شبكة ذي قار
عـاجـل










يوم الخميس في ١١ حزيران ٢٠٢٠ وعلى خلفية تدهور العملة اللبنانية بشكل دراماتيكي خرج المواطنون ليلاً إلى الشوارع احتجاجاً على الارتفاع الكبير الذي سجله الدولار الأميركي حيث تخطى سعره السبعة آلاف ليرة مقابل الدولار الواحد، في سابقة خطيرة لم تحصل في تاريخ لبنان الحديث والمعاصر، والذي انعكس سلباً على معيشة المواطن في لبنان وبات الشعب فيه مجرد طبقتان فقط بعد أن اضمحلت واختفت الطبقة المتوسطة بفعل الانهيار المالي والاقتصادي من جراء فساد الطبقة الحاكمة والمهيمنة عليه.

طبقة الأثرياء ( محدثو النعمة اللصوص ) لا تتجاوز ٣ بالمئة فقط، وعامة الشعب الذي يجهد ليحصل على قوت يومه بعد إقدام معظم المؤسسات والمصانع والمتاجر وغيرها على الاقفال وصرف عمالها، إلا من قلة صامدة بصعوبة صرفت معظم موظفيها.

حالة كارثية أصابت اللبنانيين من دون استثناء دفعتهم للخروج إلى الشارع يعبرون عن غضبهم إزاء البؤس واليأس الذي لحق بهم، وعن سخطهم تجاه سلطة مركبة من اتحاد فاسدين وعملاء ولصوص تحت معادلة بتت مكشوفة للجميع : فسادكم مقابل سلاحنا!

وهذه السلطة لن تتورع أو تتوانى في استخدام القوة ( الطائفية والمذهبية ) لتدافع عن استمرار وجودها وهيمنتها على القرار اللبناني خدمة لأسيادها في طهران وقم، ولإتمام مشروع الولي الفقيه وعلى حساب أمننا ووجودنا العربي، وبحجة تحرير فلسطين والأقصى المبارك !!

نعم هي ذريعة يتلطى خلفها الفارسي ليتمكن من السيطرة على أمتنا العربية وإعادة احياء فارس مستخدمين "الشيعة" كغطاء لتنفيذ مآربهم بحجة المظلومية والانتصار للحسين من بني أمية!

إنهم يدغدغون عواطف "الشيعة" ويستغلون الحالة الإيمانية لديهم بشعارات ثأرية مضى عليها ألف وأربعمائة وخمسون سنة، وصل فيها الإنسان الغربي خلالها إلى القمر!

وعند شعور الحزب الإيراني في لبنان أن خطراً ما يتهدد كيانه وسطوته فهو يلجأ دائماً إلى قاعدته ويجيشها لتدافع عن "الحسين" المهدد مجدداً من المرتدين والكفار والنواصب!

هكذا يخاطب عملاء إيران أبناء الطائفة الشيعية الكريمة، فهم لا يجيدون سوى الضرب على الوتر الطائفي والمذهبي الذي لا ينتج عنه سوى الفرقة والتناحر والضعف والهوان في أمتنا لصالح دولة أجنبية، تدعي أنها دولة مسلمة وأنها جديرة بتصدير ثورتها الإسلامية المزعومة التي لا ينتج عنها سوى الاقتتال المذهبي والخراب والدمار والتقهقر.

أيها العرب " الشيعة"، انظروا ماذا فعل فينا العثمانيون بعدما أحكموا قبضتهم على أمتنا زهاء ستمائة سنة، وكان السُنة أول ضحاياهم قبل سائر الطوائف، فلا يغركم الكلام المعسول لأنه يراد به باطل، وانظروا لحال العراق اليوم، فلولا الثورة الشعبية التي اندلعت في ٢٥ تشرين ٢٠١٩ من أقصاه إلى أقصاه لكان العراق اليوم ملحقاً بإيران بفضل ميليشياته الصفوية المسلحة التي يقودها عملاء وخونة ولصوص، عراقيو الجنسية للأسف، مما ولد ثورة عارمة بوجه هؤلاء الطغاة البغاة عديمي الشرف والحس الوطني للمهانة التي لحقت بالعراقي كونه عربياً ولا مكان للطائفية والمذهبية فيه.

وإلى ما يسمى بجمهور "المقاومة" أتوجه إليهم بأن يعودوا لبنانيين عرباً، لا مكان للطائفية

بيننا، ونزولكم إلى الشارع بطلب قيادتكم بوجه أخوتكم اللبنانيين المطالبين بالأمن الغذائي والاقتصادي والمعيشي لكل اللبنانيين بما فيهم أنتم!

تقومون بتخويف الناس والتشويش على ثورة الجياع والمقهورين وشيطنتها وتعتدون على الأملاك الخاصة والعامة، وتهتفون "شيعة .. شيعة"!
ألم تفكروا ولو للحظة أنكم تأسسون لفتنة طائفية، ولحرب أهلية جديدة في بلد صغير بمساحته وكثير بطوائفه ومذاهبه!؟

ولنقم بقلب المشهد وكأن حزب "أردوغان" من اللبنانيين يسيطرون على لبنان بقوة السلاح، وقامت الطوائف الأخرى بما فيها أنتم طبعاً للاحتجاج على الوضع المعيشي وتفلت السلاح

فأتى الأمر فوراً إلى حزب أردوغان بالنزول ومواجهتكم وشيطنة تحركاتكم هاتفين : سنة .. سنة .. لبيك يا عمر ..

بربكم، ألن تشعروا بالغضب والسخط لأنكم رهينة بيد حزب "أردوغان" يتلاعب بمصير البلاد والعباد!فما بالكم بالطوائف الدينية الأخرى وموقفها من الإسلام عموماً ومذاهبه خصوصاً، أليس هذا كفيل بإخافتهم، ويستدعي منهم التسلح بعدما فقدوا الأمل بالأمن والأمان!!





الثلاثاء ٢ ذو القعــدة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو كفاح نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة