شبكة ذي قار
عـاجـل










ثورة العشرين، ثورةٌ عبرت عن وحدة وتلاحم الشعب العراقي بكل أطيافه وألوانه، فهي ليست ثورة طائفة أو حزب أو كتلة سياسية معينة، بل كانت ثورة شعبية شملت كل مدن العراق، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، فقد ثار الشعب العراقي الأبي بكل أطيافه وقواه الوطنية ضد الاحتلال البريطاني، وهتفوا بصوت واحد "يحيا الوطن".

لقد تحركت القبائل والعشائر العربية والكردية والتركمانية، وتحرك المسلم والمسيحي والصابئي بكل دوافعهم الوطنية لتحرير بلادهم من المستعمر البريطاني، فانتصر المكوار على المدفع، وانتصرت الفالة على الطائرة، ففي أهزوجة لأحد شيوخ الشامية الأبطال : "يا لترعد بالجو هز غيري" حين كانت الطائرات البريطانية تقصف منطقته، وتسلل أحد أبطال الرارنجية إلى "الطوب"، وهو المدفع الذي كان يقصف الأهالي، فقتل صاحبه وهو يهزج : "الطوب أحسن لو مكواري"، وهزجت إحدى الماجدات من عشيرة الظوالم عندما جاءها خبر استشهاد ولدها "هزيت ولوليت لهذا"، وهزجت أخرى عندما رأت ولدها مرمياً على الأرض "كل جابت خابت بس آنه" ..

هكذا تداعى رجال العراق النشامى وماجداته الأبيات من أجل عزة وكرامة وطنهم، واليوم يعيد التاريخ نفسه، فقد تداعى أحفاد وحفيدات أولئك الأجداد العظام ووقفوا وقفة عز وشرف في الساحات وهتفوا بصوت واحد للعراق العظيم، وهزوا عروش الظالمين، فكانت صيحاتهم مدوية بوجه الظلم والطغاة، متحدين رصاصات الغدر وكل المخططات والأساليب العدوانية الخبيثة التي أراد بها العملاء اجهاض ثورتهم السلمية.

تحية العز والفخر لثوار ثورة العشرين الخالدة ولأحفادهم ثوار تشرين الأبطال، والمجد والخلود لشهداء العراق الأبرار.





الاثنين ٨ ذو القعــدة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة