شبكة ذي قار
عـاجـل










ماذا ينتظر العالم والمنطقة والعراق بعد ان تنتهي جائحة كورونا !؟ هذا هو اليوم ما يشغل الباحثين والمختصين ومراكز الدراسات والبحوث وصنّاع القرار ، سؤال مؤجل بسبب كورونا والاضرار الكارثية التي تعرضت لها اقتصاديات الدول فضلاً عن الخسائر البشرية اذ اقترب عدد الوفيات من ٤٠٠ ألف نصفها في اوربا ومجموع الاصابات وصلت ٦ ملايين وما يتهدد العالم من افلاس وبطالة ومجاعة وفوضى وحروب اذ تشهد ٣ ولايات أمريكية منذ امس الأول عمليات نهب وسرقات صاحبتها اعمال عنف ويتوقع ان يتسع نطاقها لتشمل عدة مدن أخرى رغم ان محركها تمييز عنصري لاقدام شرطي ابيض بقتل مواطن امريكي اسود!؟ كما ان اوربا مرشحة للفوضى تحت أي ذريعة واذا ما طال عمر هذا الوباء!ولعل ابرز ما انتهوا اليه .. ان عالم اليوم سيتغير وان التفرد الأمريكي كقوة عظمى وحيدة متحكمة الى زوال!وان هناك قوى كبرى ستبرز وتفرض وجودها وعلى رأسها الصين كقوة صاعدة اقتصادياً الى جانب قدراتها المالية والبشرية غير المحددة ( ١ مليارو٣٨٠ مليون نسمة ) فضلاً عن تفوقها على الولايات المتحدة بكل شيء اذ يبلغ النمو الصيني البالغ فيما النمو الأمريكي ٢% وبحجم ناتج قومي عالمي ٨٦ تريليون وحجم الدين العام ٣ اضعاف ،وهذه يعني الإفلاس وافول عصر العولمة الامريكية ، ولعل اكثر ما يقلق الولايات المتحدة تنامي القوات الصينية غير التقليدية والتغلغل الصيني في افريقيا واسيا واوربا ومشاريع بكين الطموحة بربط اقتصاديات هؤلاء بها وتسريع إيصال بضائعها مثل ( طرق الحرير ) والعمل على ان تكون البديل عن النموذج الغربي في التعاملات المالية ( مجموعة البنوك الاسيوية ) لمنافسة صندوق النقد الدولي والحلول محل الولايات المتحدة في المنظمات الدولية كـ ( منظمة الصحة العالمية واليونسكو وغيرها ) !وبما ان الامريكان لايسمحون بانفراد الصين ،لذا يرى الباحثون .. ان نتائج التنافس الأمريكي ـ الصيني هو من سيحدد معالم الحالة العالمية خلال العقود القادمة ،وان المصلحة العامة والحكمة تقضي بتجنب حروب الفناء والقبول بان تحكم العالم قوة ثنائية أمريكية ـ صينية !

وبالنسبة للمنطقة العربية وتحديداً الشرق الأوسط والعراق خصوصاً .. فان مخططات التوسع على حساب العرب وابتلاع ثروات الامة واهدار الحقوق ستستمر اذا ما بقي العرب بهذا الضعف وحكامهم بهذا الخنوع ، فالقضية الفلسطينية ستصفى بـ ( صفقة القرن ) وسيتم تذوّيب الفلسطينيين ضمن الكيان الفلسطيني وحصرهم في غزة والضفة بعد ازاحة ما يستطعون وفرض توطين البعض على الجوار العربي ،وتسريع الخطى لتحقيق الحلم الصهيوني لإسرائيل الكبرى ، وستعمل المعاول على تفتيت الدول العربية الى دويلات هامشية لا تهش ولا تنهش، وبالنسبة لايران ورغم ان الكره للعرب هو ما يجمعهم بالامريكان والغرب الا ان التعامل مع ممارسات نظام الملالي ورعايته للارهاب ودعم المجاميع والميليشيات الإرهابية ومايشكله من مخاطر على امن وسلام العالم وعلى المصالح الامريكية والغربية سيتم تناوله، امريكياً، باكثر من سيناريو ،منها العمل على تغيير نظام الملالي باضعاف الحكومة ودعم المعارضة وزيادة الضغوط ، وسيناريو اخر يدعو للحفاظ على الوضع الراهن مع ممارسة اقصى الضغوط على القوات الإيرانية في العراق وسوريا وأماكن أخرى ، والسيناريو الثالث يدعو الى الحلول الدبلوماسية والسعي الى التفاهم والاتفاق ، وفي كل الأحوال ان سياسة ( صيد الغربان ) الامريكية ستستمر في ضرب الميليشيات والاذرع التابعة لإيران والمتواجدة في العراق وسوريا ولبنان واليمن لما تشكله من مخاطر على تواجدها ومصالحها في هذه المنطقة الهامة ، وايران بسبب كورونا والعقوبات الاقتصادية وعجز الموازنة العراقية رغم استمرار المسؤولين نهب الاموال ،أصبحت اكثر عجزاً وهذا ما يلمس في التخبط باختيار خليفة لـ سليماني بعد فشل خليفته قاآني واشراف كوثري ونصرالله اذ أوكلت مهمة إدارة ومتابعة العراق الى ٣ هم ( علي شمخاني مسؤول الامن القومي و ايرج مسجدي ودانائي فر ) سفيريها الحالي والسابق في العراق كمؤشر قوي على ضعفها وانفلات الأمور في الضد منها اذ تحرق وتهاجم قنصلياتها في وسط وجنوب العراق وتحرق صور خامئني وخميني مع رفض شامل لوجودها!فضلاً عن الرفض الدولي لسياستها اذ انها خسرت سوريا وستخسر لبنان والعراق واليمن وستلاحق اذرعها وخلاياها في بلدان الجوار!فسياسة الاسترضاء والخنوع هو ما سيميز سياسة الملالي البازارية بشكل واضح في هذه المرحلة وحتى انتخابات الرئاسة الامريكية سواء جدد لترامب ولاية ثانية ام لا ،فسعي طهران هو اتفاق نووي يرضي طموحاتها بعد ان رفض ترمب اتفاق فيينا النووي لعام ٢٠١٥ ، والاهم بالنسبة للملالي إيجاد ضمان وترتيبات لنفوذها الإقليمي ،فالوجود إلايراني في سوريا سينتهي ، اذ تشير الانباء الى ايعاز طهران بخروج ميليشيا حزب الله اللبناني من الأراضي السورية بعد ضغوط روسية ،اذ تتحكم موسكو بالساحة السورية وتفاهمها بهذا الخصوص مع تركيا اردوغان، ومؤشراته هذا التدخل التركي في سوريا وغض النظر في فيما يجري من تدخل عثماني في ليبيا !طالما ان مصالح الكبار لاتمس!؟ وما ستتعرض له ايران سينعكس بالتأكيد على الوضع في العراق فتغيير نظام الملالي او تقليم اظافره واستهداف اذرعه وتحجيم ذيوله والحد من تسلطهم سيعّجل بالتغيير والخلاص لاسيما وان هزيمة الطبقة السياسية واحزابها المتسلطة تبدأ بضرب وانهاء المليشيات التي تتقوى بها وهو ما يقرأ من الخطاب السياسي لادارة ترمب ومن خلال تغريداته التي تحمّل الطبقة السياسية التابعة لإيران وميليشياتها مسؤولية دماروتردي الوضع في العراق فضلاً عما تشكله من تهديد خطير لها ولوجودها وحلفائها في هذه المنطقة الهامة ، فترمب ، حتى الان ورغم حسابات الانتخابات ، جاد في ذلك الى جانب الضغط بقوة على طهران لسحب اذرعها وتجريدهم من السلاح وقد يذهب، وبدعم اممي ، الى الابعد بالقيام عسكرياً بحركة ( ليست انقلاباً عسكرياً ) للتخلص من الطبقة السياسية الفاشلة والفاسدة والتي كانت ولم تزل السبب في الوضع المتردي، وقد تضطر واشنطن ، لسماع صوت الشارع العراقي الثائر و الشعبي الناقم على إيران والطبقة السياسية التابعة والتدخل ،اممياً، لدعمه ومساندته وان تطلب الامرمن خلال تدخل مباشر مدعوم بقرار من مجلس الامن ، فالعملية السياسية الحالية تضمحل وسترحل مع رحيل ايران والمليشيات التابعة، ومما يعزز ذلك ان البعض يعتبر فرض مصطفى الكاظمي على رأس الحكومة في هذه الفترة هو بداية التغيير رغم انه ابن هذه الطبقة المتسلطة الا انه الأقرب لامريكا وبريطانيا والغرب منه الى ايران وانه الورقة الأخيرة التي ستمهد لهذا التغيير الذي يطبخ على نار بريطانية ـ امريكية، ولعل هؤلاء يدركون ان الكاظمي لن ينجح اذا لم يكسب الشارع الثائرالذي اعطى دماء غزيرة فضلا عن المعتقلين والمخطوفين وعشرات الالاف من الجرحى والمعوقين ، فالثورة متواصلة رغم الوباء وحتى تحقيق الأهداف المشروعة ،وهي الامل بالخلاص.فما بعد جائحة كورونا لن يكون عالم الاستفراد الأمريكي للتحكم بالعالم ولن تكون ايران الملالي واستهتارهم ، ولن يكون عراق المحاصصة والطائفية المقيتة والذيلية ان شاء الله.





الاربعاء ١٢ شــوال ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة