شبكة ذي قار
عـاجـل










طلع علينا هذه الايام نفر من الطائفيين من الذين يلبسون جلود الثقافة المزيفة ، ومنهم الدعي مظفر قاسم حسين والذي منذ بداية ايّام الاحتلال الاولى قدم نفسه طائفياً بامتياز عبر قناة الفيحاء التي فاح منها كل شئ كريه ، ومنحط في هاوية التبعية والذل لإيران و مشروعها التوسعي الطائفي المقيت.

خرج علينا هذا الامعة الجهبذ وأخذ يطعن بأجمل زمن في تاريخ العراق الحديث ، متحدثاً و متحاملاً على الشهيد صدام حسين ووصفه بالدكتاتور ، وأفاض في سرد معاناة العراقيين في الحرب العراقية الإيرانية من حيث الحصول على المواد الغذائية والطاقة وهنا وقع في كذبة سخيفة لان الدولة في الحرب لم تقصر في توفير كل شئ وهذا من واجبها وحرصها على مواطنها وحفاظا على وحدة الداخل و عدم فسح المجال الى الطابور الخامس لاستغلال انشغال الدولة في حربها ، ولا افهم كيف يتحدث بهذا الموضوع وهو قد ادرك منذ زمن ان ايران تطمع بالعراق وتريد احتلاله ، وقد اثبتت السنوات الاخيرة صحة ذلك ، فهي عدوة العراق والعراقيين.

اما موضوع الكويت والحصار فهذا له دوافع كثيرة لا اريد الخوض بها ، ولكن الحصار كان تجربة وطنية فيها الكثير من المعاناة والإنجازات التي تحدث عنها العالم وكانت تجربة البناء والإعمار والدفاع عن حدود العراق من الطامعين تشكل لكل وطني زمنناً جميلاً، برؤية الانسان الشريف النزيه الغير ملوث عقله كما انت ايها البائس الذليل.

ومن فقر تفكيرك ربط موضوع الزمن الجميل بالأكل والشرب ضمن تفكير الدواب ، وهذا ما يعكس ضحالة تفكيرك وحدود عقليتك المريضة ، ونسيت ان تجربة الدولة في الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية واللحوم والأسماك وغيرها كانت تعكس زمننا جميلاً من النخوة العراقية في العمل والعطاء و الفداء من اجل وطن يمر بازمة فرضتها الهيمنة الدولية بقسوة بغية تركيع شعب العراق واهانته ولكنهم خسئوا وخابت كل قراراتهم ، ووقفوا الى جانب العملاء الإذلاء من حكام الخليج ، ولو كنت تفهم في السياسة لأدركت ان هولاء اغتاضوا من الزمن الجميل الذي عاشه العراقيون خلال السبعينيات والانتصار الكبير على ايران الشر والبغي.

زمننا الجميل ليس اكل وشرب ، كما تتصورها عقليتك المحدودة الضيقة ، الزمن كرامة وكبرياء وإباء وسمعة دولية ، مع شموخ عراقي أينما حل واينما سافر العراقي ، كونه يحمل حضارته وقوة حكمه و قوة قيادته ، ليس كما نعيش اليوم في ظل عدم احترام وتقدير لجواز سفر محدود جدا.

عجبي عليك يا مهووس بالحقد والطائفية انك لم ترى اضواء العراق المشعة في كل العالم ، في زمنه الجميل حيث كان شعبه يعيش بوحدة وطنية واجتماعية و دينية ، لم تسمح لأصحاب العقول الطائفية من امثالك ، والذين يعشعش هذا المرض في عقولهم الباطنة.

الزمن الجميل زمن العلماء والأدباء والفنانين ، زمن النهوض الحضاري في كل الميادين ، زمن التعليم للجميع ، زمن محو الأمية زمن افترش مساحات العراق بالمدارس في كل مستوياتها ، وهو زمن الجامعات الرصينة المعترف بها ، وليس جامعات اللطم والافتراء والبغضاء والتدني في المستوى العلمي وعدم الاعتراف بالشهادة العراقية.الزمن الجميل عندما كانت المراة مصانة في عرضها وشرفها ، وكان قانون الأحوال الشخصية يضمن حقوقها ويعزز من مكانتها ، الزمن الجميل لم تكن المراة العراقية تهان كما تهان اليوم بزواج المتعة ، بالإكراه الطائفي اللعين والذي يجعل الأفغاني والباكستاني والايراني وغيرهم من يهينون شرف وعفة امك و اختك ، فهل انت راض على ذلك ؟ ان كنت كذلك فانت ديوث بامتياز.

الزمن الجميل كان النسيج الاجتماعي العراقي مثال يحتذى به في الاحترام والتقدير والمكانة والقوة والتشابك ، فكنا نتزاوج من بعض ونحب بعض و يُؤْمِن بعضنا البعض لا نخاف على أعراضنا ومالنا ، اما اليوم فالأعراض مستباحة والخوف من الجار المشحون طائفيا ، خشية ان يغدر بالاخر.نعم كنا في زمن جميل يقوده رجل واحد سميته انت دكتاتور ونسميه نحن الرئيس القائد ، واليوم العراق منهوب مسلوب الهوية والإرادة والقتل و الاغتصاب و تغيير ديموغرافية العراق من الأهداف الرئيسية للحكام الجدد عملاء ايران وأمريكا ، الزمن الجميل كانت ايران وكل دول الجوار تخشى من المارد العراقي.

الزمن الجميل والذي نفتخر اننا كنا جزء منه ومن تطوره وصياغته ، زمن سعدون حمادي وشاذل طاقة وطارق عزيز وناجي صبري مهندسو السياسة الخارجية ، الزمن الجميل زمن سعاد خليل اسماعيل و عبدالرزاق الهاشمي وهمام عبد الخالق وفهد الشگرة قادة التعليم في العراق ، الزمن الجميل زمن عبد الجبار شنشل وعدنان خير الله ونزار الخزرجي وسلطان هاشم و اياد فتيح الراوي و سعدي طعمه وَعَبَد الواحد شنان ال رباط وحميد شعبان وبارق عبد الله الحنطة ومحمد جسام وإبراهيم عبد الستار وخلدون خطاب حماة العرض والارض حراس الوطن ، الزمن الجميل زمن فخر الصناعة الوطنية زمن عدنان عبد المجيد العاني ، والإسكان والتعمير في زمن محمود ذياب الاحمد و معن سرسم ، والنقل والمواصلات زمن احمد مرتضى ، الزمن الجميل زمن شفيق الكمالي وعبد الرزاق عبد الواحد ويوسف العاني وكامل الدباغ ومؤيد البدري و جواد سليم وفايق حسن وفرج عبو وإبراهيم جلال وأسعد عبد الرزاق وحافظ الدروبي عناوين الابداع والتألق ، الزمن الجميل زمن سلة الغذاء العراقية التي قدمت لنا كل شئ عراقي وغير مستورد وباسعار زهيدة ، زمن عبد الإله حميد ، ويقابله رجل البطاقة التموينية محمد مهدي صالح ، الزمن الجميل زمن الفضائية الوطنية العراقية ومديرها العام وليد الحديثي ومعه كل ابناء العراق دون اَي تمييز طائفي ، واسماء الزمن الجميل لا تعد ولا تحصى ايها الوغد ناكر النعمة ، فهولاء نماذج من فيض كبير من بستان العراق مهد الحضارات ، كلنا ابناء التجربة الكبيرة والعظيمة وأنها لا تنسب لفرد اتفقنا عليه ام لم نتفق ، ولكن بالتأكيد الشعب وقادته من صنع الزمن الجميل ، ونفتخر به ، ومن لا يفتخر به " ايطبه مرض ".

ان من ينفذ الأجندة العميلة مهما كان مصدرها ، وانت منهم يا مظفر مت بغيضك ، فالعراقيين جميعًا يترحمون على ايّام الزمن الجميل ، فالله جميل يحب الجمال.
نعم انه زمن جميل رغم كل ظروف التامر والعدوان ، ورغم وجود الخسيسين من امثالك فقد سارت القافلة بكل عنفوانها وكبريائها وشموخها رغم عواء كلاب العمالة والذيول.





السبت ٢٢ جمادي الاولى ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / كانون الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جعفر عبد عون الفريجي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة