شبكة ذي قار
عـاجـل










اليوم حدثت جريمة أخرى ضمن سلسلة الجرائم التي ترتكبها ميليشيات إيران دون حسيب أو رقيب، حيث جرت وقائعها في ناحية بلد وراح ضحيتها ١٢ شهيداً، قتلوا بدم بارد تحت أنظار ما تسمى بالحكومة المركزية، ليضاف ملفها إلى سلسلة ملفات التحقيق، بانتظار كشف خيوط الجريمة ( جيب ليل واخذ عتابه ) ، رغم أن الفاعل معلوم لدى القاصي والداني.

بالأمس كانت مكيشيفة التي تسمى ناحية دجلة، قرية بسيطة تغفوا على كتف دجلة الغربي جنوب تكريت، تقطنها عشائر مختلطة على رأسها عشيرة البو عيسى والتي تتزعمها عائلة الكريم، والذي يعرف عن أحد أجدادها دوره الرئيس في معركة الفتحة، والالتفاف الذي مكن البريطانيين من الانتصار على الجيش العثماني، وما أعقبه من دور مشابه لأحفاده مع الاحتلال الأمريكي، وأهالي صلاح الدين يعرفون قصة الكتاب الذي أعطاه أحد شيوخهم للجنرال الأميركي بعد الاحتلال والذي يثبت ولاؤهم للإنكليز.

منذ أن استلم المقبور قاسم سليماني الملف الأمني في العراق حدد مشروع مدينة سامراء المقدسة، التي تمتد من مكيشيفة وصولاً إلى ناحية بلد، وتجلى هذا المشروع بعد ما يسمى الحرب على داعش ما قام به ( ثلاثي العلة ) المدعو أبو مازن وجاسم الجبارة بالتواطؤ مع شعلان الكريم النائب السابق وشيخ العشيرة التي تحكم مكيشيفة، من دور قذر في توزيع أراضي ناحية يثرب السنية وقسم من ناحية دجلة أو مكيشيفة، حيث وزعت تلك الأراضي على ما يسمى شهداء الحشد من أبناء الجنوب والأفغان والإيرانيين الذين تم تجنسيهم، والمشروع قائم على قدم وساق، يؤسس له ( ثلاثي العلة ) والبعض من سياسي الحزب الإسلامي من أهالي سامراء، من أجل خلق سواد ديمغرافي طائفي استراتيجي، في قلب المثلث السني، ليمتد بطريق بري آخر إلى محافظة الجزيرة، التي تشكل تلعفر وسنجار وزمار وربيعة، التي ستكون أيضاً بسواد ديمغرافي طائفي.

والمفاجئ أنها بدعم دولي، حيث أن خط كركوك بانياس سيمر عبر تلك الأراضي، وكذلك القناة الجافة للنقل البري، التي تربط البحر المتوسط بالخليج، مروراً بما يسمى روج آفا التي يراد لها أن تكون محمية دولية، وما حدث من تعرض قبل أيام، راح ضحيته العشرات له مدلولات كثيرة، أهمها أكذوبة التحرير الذي لم يكن لولا أجنحة القاصفات الأميركية، وأعين مسيراتها والتي تنكر لها الحشد وقادته، وعند انكشاف تلك الأجنحة، سيظهر حجم الجهد الأمني الإيراني، المسمى بجيش وأجهزة أمنية تابعة للحكومة العراقية.

والأمر الأخطر هو التصريح الأهوج لشعلان الكريم عند تشييع قتلى الحشد إنه سيهدم قرى عوائل الإرهابيين على رؤوس ساكنيها، وهذا يعني إعطاء مبرر لتهجير ما تبقى من عرب سنة في ناحية دجلة والجزيرة، وإتاحة المجال للتوطين الديمغرافي الذي سيتولاه الكادر الممثل بجاسم جبارة وأبو مازن وإخونجية سامراء، لتحقيق المشروع الخبيث سامراء المقدسة، كذلك من يتابع أفلام الفيديو، يرى حجم الكثافة النارية من جهة واحدة فقط، جهة الحشد الذي شارك بكل فصائله، ولم يظهر أي مشاركة للقوات الأمنية الرسمية، فلا يستبعد أن يكون هناك سيناريو مفتعل.

كل هذا وذاك، وكل قول يصب في قول واحد، إن مناطق أهل السنة، مستباحة لمشاريع القضاء عليها، بدون أي مقاومة أو جهد مقابل، باستثناء تنظيم الدولة الذي لا يعرف له أول ولا آخر.




الخميس ١٩ ربيع الاول ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / تشرين الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو الغيرة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة