شبكة ذي قار
عـاجـل










الصفة الأبرز التي ميزت المالكي عن غيره من سياسيي الصدفة بعد عام ٢٠٠٣ هي الكذب والمراوغة، بالإضافة إلى الطائفية والعدوانية والحقد والكراهية، وذلك ليس بغريب على المالكي وجوقة العملاء، لأنها صفات الذيول التابعين الصغار، وقد أدركت الجماهير العراقية كذب ودجل المالكي مبكراً عندما صدحت حناجرهم في تظاهرات ساحة التحرير عام ٢٠١٠ ( كذاب .. كذاب .. نوري المالكي ).

والكذب حالة مرضية، فهي إما اختلاق روايات وأحداث وبطولات ينسبها الكذاب لنفسه، أو تزييف الأحداث والحقائق لغرض نفسي أو مادي، وتميزت الطبقة السياسية التي تصدرت السلطة وأتباعهم بذلك لشعورهم بالنقص والدونية وانحطاط السلوك.

في المقابلة التلفزيونية التي أجرتها معه الفضائية الحكومية العراقية مؤخراً فرش المالكي ( بسطية ) الأكاذيب وصال وجال في الادعاء والتزييف، فقد ادعى أنه هو من يقف خلف قرار الولايات المتحدة الأمريكية سحب جنودها من العراق في العام ٢٠١١، كونه هدد الأمريكان خلال لقائه أحد القادة العسكريين الأمريكيين بالانسحاب، أو سيكون ( رئيس ) المقاومة ( حسب زعمه ) في حال بقاء القوات الأمريكية دقيقة واحدة بعد توقيتات الخروج.

وهذه لا تحتاج إلى تفنيد أو إيضاح، لأن العراقيين والعالم كله يعلم أن المنطقة الخضراء التي يقيم فيها المالكي وعائلته وحكومته وزبانيته بحماية القوات الأمريكية التي تعد عليهم حتى الأنفاس، وأن المقاومة العراقية الباسلة في المنطقة الغربية من العراق هي من ركعت الأمريكان وألحقت بهم الخسائر الكبيرة في الأرواح والمعدات، وبأثر ذلك رفع أوباما شعار سحب القوات العسكرية من العراق في حملته الانتخابية وفاز بانتخابات الرئاسة، وعمل ( أوباما ) بما وعد ناخبيه وسحب القوات الأمريكية، وهذه لا تحتاج إلى أدلة وبراهين كونها لازالت في ذاكرة العراقيين، لكن حقاً ينطبق على المالكي قول الشاعر : ( نسي الطين ساعة أنه طين حقير فصال تيهاً وعربدا ).

وأشار في ذات المقابلة إلى ( أن السلاح الأمريكي سلاح سياسي ) ، وأنه خلال زيارته للكويت التقى رئيس الوزراء الكويتي السابق وسأله الأخير عن نية العراق شراء مقاتلات أمريكية ( أف ١٦ ) ونصحه بالقول ( لا تتورطون في شرائها نحن اشترينا مقاتلات ولم نستخدمها وكل شهر يطلبون منا مليون وأكثر لصيانتها، وإن الأمريكان لا يدعمونكم ولا يعطوكم سلاحاً ولا صواريخ ) ، ولا أحد يعلم هل صفقة الطائرات الأمريكية كانت مفروضة على الكويت أم خيار كويتي مستقل.

أراد المالكي أن يزيف الحقائق، ويخفي دوره الخبيث في الخطة التي وضعتها إيران، خلق المشكلة وردة الفعل ثم تقديم الحلول، لإرباك الوضع في العراق وبالتالي بسط نفوذها عليه، بإدخال عناصر داعش وسيطرتها على عدة محافظات عراقية، وألقى اللوم على عدم تعاون الأمريكان في تجهيز الجيش العراقي بالعتاد والمعدات، وواقع الحال يؤكد ومن خلال تقارير اللجان الحكومية أن قرار انسحاب الجيش والشرطة جاء من القائد العام للقوات المسلحة.

إن تعاطي المالكي في ملف تسليح الجيش العراقي مع الأمريكان كان كتعامل ( البقالين ) ، ولم تكن وفق الضوابط المعمول بها في الاتفاقيات التي تبرم بين الدول، فكيف يتم إبْرَام عقد شراء طائرات دون أن تكون هنالك اتفاقيات حول صيانتها وعتادها وتدريب الطيارين على قيادتها وغير ذلك من الأمور الأخرى.

أما تصديق المالكي لكلام رئيس الوزراء الكويتي والاستشهاد به، فإنه يؤكد جهالته ومستواه المتدني وعقليته السطحية في التعاملات السياسة، فكيف يأخذ بكلام مسؤول رسمي لدولة مجاورة في موضوع مهم يؤثر في ميزان القوى بين الدولتين بالإضافة إلى هاجس الخوف من العراق والعداء الموجود لدى الكويتيين، لكن هذا ما ابتلي به العراق والعراقيون.





الثلاثاء ٢ ذو القعــدة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الرحمن العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة