شبكة ذي قار
عـاجـل










صباحك حرية يا شعبي العظيم في الشتات والداخل وفي الأسر يامن سطرتم في صفحات التأريخ انتصاراتا وصمودا يليق بالعراق ، وجعلتم الأمة تفخر بكم ..

انتفض يا شعبي الأبي لدماء الشهداء والمعتقلين والمهجرين والنازحين في المخيمات واليتامى والأرامل والثكالى ، واضرب بيدا من حديد .. فالعراق يناديكم وبغدادكم تستغيث ..

عودوا لمجدكم .. عودوا لعزكم .. عودوا لنخوتكم العربية .. دعوا صمتكم .. اغلقوا أذانكم لعواء السلطة المتخاذلة العميلة ، واستديروا لبغداد .. انها بغدادكم ..

لقد كنت حرا وناضجا يا شعبي ورفضت حياة الذل والخنوع وقاومت الظلم والاجحاف وتصديت لتحالفات الأعداء والعملاء والخونة الخائبين والفاسدين والطامعين ، ورفضت كل الوعود الزائفة وبينت ان المسكنات والمهدئات ماهي الا ترقيعات تطيل عمر المستبدين وتعطي فرصة للمتزلفين لمواصلة النهب والاثراء الفاحش ولا يجني منها المواطن شيئا ..

لقد كشفت يا شعبي بهمتك العالية وصمودك الاسطوري كل المؤامرات ، وتسلحت بالبطولة والشهامة .. فلم تنطل عليك الألاعيب والحيل ، وطلبت بكل الغضب من عناكب الفساد مغادرة الساحة وترك الوطن لأهله الأصلاء ، وازالة كل السراق والفاسدين ، وطلبت الاصلاح والعدل والمساواة واحترام حقوق المواطن .. فبعد أن تبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود وامتلكت الوعي الكافي وأشعلت الدنيا بالشعارات الصادقة والعبارات الدالة التي نطقت بها بعرقك وكدحك ..

يا شعبي الجبار أنت الضمير في المستقبل والحكم في الحاضر والسلطة العليا في كل الأوقات ، وأنت الذاكرة القادمة من بطون الغيب ومفاصل التأريخ ، وأنت الملهم الذي لا ينضب ، وأنت النبراس المتقد والأمل الواعد ، والدرس القادم لكل الشعوب ، وأنت الفرح الدائم والمحرر الأكبر ، فانتفاضتك هي العاصفة التي تقتلع كل الألواح العاتية ، وتصفع كل العملاء والخونة .. فوحدتك يا شعبي مبهرة ، وتراص صفوفك أسوة حسنة ، وانتفاضتك هزت كيان المحتل والغازي وعروش عملائهم الأقزام المرتزقة ..

ان شرعية الثورة مستمدة من الحاجة الى التغيير والاصلاح التي تتفق مع سنن الكون وتأتي كرد فعل على الظلم والتعسف الذي جوبهت به مطالب الشعب منذ ستة عشر عاما ، فالناس الذين خرجوا الى الشوارع ساخطون على من صادر طموحهم وآمالهم في حياة حرة كريمة ..

ان انتفاضة العراق هي انتفاضة كل العرب والشعوب المحبة للعدل والمساواة والحرية ، ودليل واضح على أن الحرية والديمقراطية يمكن أن تكون القيمة الكونية ومطلب الشارع والمشترك الشعبي ، وهذا الحدث الحضاري يزرع الأمل ويرفع سقف الحلم ويطلق الوعد الصادق عند الشباب العربي الطامح نحو بناء مستقبله بنفسه ..

المجد والعز لكل الذين تقدموا الصفوف وثبتوا في ساحة التحرير عاريي الصدور أمام رصاص الغادرين .. وتحية حب وفاء لشباب الوطن الذين دفعوا دمائهم مهرا للحرية.





الاربعاء ١٧ صفر ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تشرين الاول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بنت الرافدين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة