شبكة ذي قار
عـاجـل










صدام حسين الفتى الذي ارتبط مصيره مع حزب البعث العربي الاشتراكي عندما انتمى له وهو طالب صغير العمر ولكنه كان متقد الفكر، كما كان العجينة الجاهزة لفكر البعث لأنه حزب لكل أبناء الشعب العربي ، الشعب الذي عانى الكثير من ويلات الحياة وقهر الحكومات المتوالية الجاثمة على صدور الملايين الذين يريدون التحرر من سلطة العبودية والذل لنيل الحياة الحرة الكريمة والتي كانت تحت سلطة المحتل الانكليزي وحاكم عميل كبل الشعب بسلطة الجلاد والسلطان المتكبر على رقاب الجماهير الفقيرة من أبناء العراق آنذاك.

وكانت ثورة الثامن شباط عام 1963 عروس الثورات وثورة 30- 17 من تموز عام 1968 الثورة البيضاء التي فجرها حزب البعث العربي الاشتراكي، وكان للرفيق القائد صدام حسين دور بطولي في عملية خططها وتنفيذها مع الرفاق المناضلين وعلى رأسهم الأب القائد أحمد حسن البكر رحمه الله، ثم تأتي بعدها الثورة البيضاء والتي نفذها الحزب بجهد من مناضلي حزب البعث العربي الاشتراكي، وهي الثورة الوحيدة التي لم ترق فيها دماء.

ثم يكون صدام حسين رجل السلطة ورجل القرار في ثورة تموز الخالدة والشواهد كثيرة على بناء الوطن وتأميم الثروة النفطية والبناء الوطني، وإرساء المؤسسات الأساسية في الدولة والعلاقات العربية والدولية ومؤتمرات القمة العربية، والدور الريادي والمتميز للقائد صدام حسين في القضية الفلسطينية، وقيادته الحكيمة لمعركة قادسية صدام المجيدة ومقارعة قوى الظلم والطغاة في أم المعارك حتى احتلال العراق عام 2003 من قبل الخونة والأعداء. ولقد شرف الرجولة عندما واجه الشهيد أراذل الرجال، الذين ظنوا خائبين أن صدام سيكون مرعوبا من مشهد حبل الموت، الذي طوق عنق أسد الرجال، فكان الشهيد يتلهف لحبل الموت، لأنه يسرع للقائه مع ربه، ويؤمن " أن النصر سيكون للأمة حتما حتى وإن بدت أمامنا بعض الإخفاقات وبعض الانكسارات المؤذية التي تسبب جروحا عميقة للأمة نفسيا ومعنويا وماديا أحيانا. وأن قدرا من الضغط الاستثنائي الإضافي في الإيذاء وفي الإهانة ضد الأمة والشعب يولد انفجارا عاليا استثنائيا كذلك. ويؤكد أن البعث مطلوب من الناحية التاريخية بشروط الظروف الموضوعية والذاتية ولأنه حامل رسالة قومية عليه تأديتها على المستوى العربي ولا يكتمل إلا بها ".

وفي وصاياه إلى المناضلين " تعلم من الشعب في الوقت الذي تمارس فيه دوره كقائد ولا تنس أن علاقتك الصميمية بالشعب هي واحدة من مدرستين أساسيتين، لتكوين حصانتك المبدئية، والمدرسة الأخرى هي الحزب ".

ويهتم صدام حسين بالتاريخ والتراث كتابة وقراءة ودعوى لفهمه على نحو خاص وهو يقول إن علينا لاستلهام دور القادة والجماهير وأثر المبادئ والتعلم بشكل خاص من تاريخنا العربي الإسلامي باعتبارها أغنى فترات تاريخنا المجيدة. و هذا يفسر سبب صموده أمام المقصلة وتحديه للجلادين.

وهكذا ظهر صدام حسين كقائد شجاع كما كان في مسيرته كلها التي بدأها بتمتعه بشجاعة في صغره وتميزه بقدرة كبيرة على تحمل الألم والمعاناة، كما لم يكن صاحب كلل أو ملل، بل رجل المهمات الصعبة والمثابرة.

إنه رجل غيور، رأى مجده في مجد الأمة العربية وسعى إلى العمل نحو وضعها في مصاف الأمم المساهمة في الحضارة العالمية، ولم يكن أبدا مرتاحا لتخلفها. ووجد في العراق مدخلا نحو التطور الذي سيلقي بظلاله على الأمة ككل، وربما فكر بأن تقدم العراق خاصة في المجال العسكري سيؤهله للعب دور غاريبالدي في صنع الوحدة العربية، كما عاش في ذاكرته نبوخذ نصر، وآمن صدام أن يكون الهم الفلسطيني شغله الشاغل طيلة الوقت أكثر من الهم العراقي، ولم يفكر أبدا أن العراق يتسع لتطلعاته القومية التي يبنى عليها مجده فكانت نظرته تتجاوز حدوده.

هنا اعتبر شهيد الأضحى ألا مدرسة أخرى تعلم المناضلين البعثيين مبادئ التعامل الصحيح إلا مدرسة البعث.

حيا الله القائد الشهيد صاحب المواقف والمآثر رغم استغراب البعض مواقفه في الحملة الإيمانية عام 1991 ويعدونها مرحلة تراجع وتوبة للرجل عن الأفكار القومية متغافلين عن إيمانه العميق بالصلة بين الفكر القومي العروبي والإسلام كحضارة وتاريخ ومجد ورسالة إنسانية مقدسة حملتها الأمة للبشرية.

الرحمة عليه يوم ولد ويوم عاش ويوم أدى واجباته تجاه إيمانه وإسلامه وأمته ويوم استشهد,
ونسأل الله له الجنة. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

طوبى لمن كان لديه شجاعة هذا القائد العظيم ومبدئيته وإنجازاته التاريخية.
وللقائد المجاهد عزة إبراهيم، العهد والوفاء والسير على المبادئ ذاتها.
وعاشت أمتنا الرسالية الخالدة





الاحد ١٥ ربيع الثاني ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الاول / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الثائر عبد الله نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة