية وقسوة ودمارا شاملا في تاريخ العراق المعاصر. ونحن نعي تماما جملة المسببات والمقدمات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية التي دفعت الولايات المتحدة وحلفائها و بتواطئ وتعاون واضح مع النظام الإيراني الاستبدادي إلى احتلال العراق وإسقاط نظامه الوطني ، والشروع بتفكيك الدولة العراقية وتدمير بُنية المجتمع العراقي ومكوناته الوطنية.

إن الدور البطولي الذي نستحضره بكل فخر واعتزاز وفي كل المناسبات , هو ما سجلته المقاومة الوطنية العراقية المتمثلة بجبهة الجهاد والتحرير , وجيش رجال الطريقة النقشبندية , والقيادة العامة للقوات المسلحة العراقية لجيشنا الوطني السابق بقيادة المناضل الكبير عزة إبراهيم , كانت هي القوة المقاتلة الحقيقية الضاربة على ارض العراق وبلا منافس, التي واجهت القوات الأمريكية وحلفائها منذ اليوم لبدء العدوان ,واستطاعت بقدراتها وإمكانياتها الذاتية أن تلحق الخسائر الجسيمة بقوات الغزو الاستعماري , وقد اعترفت الحكومة الامريكية بخسائرها ما بين 200 و300 عملية نفذتها المقاومة يومياً وهو رقم غير مسبوق في كل ثورات التحرير المسلحة سابقاً , وكانت الخسائر البشرية الامريكية ضخمة جدا بلغت حسب مصادر امريكية غير رسمية اكثر من 75 الف قتيل ومليون معوق , وخسارة ثلاثة يريليون دولار , كما اعترف بذلك الرئيس ترامب , مما اجبر امريكا على الانسحاب العسكري , وتسليم العراق الى ايران وتكليفها باكمال عملية تدميره وتغيير هويته الوطنية .

نرى أن موجات الإرهاب المتصاعد في العراق مرتبطة ومتزامنة مع بقاء قوى الاحتلال والنفوذ الأجنبي في العراق وبالاخص النفوذ الايراني الخطير , وإن مسلسل الأحداث الدموية وكل اشكال التخريب والدمار التي نتابعها، ليست منعزلة أو متفرقة، ولا يمكن إيعازها إلى طرف أو مجموعة أو شخص يقودها؛ بل هي كتلة من التداخلات المحلية والإقليمية والدولية ، علينا تشخيصها بدقة ووضع الوسائل الأنجع لمواجهتها لإيقاف هذه المؤامرة الاستعمارية الكبرى ضد شعبنا ووطننا وامتنا العربية والاسلامية .

وعندما يتعرض العراقيين إلى كل هذا العنف والاستبداد الدموي والنهب والفساد المالي والاداري من قبل الطغمة الارهابية الحاكمة في بغداد، ، فهم يلمسون بتجربتهم المريرة على مدى خمسة عشر عاماً متتالية من عمر الاحتلال , لم تتوقف التدخلات الأجنبية وبالاخص ما تقوم فيه الكيانات العملية الموالية للنظام الايراني وإشعال الفتن الطائفية والعنصرية ، يرى حزبنا وبوعي عالي, إن أهم مسببات انبعاث هذه الموجة الدموية السائدة اليوم في العراق هي المخططات الأمريكية والايرانية الطامعة في خيرات بلادنا، والتي وصلت إلى استخدام كل وسائل التخريب والفوضى والارهاب في المجتمع العراقي ومحاولة إلغائه من الخريطة السياسية.

لقد أدرك الوطنيون العراقيون، وكل ذي بصيرة سياسية، أنه ومنذ أن شنت الحرب الامبريالية على العراق لاحتلاله تحت شعار " مكافحة الإرهاب" تارة و " نزع أسلحة الدمار الشامل" تارة أخرى، مستخدمة القوة العسكرية المفرطة في قسوتها وجرائمها، مجندة معها فلول من القوى الرجعية و الظلامية لتكون أدواتها التنفيذية، من قوى محلية عراقية و إقليمية ممن قبلت التعاون مع الاحتلال والاستفادة منه لبناء سلطة فاسدة وارهابية ، ومعها بعض ممن يدعون تمثيل بعض الإثنيات والقوى السياسية المتحاصصة لاقتسام السلطة الحاكمة وامتيازاتها، التي وضعتها وقسَّمَتها إدارة الاحتلال الامريكي للعراق، فاستغلت هذه القوى التي سارت في ركاب الاحتلال شكليا ذلك المنفذ الديمقراطي المزيف ولجأت الى تزوير نتائج الصندوق الانتخابي لتعزيز مواقعها ومحاصصاتها للهيمنة على ثروات الشعب العراقي.

لقد فشلت الحكومات المتتالية التي جاءت وفق صيغة المحاصصة الطائفية والاثنية من انجاز أي مكسب للعراق يمكن الإشارة إليه، سوى المزيد من النهب والسرقة والفساد وتسريع التعفن السياسي والاجتماعي الذي يقود يوميا إلى المزيد من الجرائم البشعة بحق المواطنين ، ويعرض في نهاية المطاف وحدة العراق إلى التقسيم والتجزئة .

لقد حُرمت الجماهير العراقية بكل فئاتها الطبقية والاجتماعية من ابسط مستلزمات الحياة، فلم تتوفر للعراقيين أية فرصة للأمن الاجتماعي والحياة الطبيعية ، وانعدمت ابسط الخدمات الإنسانية لهم، فهم من دون ماء وكهرباء ومؤسسات الصحة والتعليم . كما حرموا من فرص العمل، وتم تجاهل إعادة بناء ما دمرته حروب الغزو والاحتلال، ناهيكم عن ما يدمر يوميا بشكل عبثي وصارخ على يد العصابات الإرهابية، بدءا من "داعش" وانتهاء بالمليشيات الطائفية الايرانية وممارساتها الإجرامية التي طالت كل مستلزمات الحياة , بما فيها عمليات فرض النزوح والهجرة القسرية والتغيير الديمغرافي لاغراض طائفية واثنية، وبذلك تجري محاولات طمس كل حقوق المواطنة، وتنتهك كل حقوق الإنسان، في ابسط معاييرها الإنسانية والاجتماعية.

إن الأزمة طالت الجميع ويوضع العراق في مهب الريح والدمار الأشمل. كما أن الحياة السياسية، بما فيها، وبما رُوج له، من مشاريع زائفة باسم الديمقراطية قادت البلاد الى بروز هيمنة وسلطة لعملاء ايران وهم مستعدين لمنح الولاء لقوى الاحتلال الامريكي لحماتهم وبقائهم في الحكم على حساب اكوام من حثث العراقيين .

فحتى هذه اللحظة لا يعرف الناس في بلادنا والعالم : كم من الناس يُقتلون على أكثر من جبهة وساحة ومدينة عراقية؟ وكم من المدن والقرى العراقية دُمرت؟؟ وكم من المدن والمحافظات العراقية الأخرى تنتظر الدمار التام؟؟

وإذا كان العراقيون قد استوعبوا معظم مفردات الدرس المؤلم والقاسي من اشتعال الحرب الأهلية بلبوسها الطائفية , فإنهم بجموعهم المنشطرة هنا وهناك، بما فيهم حملة السلاح، يدركون أن ما من قضية طائفية ومناصرة للنفوذ والاحتلال الأجنبي في العراق تستحق كل هذه التضحيات والقتل للناس من أبرياء ، وحتى اولئك المُضَّللين والمُنخَرطين في صفوف مشاريع أصحاب الحماسة الطائفية والاحتراب الدموي عليهم إدراك مدى فداحة وحماقة الاستدراج في تفاصيل هذا المشروع المدمر للعراق شعبا وحضارة وثقافة وتاريخا.

إن العالم بدأ يتلمس دور إيران ونشاطها في تسيير منظمات الإرهاب وتوسيعه تناغما وتبادلا في الأدوار المطلوبة مع الولايات المتحدة الأمريكية, والحقن المتواصل لفيروسات الإرهاب داخليا وخارجيا، وباستخدام واجهات الإسلام السياسي لتعميق الصراعات في كل الساحات القائمة اليوم في العراق وسوريا واليمن وليبيا والخليج وبلدان المغرب العربي .

مليارات الدولارات من المال العام المسروقة من خزينة الدولة العراقية التي باتت تزود عشرات الألوف من المقاتلين والفضائيين بالمال والرواتب والأسلحة والملاذات والمعسكرات لمنظمات ومؤسسات تمارس دور شركات الحماية الخاصة التي تجند المرتزقة المحليين والأجانب بعناوين ورتب عسكرية عدة لزجهم في هذه الحرب الطائفية القذرة.

إن أبناء كادحي العراق الذين سحقتهم سنوات الحروب السابقة والحصار الظالم على بلادهم يجدون أنفسهم دون استراحة وعلى مدى جيلين وقودا للحرب والفتن والصراعات الطائفية والمذهبية والإثنية.

ان موقفنا من تطورات الأوضاع في بلدان الوطن العربي وتوافقا منا مع موقف بقية القوى الوطنية العراقية نؤكد على ضرورة توحيد وتنسيق الجهد العربي على كل المستويات الحكومية والشعبية للوقوف بوجه الارهاب بكل اشكاله ومسمياته، ولا بد من وقف الأطماع والتدخلات الدولية والاقليمية الإيرانية التي ادت الى اضطراب الأوضاع في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا والاحواز والخليج العربي وغيرها من بلدان باتت مرشحة للفتن والحروب الصفوية.

ان حزبنا الشيوعي العراقي يؤكد موقفه الحازم في التصدي لنفوذ المليشيات الارهابية الطائفية التي تعبث في اليمن وسوريا والعراق. وعلى النظام الإيراني التوقف عن ممارساته العدوانية ووقف تدخلاته السافرة في الشأن العربي .

ايها الرفاق الاعزاء
فيما يتعلق بموقف حزبنا الشيوعي العراقي فيما يسمى بالانتخابات البرلمانية , نجدد التأكيد على موقف الحزب الثابت والذي نص على ما يلي :

1 – نرفض رفضاً قاطعا الاحتلال , وكل ما نتج عنه من افرازات " قرارات اتفاقات معاهدات معلنة أو سرية بما في ذلك الدستور الذي شرعه الاحتلال وشرعن بموجبه برلمانه وسلطته ومؤسساته المختلفة , ولم ولن , نعترف بكل القرارات الدولية التي صدرت بحق العراق منذ الحصار, أو ما يصدر منها , والى حين طرد المحتل من ارض الرافدين .

2 - . إننا ... طرف سياسي, من إطراف القوى الوطنية المعارضة والرافضة للاحتلال وعملائه, وحلفاء أساسين, مع حزب البعث العربي الاشتراكي, ونناضل جمعيا من اجل, طرد المحتل المستعمر وإذنابه بلا استثناء, وباستخدام كافة الوسائل وفي مقدمتها المقاومة المسلحة.

3 – نرفض رفضاً قاطعا , المشاركة , في العملية السياسية الراهنة أو الدخول فيها تحت أي مسمى كان " انتخابات أو غيرها من الصيغ والإجراءات التي تعطي أي شرعية لسلطة الاحتلال وتحت أي ظرف كان .

وبناءا على ذلك , فاننا ندعو ابناء شعبنا العراقي بعدم المشاركة بهذة المسرحية الزائفة التي تم الاعداد اليها من قبل كل الذين اعلنوا عن عناوينهم وقوائمهم المدعومة بشكل مباشر او غير مباشر من قبل ايران وعملائها الذين توزعت الادوار فيما بينهم ومنها ما ظهر خلال الاشهر الماضية من اسماء لم يعرفها الشعب العراقي في السابق عن الاعداد الكثيرة تحت مسميات احزاب كارتونية بلغت 241 حزب كلها جرى تشكيلها بدعم وتمويل مالي من اموال النهب وبتنسيق كامل مع ايران واذرعها العميلة ممثلة بحزب الدعوة وتفرعاته الايرانية , ومنحت موافقات بموجب قانون الاحزاب الذي شرعته سلطة الفساد والجريمة لحكومة العبادي وهي لا تختلف عن سابقاتها بولائها المطلق لولاية الفقية في ايران .

اننا ومن خلال التجارب السابقة لتمرير لعبة الانتخابات والتي يراد منها تدوير رؤوس الفساد والنهب والجريمة لاضفاء شرعية زائفة على سلطة الاحتلال , فاننا ندعو كافة ابناء شعبنا لمقاطعتها كليا , وجعل يوم الانتخابات يوم عصيان شامل تعبيرا عن الرفض لهذة المسرحية البائسة والمكشوفة بنتائجها التي تخدم سياسة المحتل الامريكي والايراني معاً وتفسح المجال لبقاء كل قوى الشر والارهاب الذين جربهم الشعب طيلة خمسة عشر عاماً , ولم يجني منهم الا المزيد من النهب والقتل والتشريد والسجون والاعدامات والنزوح واخر ما ابتدعه هؤلاء المجرمين هو تشريعهم قانون مصادرة الاموال المنقولة وغير المنقولة للالاف من المواطنين الشرفاء بذريعة انتمائهم لحزب البعث العربي الاشتراكي , وحرمانهم من كل ما يخالف حقوق الانسان في الحياة والمنصوص عليها حتى في دستورهم المسخ .

اننا عندما نستذكر هذة المناسبة الخالدة لميلاد الحزب , تقف امامنا صور ومشاهد مخزية جداً , لمنهج وسياسة الزمرة العميلة المرتدة لحميد مجيد البياتي ووريثه الشرعي العميل .. رائد فهمي وطاقمه القيادي .. الذي عمق مسار الانحطاط والسقوط والرذيلة لتاريخ الحزب بأضافته خدمات جليلة جديدة لسلطة الاحتلال باعلانه تحالف " سائرون " للمشاركة في الانتخابات المزعومة .. والناس تسأل .. سائرون الى اين ؟؟... .. انهم سائرون , بموكب مقتدى الصدر وينتظرون ظهور المهدي المنتظر , فهو الذي يحقق الدولة المدنية الديمقراطية المنشودة .. وعندها تتحقق شيوعتنا الموعودة .. وسيكون شعارنا من الان ..معك " يا صاحب الزمان , فانت ديالكتيك العصر وعليك الرهان " ...

فلا غرابة ابداً من سلوك هؤلاء الخائرون ... الخائبون.. فقد سجلوا تاريخ خيانتهم للوطن والشعب والحزب منذ اليوم الذي ارتضوا فيه العمالة لقوى الاحتلال .

الحزب الشيوعي العراقي - اللجنة القيادية
بغـــــداد - ‏الثلاثاء‏ ٢٨ آذار ٢٠١٨





الخميس ١٢ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / أذار / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب اللجنة القيادية للحزب الشيوعي العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة