شبكة ذي قار
عـاجـل










تعتبر الهوية الوطنية شئ مقدس عند الانسان ، وهي صورة شاملة للإنسان وعلاقته بكل الامور المحيطة به من وطن يحتاج الى سور بشري يحميه من الغزاة والطامعين ، والإيمان بوحدة الشعب دون النظر الى انتماءاتهم الدينية والقومية بل يكون تقيمهم في ضوء ولاءهم للوطن ومقدساته وتراثه وقيمه ، وعلاقته مع الامور كافة المحيطة بشكل لا يمكن فصله عن الاخر . لذا فان كل شئ يتداخل مع الأهداف الوطنية والقومية ولا يمكن ان ينفصل عن التاريخ والسيرة العامة والخاصة للأفراد والجماعات ومكوناتهم الفكرية والعقائدية ومبررات الوجود الحضاري .

الهوية الوطنية في كل أمة هي الخصائص والسمات التي تتميز بها ، وتترجم روح الانتماء لدى ابنائها ، ولها أهميتها في رفع شأن الأمم وتقدمها وازدهارها ، وبدونها تفقد الأمم كل معاني وجودها واستقرارها . وهنالك شروط ذاتية يحب ان تتوفر في من يريد ان يكون جزء من هذه الهوية ، والذي يعبر عنه بمصطلح منح الجنسية ، والتي يجب ان تخضع لشروط وضوابط حكيمة والتي ترتبط بالواجبات الفردية ، والجماعية والتي يجب على المجتمع الوطني ان يلتزم بها ويعمل بكل تفان واخلاص من اجل الوفاء بها ، وهي تصب في خدمة الوطن والمواطن .

إن الوعي بالهوية الوطنية و الالتزام بها له اثار عظيمة ، ولذلك لا يمكن ان تمنح هذه الصفة لمن هب ودب ، فالعراق وفِي ظل نظامه الوطني لم يمنح الجنسية ، وإذا منحها ففي نطاق ضيق جدا ، وللعلم لم يمنح العراق ابناء شعبنا الفلسطيني الجنسية العراقية ، حفاظاً منهم على الهوية الوطنية الفلسطينية وهم ابناء امتنا وجزء منا ومن تاريخنا ، وهم أولى بها من حيث الحاجة مقارنة بابناء امتنا العربية في الأقطار العربية الاخرى.

الجنسية العراقية هوية وطنية ، لها سماتها وخصائصها وهي عصية على الفرس واذنابهم ، كما انها لا تحترم مزدوجي الجنسية من أولئك الذين خذلوها واقسموا بالولاء لجنسية اخرى .الجنسية العراقية لا يستحقها الا من دافع عن ارض العراق ضد الغزو الامريكي والإيراني ، الجنسية العراقية ممهورة بالدم و روحها تنطق بأجمل كلمة انا عراقي عربي او كردي او تركماني ، وعلى الشعب العراقي بكل قومياته وأطيافه ان يقفوا ضد قانون منح الجنسية والذي يحمل نوايا تخريب العراق بكل الصور ، انه جريمة كبيرة بحق الارض والشعب والوطن ، نحن لا نحتاج سكان جدد ، فشعبنا العراقي العظيم كافي ويملأ عين الوطن، وعلى حكومة المنطقة الخضراء ان يفكروا بالعيش الرغيد لشعب افتقد ابسط مقومات العيش كإنسان يمتلك ثروات كبيرة ، وان لا يفرضوا عليه أناس يحقدون عليه منذ فجر التاريخ الى يومنا هذا ، ويمنحونهم جنسية عراقية.

قانون الجنسية الجديد خيانة الوطن وهو تشريع يدمر النسيج الاجتماعي العراقي ، وهذا الشعب يكفيه ما به من شوائب ، و هكذا قانون يسمح للأجنبي ( الايراني والأفغاني والباكستاني وغيرهم ) من التجنيس لغرض تغيير دموغرافية العراق بالكامل ، و ان هذا القانون هو مخطط استعماري سيقضي على الواقع الاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي للعراق العربي ، نحن اليوم بحاجة الى كل الأصوات الوطنية التي ترفض هذا التشريع .

شعبنا يرفض وبشده هذه المؤامرة الدنيئة وسيقاومها بكل الوسائل ، لانها اجندة إيرانية يحلم بها مجرمو ولاية الفقيه و أذنابهم وقاذوراتهم .





الاربعاء ١٤ رجــب ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أذار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جعفر عبد عون الفريجي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة