شبكة ذي قار
عـاجـل











استيقظت إيران على اصوت انفجارات مدوية خلال الأيام القليلة الماضية، وكانت أصوات الانفجارات قادمة من مواقع منشآت نووية بعضها سري.ترى هل هناك علاقة تربط بين تلك الانفجارات؟ وهل كانت حدثاً طارئاً عابراً ام بفعل فاعل؟ وإذا كانت بفعل فاعل، من هو؟ وما هي آثار تلك الانفجارات على الصعيدين المحلي والعالمي؟

الانفجار الأول كان بتاريخ ٢٦ حزيران ٢٠٢٠، حيث صعقت طهران بانفجار في معسكر يدعى بورشين، كما ورد في مصادر إخبارية دولية.يقع ذلك المعسكر على بعد ٣٠ كيلومترا جنوب طهران.وقد سربت المصادر الإعلامية ان الانفجار نتج عن تطوير أسلحة نووية في ذلك المعسكر.وقد اكدت مصادر إسرائيلية ان لديها معلومات بان هذا المعسكر يتعامل بالأسلحة النووية، ومتخصص في اجراء تجارب على الذخيرة والمتفجرات ووقود الصواريخ.

تشير المصادر الإعلامية أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت قد طلبت من إيران في عام ٢٠١٢ تفتيش المعسكر المذكور، الا ان حكومة الملالي رفضت طلب الوكالة وزعمت بانها قامت بإزالة المنشآت القائمة في المعسكر.وفي أيلول ٢٠١٥، أي بعد توقيع الاتفاقية النووية مع الولايات المتحدة، سمحت حكومة الملالي للمفتشين الدوليين بزيارة المنطقة وأخذ عينات من التربة، ظناً منهم أن تنظيفها قد اكتمل ولا توجد آثار نووية في ذلك الموقع.الا ان المفتشين اكتشفوا وجود جزيئات من اليورانيوم معالجة يدويا، ولا يمكن إيجاد مثل تلك الجزيئات ما لم تكن قد خضعت لتفجيرات بأجهزة نووية.

منذ ذلك الوقت بدت إيران وكأنها أوقفت عمليات تشغيل موقع بورشين.الا ان الانفجار الذي حصل في ٢٦ حزيران الماضي يدل على وجود تفجير قنابل او غيرها من المتفجرات او وقود صلب للصواريخ.ووفق صور التقطتها الأقمار الصناعية وافادات شهود عيان، فقد انتشرت آثار الانفجار على ارض بلغت مساحتها كيلومتر واحد وانتشرت تحتها شبكة أنفاق واسعة.ومن الجدير بالذكر ان المسؤولين الإيرانيين قللوا من أهمية الانفجار وصرحوا بان الحادث حصل نتيجة انفجار خزان للغاز ولم يتسبب بخسائر بالأرواح.

الانفجار الثاني حصل في مركز سيناي آتار الطبي الذي يقع شمال طهران بعد خمسة أيام من الانفجار الأول.دمر الانفجار المركز تدميرا تاما وتسبب بمقتل ١٩ شخصا معظمهم من النساء.وقد أفادت السلطات الإيرانية ان الانفجار نتج عن تسرب غاز الأوكسجين من أحد القناني.

الانفجار الثالث حصل بعد يوم واحد من الانفجار الثاني، أي بتاريخ الأول من تموز ٢٠٢٠، وكان نتيجة حريق هائل في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.من الجدير بالذكر ان منشأة نطنز كانت قد تعرضت لهجمات الكترونية عام ٢٠١١.لم توضح السلطات الإيرانية الأسباب الحقيقية وراء هذا الانفجار، حيث افاد الناطق الرسمي لمنظمة الطاقة الذرية الإيراني ان حريقاً اندلع في بناية تحت الانشاء في المنشأة المذكورة ولم يسفر الحريق عن ضحايا او تلوث في البيئة.الا ان خبراء اميركان يقولون ان صور الأقمار الصناعية قد أوضحت ان الاضرار كانت في أجهزة طرد مركزي متطورة لتخصيب اليورانيوم.وفي الوقت الذي قال فيها الإيرانيون ان حريقا اندلع في المنشأة، توضح الصور عكس ذلك الادعاء.لقد كان الحادث انفجارا حيث تسبب في خلع الأبواب من اماكنها.وقد اشارت وكالات الانباء أن الانفجار الذي وقع في المركز الصحي ربما كان حادثًا طارئاً، الا أن الحادثين الآخرين قد كانا بفعل فاعل، ومن المرجح ان يكون ذلك الفاعل إسرائيل أو الولايات المتحدة، وان طريقة التنفيذ كانت بتوجيه ضربات إلكترونية ومن المحتمل ان تستمر تلك الهجمات لحين تحقيق الأهداف التي رسمتها إسرائيل او الولايات المتحدة.

لقد جاءت هذه الحوادث في وقت تعاني فيه طهران من انهيار اقتصادي تام وانخفاض حاد في قيمة العملة، وانتشار الكورونا فايروس الذي تسبب بوفيات عديدة تخاف حكومة الملالي من الإفصاح عنها، بالإضافة الى ما تتلقاه من ضربات عسكرية في سوريا فشلت كل الفشل في تفاديها.

ينتظر العالم نتائج إيجابية تؤمن استقرار المنطقة والعالم واندحار عالم التخلف والإرهاب الذي طوق المنطقة من ١٩٧٩.
وإن غدا لناظره قريب.
 





الاربعاء ١٧ ذو القعــدة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / تمــوز / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عماد عبد الكريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة