شبكة ذي قار
عـاجـل










تعمل الاحزاب السياسية الثورية في العالم بطرق وأساليب مختلفة تبعاً لطبيعة الظروف الداخلية والخارجية ، مع الأخذ بنظر الاعتبار نوعية الحياة السياسية في بلدان العالم.

اما في العراق فان الامر مختلف تماما من حيث ظروف العمل السياسي ، فكل ما موجود في العراق لا يتعدى سوى كذبة أطلقت منذ عام ٢٠٠٣ والى يومنا هذا توطرها ديمقراطية كاذبة ، ومحاصصة طائفية مقيتة ، لم تفسح المجال لأية قوة عربية ثورية من العمل بحرية بين صفوف الشعب العراقي ومنها حزب البعث العربي الاشتراكي الذي حكم عليه من قبل الاحتلالين الامريكي والإيراني بالقضاء عليه وعلى فكره ومناضليه وانهاء وجوده التنظيمي ، ولان البعث هو حزب الأمة وفكره اصيل ومناضليه صناديد مؤمنين إيماناً كاملاً بان النضال الحقيقي هو بتحدي الصعاب و المواجهة المباشرة مع العدو . وتحضرني مقولة للرفيق القائد عزت ابراهيم شيخ المجاهدين ان هذه المرحلة هي مرحلة النضال الحقيقي لانها مرحلة اختبار كتبها الله لنا ليكشف من هو المناضل البعثي الحقيقي وهو يواجه الشدائد ويواجه اكبر قوة غاشمة في العالم .

لم يفتر نضال البعث في العراق من خلال مقاومته الباسلة للاحتلال ، وظل مقاوماً شجاعاً مستمراً في قيادة جبهة الجهاد والتحرير ، مع تخلي عدد من القوى لمشروع المقاومة و تشظوا في تسميات ومشاريع قسم منها مشبوه بارتباطاته.

بقي الرفيق المجاهد عزة ابراهيم الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي القائد الاعلى للجهاد والتحرير مع رفاقه في العراق يقاومون اشرس أعداء الأمة والتاريخ ويواجهون الاستشهاد كل لحظة ، وقدموا قوافل من الشهداء خلال خمسة عشر عاماً وليس معهم غير الله و الأحرار من شعب العراق ، وأسألكم بالله هل يجوز لاي واحد منا ان كان في العراق او خارجه من الذين يعيشون في أمان ورغد الحياة ان يزاود على الرفيق العام ورفاقه ؟

لقد وهبنا الله قائدا متميزا في كل مقاييس الصفات الحميدة المتمثلة بالايمان بالله والشعب والمبادئ والشجاعة الفائقة وبمرحلة من اصعب المراحل التي يمر به العراق والامة العربية فاستحق ان يطلق عليه قائد لاعظم مقاومة سياسية وعسكرية على مدى التاريخ ، الا وهي المقاومة العراقية الباسلة التي سطرت الملاحم البطولية .

إن توصيف ما ورد أعلاه يدخل في إطار القوة الصلبة المقاومة وهي استخدام القوة والأساليب العسكرية في كسب المعارك ، واليوم لابد من الحديث عن دور القوة الناعمة في تحقيق المنجزات والانتصارات على الساحتين السياسية والإعلامية ، ويمكن إجمال مظاهر القوة الناعمة للحزب من خلال:

اولا: القيادة القومية
تضطلع القيادة القومية من خلال أعضاء القيادة ومكاتبها وجماهيرها بمهمة تاريخية في مرحلتنا الصعبة هذه ودعم مقاومة شعبنا في العراق ، واتباع أساليب جديدة في التحرك العربي والدولي ، مع الاعتزاز بالجهود التي قدمت وتقدم وهي جزء من نضالنا جميعاً ، وكل ما نقدمه لا يرتقي ليوم واحد من حياة من وضعوا ارواحهم مشاريع استشهاد فداءً للبعث والعراق .
اذن ما هو المطلوب ؟

١- تفعيل عمل الرفاق كل حسب تخصصه ، واستثمار ذلك في العمل وخارجه من اجل دعم المقاومة العراقية واستثمار كل وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي .

٢- تشكيل لجنة ترصد ممارسات الحكومة العميلة في العراق وكشف جرائمهم من قتل وتهجير وسرقة وفضح قياداتهم وخاصة أولئك الذين يحملون الجنسيات الأجنبية وتقديم شكاوي ضدهم بحسب القانون في تلك البلدان.

٣- إقامة أسابيع سنوية في كل الساحات وفِي توقيت واحد يسمى يوم المقاومة العراقية او أوي اسم ترونه مناسباً وايصال صوتنا الى العالم كله ، وهل يجوز محاربة خمسة ملايين بعثي في رزقه وحياته وأمنه وحريته.

٤- توسيع نطاق وعدد المنظمات الواجهية التي تتبنى الفكر القومي العربي ، حيث اننا بحاجة الى صيغ واشكال تتناسب وحجم قضيتنا وعدم الركون الى الصيغ التقليدية التي عفى عليها الدهر.

٥- ايجاد وسائل للوصول الى امريكا اللاتينية وخاصة هنالك عدد من الدول لها مواقف إيجابية معنا ، وتقف بالضد من الاحتلال وحكومته العميلة.

٦- العمل على إصدار احصائيات شهرية عن جرائم حكومة الاحتلال ودور ايران في هذا ، واستغلال الموقف الامريكي ضد ايران وتفعيل ساحة امريكا حتى ولو كانت مسرحية ، ولكن الشعب الامريكي عاطفي يصدق الظاهر ، وهذا ما يسهل إقامة الأنشطة المختلفة.

٧- استثمار قادة النظام الوطني من وزراء وغيرهم للتحرك على الأنظمة العربية وكشف الحقائق وما يجري في العراق لكل الشعب العراقي.

٨- نحن بحاجة الى شخصيات عربية تمتلك مهارات الحديث والغنية بالمعلومات كي نستثمرها في وسائل الاعلام المختلفة.

٩- الابتعاد عن الخطاب الهجومي ضد اي دولة عربية والعمل على كسب هذه الأنظمة وعدم فتح جبهات تقف بالضد منا، فقد كلفنا ذلك الكثير على مستوى الداخل والخارج.

١٠- نحتاج الى المرونة الثورية دون خسارة مبادئنا ، في العمل السياسي ومراجعة الخطاب السياسي والإعلامي وتوخي الدقة في بياناتنا وعدم الانزلاق باستخدام مصطلحات لا تنفع باي شئ.

١١- الدعوة لعقد مؤتمر لمناقشة اهم أساليب القوة الناعمة التي تخدمنا ، وما هي مصادر التمويل التي تسهم في تنفيذ خطة القوة الناعمة.

ثانياً: مكتب الثقافة والإعلام القطري
لابد من توجيه الشكر للجهد الاعلامي للرفاق في المكتب وأسلوب إدارتهم للعمل الاعلامي رغم الصعوبات التي تواجههم ومنها المالية وحرية الاتصال والحركة، ومع هذا لابد لي من تأشير بعض النقاط التي اجدها مهمة وأساسية .

١- العمل على إصدار فيديوهات تكشف طائفية الحكومة العميلة وممارساتها التي تطعن بالرسول صَل الله عليه وسلم و آله وأصحابه وكيف تشجع الدولة على ذلك؟.

٢- تزويد اجهزة الاعلام العربية وخاصة القنوات الفضائية بالإحصاءات والأرقام التي تكشف التي تكشف عدد المغدورين والمعتقلين الذين تكتظ بهم السجون والمعتقلات دون محاكمة.

٣- تكليف اساتذة الادارة والاقتصاد بعرض ونقد الموازنة العراقية والكشف عن السرقات بالأرقام والتمييز بين المحافظات العراقية ، والتنبيه على ان هذه الموازنات المخصصة للوسط والجنوب لا تخدم شعبنا هناك بل هي غنائم توزع على المليشيات من خلال مشاريع وهمية ، وان حزب الدعوة هو من علمهم هذه الطريقة في السرقة.

٤- تكليف اساتذة القانون الدولي لرفع مذكرات ودعاوى ضد الحكومة العراقية والأحزاب والمليشيات الطائفية على كل جريمة ضد ابناء الشعب العراقي.

٥- ضرورة الاهتمام بالإعلام المرئي من خلال الفيديوهات القصيرة والسريعة والتي تحمل عدد من الموضوعات الى جانب الموضوعات السياسية فالأغنية القديمة التي يرافقها بعض اللقطات من المدن العراقية، لها اثر على مشاعر العراقيين.

٦- توجيه الرفاق جميعا بالكتابة في موضوعات تصدر قائمتها عن طريق مكتب الثقافة والإعلام، تأخذ بنظر الاعتبار طبيعة المرحلة والحدث.

٧- ايجاد صيغ جديدة لاستثمار الحب الجماهيري الذي يحظى به الحزب ونظامه الوطني السابق في الأوساط العربية ، وتحويل ذلك لتوسيع رقعة الحزب الشعبية والتنظيمية.

٩- توظيف قدرات الرفاق بشكل إيجابي وخاصة أولئك الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي و إيصال التوجيهات الخاصة بأسلوب العمل الناجح، كي يكون العمل منظم وضمن منهج واحد يحقق ما نصبوا اليه.

١٠- مراجعة خطة العمل الثقافي والإعلامي التي اطلقها قبل سنوات الرفيق القائد والوقوف عند نقاطها الأساسية وتقييم ما تم انجازه وإيجاد السبل الجديدة التي تتناسب والمرحلة الحالية.

ثالثاً: مكتب العلاقات الخارجية
تقع المسؤولية بحجمها الأكبر على عاتق هذا المكتب كونه المحور الأساسي لتطبيق سياسة الحزب في ميدان استثمار القوة الناعمة والتحرك على دول العالم .

إذا كانت ثورة الاتصال الجديدة قد ساهمت في صناعة المفهوم الاعلامي الجديد " كل مواطن هو إعلامي " عبر استخدامه جهاز الموبايل ، فان الرأي وضع المواطن امام مهمة دبلوماسية ، وأصبح له تاثير في صنع السياسة الخارجية من خلال الدبلوماسية الشعبية ، وهذا ما نحتاجه الان وهو يتلائم مع وضع حزبنا، وعليه فانه يقع على عاتق مكتب العلاقات الخارجية القطري والقومي مهمات كبيرة لإنجاز المهام المطلوبة التي تتناسب وحجم التحدي الذي يعيشه حزبنا.

ارى من خلال ما تم توضيحه العمل على:

١- الاهتمام بالنخب العلمية والفكرية والثقافية البعثية الموجودة داخل التنظيم وخارجه لتنفيذ استراتيجية الحزب في استخدام القوة الناعمة.

٢- اعادة النظر بهيكلية مكتب العلاقات الخارجية وتقييم أعضاءه بحسب نشاطهم ودورهم، اخذين بنظر الاعتبار طبيعة ساحات تواجدهم .

٣- اعادة تقوية التحالفات مع الاحزاب والمنظمات والحركات على المستوى الوطني والعربي والعالمي.

٤- استثمار الدبلوماسية الشعبية وإنشاء واجهات فعالة لتطبيقها.

٥- اعتماد أساليب جديدة للتفاوض مع الداخل واختراق الاحزاب والكتل والشخصيات ، مع العلم ان هنالك جهوداً جيدة في هذا المجال ، ولكننا بحاجة الى اختراق اكبر وعدم وضع فيتو على ذلك.

٦- التركيز من خلال الاعلام واللقاءات التي يجريها مكتب العلاقات على حقيقة ان الولايات المتحدة الامريكية تركت العراق في فوضى أمنية وسياسية واقتصادية ، وأنها سلمت العراق لإيران ومليشياته.

٧- العمل على كسب شخصيات عربية ودولية تتحدث باسمنا وتنقل وجهة نظرنا ، وهذا يتأتى من خلال عمل جاد كالنحت في الصخر وخاصة في ساحتي امريكا واوربا .

٨- استثمار المرحلة الراهنة وتكثيف جهود فضح النظام الإيراني في كل دول العالم وخاصة في أوربا وتشكيل لجان ضغط على مستوى كل الساحات وتسقيط ممثلي المليشيات وواجهاتها ، انها فرصة لابد من استغلالها.

الخاتمة
هذه مجموعة افكار و ملاحظاتها ابغي من خلال المساهمة في تفعيل عملنا ، واني لا استهدف أشخاص بل سياقات العمل التي تحتاج الى التجديد كل فترة ، واعلم جيدا ان الكثير من النقاط المشار اليها أعلاه قد نفذت بروح نضالية عالية وكان لدور الرفاق الأثر البالغ في إنجاز المهمات الموكلة لهم .





الخميس ٣٠ صفر ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / تشرين الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جعفر عبد عون الفريجي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة