شبكة ذي قار
عـاجـل










التغيير المعد مخابراتيا" الذي جاء بالخميني ١٩٧٩ لم يتوقف عند توظيف الدين والمذهب من أجل السلطة السياسية والإمساك بمقاليد القوة في المجتمع الإيراني بالتنسيق مع الإدارة الامريكية حيث وثق ذلك الكاتب شاهر زكريا من واشنطن وبالحرف الواحد {{ في ٢٧ يناير ١٩٧٩ بعث مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله الخميني برسالة سرية إلى واشنطن ، عرض من خلالها على إدارة الرئيس جيمي كارتر آنذاك صفقة تنص على - أن القادة العسكريين الإيرانيين يستمعون لأميركا والشعب الإيراني يتبع أوامري ، لذا بإمكان الرئيس كارتر استخدام نفوذه على الجيش كي يتغاضى عن دخولي إيران ويمهد الطريق لي للاستيلاء على طهران - ، مضيفاً أن بوسعه تهدئة الأمة في إيران ، ويمكنه استعادة الاستقرار ، وأن (( مصالح أميركا ورعاياها في إيران ستكون محمية )) ، اقتنع كارتر بأن حاكم إيران الشاه استبدادي وعليه أن يغادر مخلفا وراءه وزارة لا تحظى بشعبية وجيشا في حالة من الفوضى ، وأكد الخميني في رسالته - عدم الذعر من فكرة فقدان حليف استراتيجي ، وطمأن الأمريكان بأنه أيضا باستطاعته أن يكون صديقاً - ، موضحا في رسالته - سترون أننا لسنا في أي عداء معكم - كما وعد بأن (( الجمهورية الإسلامية ستكون إنسانية ، وستعود بالنفع على قضية السلام والهدوء للبشرية جمعاء )) }} ، والجلوس على عرش الطاووس الفارسي الصفوي الذي انهاه الساعد والسيف العربي في معركة القادسية الأولى ومعركة نهاوند - فتح الفتوح - بل تمادى الخميني ومن جاء بعده في عملية معقدة ومتواصلة من تزوير المرجعية والتلاعب بالمذهب والدين من أجل تمكين معتنقي منهج الخميني وتلاميذه وأتباعه والتخلص من كل المراجع العظام الذين سبقوه بالعلم وفارقوه بالتقوى والورع والبعد من عن حظوظ الدنيا وفي سبيل الإمساك بتلابيب السلطة السياسية لم تتوقف تلك العصابة عند حدود التزوير بل إنها تورطت في تصفيات للمنافسين بصورة مباشرة أو غير مباشرة والتصفيات هنا لم تكن للسياسيين من رجال الشاه السابقين الذين انضموا للحكم الطائفي الجديد بل للمراجع الدينية المنافسة من داخل الحوزة ذاتها وللمثقفين الذين مهدوا لثورة الشعوب الإيرانية مثل الدكتور علي شريعتي وهو من العلماء الشيعة التنويرين في ايران ألف وكتب عدة كتب ومقالات منها كتاب ( التشيع العلوي و التشيع الصفوي ) حيث فضح بشكل كبير ما أضافه الصفويون من فكر منحرف نسبوه زورا و بهتانا لأهل بيت النبي وأشار الى دور الكنيسة الصليبية التي استعان إسماعيل الصفوي بقساوستها في استنساخ و نشر الاعمال والعقائد المسيحية التي كان يمارسها المسيحيون في ايران من أمثال مواكب العزاء التي كان يقوم بها مسيحيو ايران حزنا على صلب المسيح عليه السلام حسب اعتقادهم والباسها اللباس الإسلامي الشيعي لتكون تلك العقائد الأسس التي استند اليها الصفويون في تحريف منهج أهل البيت وبسط نفوذهم من خلال سلب عقول البسطاء والعامة من اهل العراق والبلاد الإسلامية ، وكذلك له رؤية واضحة من نظرية ولاية الفقيه التي يعمل خميني على ترويجها والعمل بها باي متغير سياسي في ايران او أي بلد إسلامي ، وتقوم نظرية ولاية الفقيه التي يعمل الخميني على ترسيخها على أهم مبدأ أساس هو - نظرية الأعلمية - وهذه تعني أن الفقيه الذي ينوب عن الإمام الغائب لا بد أن يكون هو - أعلم - أهل زمانه ، وهناك اعتقاد لدى الكثير من الباحثين الإيرانيين او غيرهم ان اغتيال الدكتور علي شريعتي في لندن قبل عام من المتغير المخابراتية المعد غربيا في ايران والمجيء بخميني على راس النظام الراديكالي الذي أشار اليه مستشار الامن القومي الأمريكي الأسبق زبيغنيو بريجي نسكي أحد أهم مخططي السياسات الأميركية الاستراتيجية على الإطلاق {{ جاءت رسالة الخميني ، هي جزء من وثائق رفعت عنها واشنطن السرية أخيراً تدل على شراكة أميركية مع الخميني ، نتيجة لمحادثات مباشرة جرت لمدة أسبوعين بين رئيس أركان الخميني وممثل للحكومة الأميركية في فرنسا ، مما ساعد على تمهيد الطريق لعودة الخميني إلى إيران بشكل آمن ووصول سريع الى السلطة ، وتكشف الوثائق انه بعد مغادرة الشاه اخبرت واشنطن مبعوث الخميني أن (( الولايات المتحدة مع فكرة تغيير الدستور الإيراني ، وإلغاء النظام الملكي ، وأن القادة العسكريين الإيرانيين سيجدون مرونة بشأن مستقبلهم السياسي )) وكشفت الوثائق أن (( الخميني يعتقد أن وجود الأميركيين في إيران أمر مهم للغاية وذلك لمواجهة النفوذ السوفيتي الملحد والبريطاني )) وفي ٩ نوفمبر ١٩٧٨ بعث السفير الأميركي لدى طهران وليام سوليفان ببرقية بعنوان (( الفكرة التي لا يمكن تصورها )) ، محذرا من أن الشاه انتهى وان واشنطن يجب أن تطيح بالشاه وجنرالاته ومن ثم تعقد صفقة بين صغار القادة والخميني ، وفي ٩ يناير ١٩٧٩ كتب نائب مستشار الأمن القومي ديفيد آرون إلى زبيغنيو بريجنسكي (( أفضل ما يحدث من وجهة نظري في إيران هو انقلاب عسكري ضد رئيس الوزراء شابور بختيار ومن ثم التوصل الى اتفاق بين الجيش والخميني الذي أطاح بالشاه بقوة ، تصوري هو بإمكانية تنفيذ الصفقة من دون تدخل عسكري ضد بختيار أولاً )) وبعد ذلك بيومين قال الرئيس كارتر للشاه (( عليك ترك إيران على وجه السرعة )) كما تكشف الوثائق أنه في اجتماع مهم عقد في البيت الأبيض يوم ١١ يناير توقعت وكالة المخابرات المركزية أن الخميني سيسمح لأتباعه المعتدلين الذين تلقوا تعليمهم في الخارج ، والرجل الثاني في قيادته محمد بهشتي ، بان يديروا الحكومة ، وترى واشنطن ان بهشتي كرجل برغماتية وعملي ويتحدث الإنكليزية وحاصل على تعليم جامعي وكذلك لديه خبرة الحياة في الغرب ويمكن للأميركيين التحدث معه.وكان الجنرال في القوات الجوية الأميركية ويدعى روبرت هويزر اجرى محادثات في طهران مع كبار الجنرالات لإقناعهم بأن التغير حادث لا محالة وعليهم أن يتعاملوا مع بهشتي }}

يتبع بالحلقة الثانية





السبت ١٩ جمادي الثانية ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / كانون الثاني / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة