شبكة ذي قار
عـاجـل










الأحداث العسكرية والسياسية في هذه الأيام تتصاعد بوتائر متسارعة، والمتابع لها يقف أمام تساؤل أو تحليل أحياناً، إذ أكثر ما يجلب الانتباه لحدث كبير وخطير على مستوى العالم، هو محاولة الغزو الروسي لجمهورية أوكرانيا، أسبابه ودوافعه، فأوكرانيا من دول أوربا الشرقية استقلت عن الاتحاد السوفيتي في 24/آب /1991م، الذي كان يحكمه الحزب الشيوعي، وحالياً نظام الحكم فيها جمهوري برلماني، وعدد سكانها 42 مليون نسمة، وجغرافياً  تعتبر منطقة استراتيجية و المجال الحيوي والممر بين أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية، لذلك فإنها تشكل موقع صراع بينهما، فأمريكيا تجعلها خط دفاعي عن مصالحها ومصالح الدول الغربية، بينما تعتبرها روسيا خطراً يهدد مصالحها وتهديداً استراتيجيا لأمنها القومي والسياسي، وخاصة عند حالة انضمامها لحلف الناتو  كحليف للمعسكر الغربي، لذلك فإن السياسة الروسية تشعر بخطر كبير، ودائماً ما يكرر هذا الخطر ويتطرق إليه الرئيس بوتين، وخشيته أن تكون أوكرانيا قاعدة لحلف الناتو،  وصواريخه المدمرة، إضافة  أنه ما زال يحمل عقدة انهيار الاتحاد السوفيتي الذي عاش ظروف تفككه إلى جمهوريات مستقلة  إذ يعتبرها هزيمة أمام المعسكر الغربي، وما كان عليه إلا أن يثأر ويتخلص منها ويجعل لروسيا موقع أكثر تأثيراً في العالم وقيامه بالعمل على إرجاع جمهوريات الاتحاد سابقاً إلى روسيا وكما أقدم على إعادة جورجيا وشبه جزيرة القرم،  لإحياء أمجاد روسيا القيصرية، وأن تكون لروسيا هيبتها واحترامها، وقوتها العسكرية الأبرز في العالم، وقوة لقراراتها خاصة في مجلس الأمن الدولي، فأقدم الرئيس بوتين صاحب القرار السياسي والعسكري الأعلى في روسيا وإزاء مخاوفه  الجدية من نفوذ المعسكر الغربي في أوكرانيا قرر على غزوها، في حين   تخلى المعسكر الغربي عنها وخاصة أمريكيا إذ لم يكن  لها فعل مؤثر موازي للفعل الروسي أو نجد فيه ما يمنع روسيا من دخولها العسكري في أوكرانيا، وأمام هذه الأحداث لا يستبعد المراقبين السياسيين من تأثر وتحفز جمهورية الصين الشعبية ويثور التنين الأصفر للزحف العسكري نحو جزيرة تايوان لإعادتها للصين، بعدما نشبت حرب بين الحزب الشيوعي الصيني والجيش الأحمر برئاسة ماوتسي تونك، والحزب القومي الصيني برئاسة شيانغ كاي شيك، ودحر القوميين إلى الجزيرة   عام 1946م.

وأمام هذه الأحداث أليس من حق المواطن العربي الغيور أن يتساءل:

هل من صحوة ضمير للحكام العرب وأن يتعظوا من تجارب العالم، وفلسطين وشعبها تاريخياً وجغرافياً وقومياً جزء من أمة العرب، احتلت من الصهاينة  اللقطاء الذين لا حقوق لهم بها، وتشريد شعبها و استباحة أرضها وأراضي عربية غيرها، والشعب العربي من المحيط إلى الخليج ينتظر اليوم والساعة التي تتحرر بها أرض العرب المحتلة من الاستعمار، ومغادرة حكام العرب الانبطاح للأجنبي والتخلص من ثوب العبودية والاستسلام، وأن تكون لهم صحوة شجاعة من غفوتهم التي أذلت الأمة تاريخياً وإنسانياً وإعادة مجدها، والشعب العربي من المحيط إلى الخليج سيكون معهم إن تحقق  ذلك بكل ما يملك من قوة مادية ومعنوية، والأمل بالله العظيم، وتلك الأيام نداولها بين الناس.






الثلاثاء ٢٨ رجــب ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أذار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د عامر الدليمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة