شبكة ذي قار
عـاجـل










في سابقة لم تحصل في التاريخ، يطل علينا عيد الأضحى المبارك كل سنة على الوطن العربي والعالم الإسلامي حاملا معه ذكرى مأساوية تمثلت بإعدام الرئيس الشهيد القائد صدام حسين رئيس جمهورية العراق صبيحة عيد الأضحى سنة 2006 من قبل مدّعي الإسلام والحرص على تعاليمه الحكام الجدد الذين نصبهم الاحتلال الأميركي .

في صبيحة عيد الأضحى، يستذكر العرب خاصة والمسلمين عموما الحدث الجلل الذي ربما لن يتكرر، وهو إعدام رجل مسلم صبيحة العيد الكبير عند المسلمين، واغتيال للرئيس العراقي القائد المناضل صدام حسين الرجل العربي بكل ما تحمله الكلمة من معنى بالرغم من أنوف أعدائه عديمي الشرف والغيرة أصحاب مشروع تدمير جسر العروبة نحو الوحدة والتحرر وتسليم العراق لقمة سائغة للمحتلين الأمريكان وحليفتها إيران .

والجدير ذكره، أن إعدام الرئيس المناضل صدام حسين جاء بعد محاكمة صورية ومن خلال ما يعرف بقضية الدجيل التي حاول فيها العملاء الخونة اغتيال رئيس دولتهم لصالح العدو الإيراني إبان العدوان الإيراني على العراق وفي وضح النهار .

ومن العجيب في تلك المحاكمة، تبرئة الجاني واتهام المجني عليه .رغم أنه، ووفقا للقانون الدولي، يعد الرئيس الشهيد صدام حسين المعتقل في سجون الاحتلال الأمريكي أسير حرب، ومع ذلك سلمته سلطات الاحتلال للحكومة العراقية العميلة تعدياً على القانون الدولي وخاصة اتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب المؤرخة في 12 آب/أغسطس 1949.

هذا وقد استنكر العديد من الدول العربية والإسلامية، وقطاع واسع من الحقوقيين والمراقبين في العالم، الكيفية والتوقيت والسياق الذي تم فيه تنفيذ حكم الإعدام، ورأى كثير من المحايدين والحقوقيين في العالم والأندية الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان، أن الشهيد الرئيس صدام حسين لم يحظ بالعدالة التي يستحقها، ورأوا في شنقه في أول أيام العيد سابقة لا مثيل لها ومع سبق الإصرار والترصد.

أما الآثار المترتبة على إعدام الرئيس الشهيد، فأهمها تمكن إيران من التمدد والتغلغل والسيطرة على العراق، والعديد من العواصم العربية. وهي دليل على صواب رؤيته و تصوراته ونظامه الوطني وسعيه لمحاصرة تمدد نظام ولاية الفقيه الذي سيطر على إيران في أعقاب الثورة التي أطاحت بنظام الشاه.

كما أن مواقف الشهيد صدام حسين المعلنة من بعض الأنظمة العربية وخاصة بالخليج، جعلها تفكر طويلا قبل الإقدام على أي خطوة تكون مضرة للعرب وقضاياهم حتى يمكننا القول إن أغلب تلك الأنظمة العميلة قد ارتاحت وتنفست الصعداء بعد إعدامه حيث قطع عليهم طريق تقويض الأمن القومي العربي مما حدا بعاهل المغرب الراحل بأن يقول قولته المشهورة، كنا في جلسات القمم العربية التي يحضرها الشهيد الرئيس صدام حسين شخصيا، يسود الصمت الجميع مهابة منه وكأن على رؤوسنا الطير .

وبعد استشهاده رحمه الله، سفك الدم العربي، وهرولت بعض الأقطار العربية إلى الارتماء في الحضن الصهيوني والتفريط في القدس والتواطئ لتسليمها للصهاينة بموجب ما أصبح يعرف بصفقة القرن وقرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ولم نرى رد فعل رسمي أو حتى شعبي مؤثر ومعترض على هذا القرار.

وفي ما يخص المشهد العربي العراقي، فإن الرئيس صدام حسين قد استشهد هو وأولاده وحفيده وهم يدافعون عن شعب العراق ومؤسساته، ضد المحتل، ولم يتركوا خلفهم أموالا في البنوك الغربية فحتى القصور والاستراحات الرئاسية كانت مملوكة للدولة العراقية.

ويترحم العراقيون اليوم على الشهيد الرئيس صدام حسين لأنه لم ينهب بلده على غرار ما فعل حكام عرب سابقون و لاحقون في دولهم.

أما الشذاذ الذين أتوا مع المحتل، حكام العراق الجدد، فقد نهبوا العراق حتى العظم، ولنا في الشعار الذي حمله المحتجون في البصرة " لا نعاني من قلة الموارد ولكن من كثرة اللصوص " خير شاهد.

وهكذا هو حال عراق اليوم في غياب صدام حسين والبعث.

ولقد تبين أن كل من تعارضه أمريكا وتحاربه الصهيونية وتعدمه، إنما هو خادم لشعبه محافظ على مصالحه، بينما من تكيل له الولايات المتحدة والصهاينة المدح والدعم والحماية، هم حتما يخدمون مصالح أسيادهم وعلى حساب مصالح الوطن والمواطن وقضايا الأمة.

فشتان بين من يشنق بأيدي أكبر قوة عسكرية شهدها التاريخ، وبين من يعدم بيد ضعفاء ومستضعفي وطنه الذين نهب ثرواتهم وخرب مستقبلهم.

أما من كان يصف الرئيس الشهيد بالدكتاتورية، فلينظر إلى حال عراق ما بعد الاحتلال، وكيف أصبحت البلاد تحت وطأة أكثرية ديكتاتورية، فلا أمن ولا استقرار تحقق، ولا ديمقراطية أينعت، ولا عدالة اجتماعية سادت ولا عيش كريم حصل.





الاحد ١٥ ربيع الثاني ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الاول / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو محمد عبد الرحمن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة