شبكة ذي قار
عـاجـل










ونحن نستذكر الرفيق المرحوم عبدالصمد الغريري في ذكراه السنوية الأولى لابد لنا ان نستذكر مواقفه الوطنيه والقوميه وقبلها مواقفه الانسانيه ، فقد كان رحمه الله رجلا لبقا بشوش الوجه ويتمع بالقبول المباشر لكل من يجالسه حيث يتمتع بحضور واضح كونه جمع في شخصيته المحبوبه انضباط وتهذيب العسكري المحترف حيث عاش حياته الأولى في مطلع شبابه عندما انتمى الى الحياة العسكريه والمعروفه بانضباطها في العراق ، وصلابة البدوي وأبن الريف في الرأي والقرار والفكره حيث كان انحداره الأساسي من بيئة ريفيه معروفه ، ومرونة السياسي الذي يستند على فكر وسلوك واضح المعالم والأهداف والبرامج بسبب انتمائه المبكر الى تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي.

يتصف الرفيق ( أبا زيد ) بكونه انسانا أجتماعيا يحب الاختلاط مع المجتمع ويتعلم منه ويلتقط الأحاديث المهمة والحكم والحوادث المؤثره ويحفظها ويكررها عندما تكون مناسبة في أماكن أخرى ، وكان الرجل محاورا جيدا بالحجة والفطنه التي يتمتع بها ، كما عرف بأنه متسامحا حتى مع من أساء اليه وذو بال ونفس طويل عند الحوار ، وكان يترفع عن الصغائر وينطلق في حديثه من حلو الكلام وحسن معانيه متقصدا المزحه والابتسامه بقدرته على تلطيف أجواء الحوار وتقود الى رفع الحواجز بين الرفيق ورفيقه الا ماكان خارج حدود الأدب والأعراف والسلوك الإنساني.كما كان دائم التواصل مع رفاقه واصدقاءه القدامى والجدد حتى وان ابتعدت المسافات وشحت وسائل التواصل فقد كان يتذكرهم باستمرار ويديم الصله معهم ، وكان متميزا في ذلك حقا.

تميز الرفيق عبدالصمد رحمه الله بالشجاعه في الحرب وفي المواقف ولذلك برز عن اقرانه بوقت مبكر ، وكان كريما معطاءً حيث يعلم الجميع ان الكرم صنو الشجاعه على الدوام ، فلم يبخل على صديق أو قريب بما مكنه الله من مال أو جاه أو غير ذلك ، وأظن أن هاتين الصفتين ملاصقتين لسلوكه ويعرفها عنه كل من عاشره أو تعامل معه عن قرب.كما انه وهو الذي عاش في العراق وأمضى جل حياته فيه أيام الحروب والحصار والغزو والاحتلال ومابعدها وعرف ضنك العيش وحلاوة الأيام ، ولأسباب كثيره جعلته يعرف المجتمع العراقي ومايعانيه وعرف الناس من أعمدة القوم الى البسطاء فأمتلك القدره على التعامل مع الجميع بنفس محبب وتقدير معلوم لكل المستويات ، وقد أستفاد كثيرا من خدمته العسكريه السابقه في الجيش قبل أصابته البليغه في الحرب أو خلال عمله الإداري كقائمقام لقضاء هيت في محافظة الأنبار حتى وقت الاحتلال ، ومن حضوره الاجتماعي واختلاطه مع الجميع ولذلك فقد برز في ممارسة القيادة عن الكثير من هم من جيله.

انظم الرفيق عبدالصمد محمد أمين الغريري الى البعث بوقت مبكر وكان يفهم ويدرك أهداف الحزب وعقيدته وجوهر نضاله ، ولذلك فقد دافع عن البعث قبل الاحتلال وبعده ولم يهادن في ذلك ، وكان محاربا عنيدا لكل من حاول شق صفوف الحزب أو تآمر عليه ونظن أن الكثير من الرفاق البعثيين في العراق وسوريا يدركون ذلك وخاصة في السنوات التي اعقبت غزو واحتلال العراق ، وشاء القدر أن يتعزز هذا الفهم في أعماقه بسبب علاقتة الشخصيه المتينه قبل الاحتلال مع الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله وتعززت بشكل كبير بعد الاحتلال عندما قصده الرفيق صدام حسين بعد الغزو والاحتلال في مدينة هيت وليكون قريبا منه رحمه الله حتى اعتقاله ، كما ان رفقته وقربه من الرفيق المرحوم عزة ابراهيم رحمه الله لسنوات عديده وبسبب مكانة وقدرة وتأثير هؤلاء القادة المتميزون حيث يعتبرون من أبرز قيادات البعث فقد زاد تعشقه بالبعث فكرا ومنهجا وسلوكا ، ولذلك كان المدافع الدائم والممثل الملائم للبعث في معظم المحافل التي كلف بها.

ومن الحوادث المهة والتي نستذكرها للرفيق عبدالصمد الغريري في هذه الذكرى هو موقفه القوي والصلب والوفد الذي يترأسه خلال مؤتمر عمان الذي عقد في تموز ٢٠١٤ عندما أراد البعض أن يحرف المؤتمر عن أهدافه ومراميه وأن يجعل المؤتمر ممثلا لمكون واحد .. حينها أنتفض ( الرفيق أبو زيد رحمه الله ) وظهر على شاشات التلفزيون للمرة الأولى انذاك ومن على منصة المؤتمر وليقول ان المؤتمر يمثل كل العراقيين وبلا استثناء وهو يدافع عن حقوق كل شعب العراق من جنوبه الى شماله ضد الغزو والاحتلال وضد المؤامرات والتحديات والاعتداءات التي يواجهها.

وفي موقف اخر وفي مؤتمر الدوحه الذي عقد في العام ٢٠١٥ والذي حضره ممثلون عن الأمم المتحده وبعض الدول العربيه وعندما حاولت أطراف عديده داخليه وخارجيه في محاوله لجر حزب البعث الى العمليه السياسيه المخابراتيه التي صاغها الاحتلال فقد وقف بقوه وكان صلبا وقويا في الدفاع عن موقف البعث حزب الجهاد والنضال والذي كان ممثله آنذاك في المؤتمر ضد هذه الفكره ، ولم يقبل على الاطلاق التعامل مع من يروج لتلك الفكره ، بل أمتنع والوفد المرافق له من السكن حتى في الفندق نفسه الذي يسكنه بعض عرابي تلك المحاوله ، ومنع كذلك كل صاحب موقف مشبوه من السكن في نفس الفندق ولم يقبل بالحوار حتى مع من لم يكن لديه موقفا واضحا ضد الاحتلال رغم ضغط بعض الأطراف ومحاولاتها المتكرره.وعلى الرغم من مرونته في الحوار مع كل الأطراف إلا انه كان يتصرف ويتخذ المواقف بصلابة المدافع عن عقيدته وعن الحق المبين الذي آمن به.ولذلك فقد كان خير ممثلا للبعث في تلك الحوارات واللقاءات ونال ثقة الجميع رحمه الله.

وفي هذا اليوم الذي نستذكر المرحوم الرفيق عبدالصمد الغريري ونشير الى بعض مواقفه ومحطات حياته مناضلا وانسانا ، فلابد لنا من القول الى رفيقنا الذي رحل مبكرا وبشكل مفاجئ وبلا وداع وقبل آوانه أن طريق النضال والجهاد ضد الغزاة والذي ساهمت به زمنا ليس هينا لازال طويلاً وان بلادنا الحبيبه لازالت بحاجة الى أمثالك من المناضلين الذين يمتلكون الصبر والثبات والقوه على مواصلة مسيره التحرير والمطاوله بلا تلون أو تردد ، وانها وبالتأكيد لن تحتاج الى المتقولين والمنافقين وضعاف النفوس.

رحمك الله وأكرم نزلك ومنحك ثواب الدنيا والاخره وانا لله وانا اليه راجعون.

بقلم الفريق الركن محمد صالح علوان
١٥ تشرين الثاني ٢٠٢١





الاثنين ١٠ ربيع الثاني ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الفريق الركن محمد صالح علوان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة