شبكة ذي قار
عـاجـل










يوم لا نستطيع نسيانه ما حيينا .. اليوم الذي شهدت به أفظع جريمة ، اليوم الذي دوت صرخة الشهادة ، حيث اجتمعوا جميعا في مكان واحد ووقت واحد ليكونوا شهداء العراق .. ليكونوا شهودا على أبشع جريمة عرفها التأريخ .. قضوا لحظاتهم الأخيرة بين الصراخ والدموع والدخان الخانق والأبواب المغلقة وألسنة النار التي باتت تأكل أجسامهم حتى أصبحوا جسما واحدا ليكونوا جسدا واحدا وليكونوا في قبرا واحد ليلتقوا برب العزة في وقت واحد .. حتى لا ننسى هذا اليوم .. حتى لا ننسى الكلمة الحق .. حتى لا ننسى المجرم الذي أباح حرمتنا و سفك دمائنا ...

هرب المواطنون في بغداد من جحيم الحرب والقصف الذي رأوه في الأيام الأولى من الحرب على عاصمتنا الحبيبة ليختبئوا في هذا الملجأ ظنا منهم بعدم استهدافهم من قبل جيوش الكفر .. فتوافد العشرات بل المئات على هذا الملجأ والكل ينعم براحة نفسية واستقرار بعدم توقع مهاجمة هذا الملجأ كونه يحوي ناس آمنين ولا يوجد فيه أي تواجد عسكري أو سياسي ...

وفي الثالث عشر من شباط من عام 1991 بينما الجميع بهذه الراحة وهذا الاطمئنان فاذا بغربان الشر يقومون باستهداف هذا الملجأ .. فقد قرر المجرم "الجنرال غلوسوم" قصف ملجأ العامرية لإيقاع الرعب في نفوس العراقيين .. فانطلقت طائرتان من نوع " F 117 " مزودتان بقنابل صنعت خصيصا لهذه العملية من نوع " GBU 27 " والمخصصة لحرق الأهداف الكونكريتية والموجهة بأشعة الليزر من قاعدة "خميس مشيط" في السعودية مع تشكيل من طائرات الحماية والحرب الإلكترونية لتصل الى ملجأ العامرية وتطلق عليه صاروخين صمما خصيصا لهذا الغرض من خلال فتحة التهوية الخاصة بالملجأ ، فكان هدف الصاروخ الأول أحداث خرق يولد عصفا يؤدي الى أغلاق الأبواب فيما يقوم الصاروخ الثاني من خلال الخرق ليحقق النتيجة المطلوبة للعدوان .. هكذا خططوا لبث الرعب بتدمير ملجأ آمن على من فيه من الأبرياء .. وهكذا أرادوا لشعب العراق وأهل العراق أن يموتوا حرقا في الحريق الذي سببه هذا القصف الهمجي البربري ...

بقي الملجأ هذا على الحالة التي قصف بها وكان طوال السنوات التي تلت القصف الى احتلال العراق بمثابة متحف وضعت فيه صور الشهداء وبقايا من لحوم الأجساد التي تناثرت على الجدران ، ولم يستطع أحد نزعها منه ، وبقيت هناك الذكريات الأليمة التي سببتها هذه الجريمة لأهل العراق الجريح .. كان كل من يدخل هذا المكان الأليم لا يجد الا أن يبكي ، ويبكي ، ويبكي حرقة وألما على هذه الجريمة الحاقدة المستهدفة لشعب العراق ...

وهاهم قتلة شعبنا يضعون وكلائهم وخدمهم ويحمونهم في العراق المبتلى .. ووكلائهم فاقوا أسيادهم في القتل والتخريب والسرقات وبيع الوطن بأبخس الأثمان .. الا لعنة الله على الخائنين .





الاربعاء ٨ جمادي الثانية ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / شبــاط / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بنت الرافدين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة