ظلت إيران الشر والاستكبار والغطرسة والعدوان
تنخر في جسد الأمة العربية وتفتك به، من خلال إحياء وإثارة الأحقاد وكل أنواع
الطائفية والمذهبية والعنصرية ونشر الفتن والخلافات والفوضى بين أبناء المجتمع
الواحد، تحت شعارات مزيفة وعناوين مزورة تتمثل برايات أهل البيت الكرام ومنها راية
سيدنا الحسين عليه السلام، حتى أثخنوا القتل والإجرام والحرق والتهجير والإقصاء
والنهب والسلب في حق من يخالف ويعارض ويتقاطع معهم ومع الأهداف والمشاريع المخربة
العدوانية الضالة القائمة على الأحقاد والكراهية والانتقام وفق المنهج المعد
والمعتقد السائد، من أجل الاستمرار ومزيد من الخراب والدمار والسيطرة والاستبداد
وفرض مجموعة العصابات والميليشيات التي تريدها للتوغل والوصول إلى الأماكن
الحساسة، حتى إلى قصور ودوائر قادة وزعماء ووزارات ودور العلم والعبادة واستغلالها
من أجل تضليل أكبر عدد من الناس البسطاء والفقراء والمحتاجين والسذج، وممارسة
الخرافة والشعوذة والدجل والخديعة، ليبقوا أطول فترة ممكنة سكيناً غائراً في خاصرة
الأمة العربية المجيدة.
إن المجازر التي ارتكبتها إيران الشر والعدوان
وما مارسته الميلشيات والعصابات المجرمة في العراق وبعض الأقطار العربية من بطش
وانتهاك ومصادرة الحقوق والحريات الأساسية ونهب خيرات وثروات البلاد والتدخل
السافر بالشؤون الداخلية السيادية، لأَكْبَر دليل قاطع على التعصب والعنجهية
والضلالة التي تسعى إليها إيران، والخروج والظهور والتواجد الدائم في كل مكان
كالقطيع المتجانس المتلذذ المنتقم المتشفي لما يقومون به من أعمال إجرامية وتهجير
متعمد ومصادرة حقوق الناس ونهب أرزاقهم، وهذا جزء من العقيدة التي يؤمنون بها،
والمنهج الذي يسيرون عليه، والغاية منه إرضاء الأسياد من وراء الحدود، ليستمر
تنفيذ المخطط والبرنامج المتبع بالقوة والبطش والتنكيل ورفع الشعارات المزيفة،
للهيمنة والتحكم بالقرار وتحقيق الأهداف والأطماع الأزلية المهووسة والسيطرة
الحديدية بالقوة والنار ليصل حتى محاولة نزع الهوية الوطنية والعربية الأصيلة.
نعم، أدركت إيران أخيراً وأيقنت رفض الشعب
العربي كله لها، وخاصة الشعب العراقي الصابر المحتسب، وأن البقاء والاستمرار
والنفوذ والاستبداد قد انتهى، والخلع
والطرد أصبح مسألة وقت للخلاص والتحرير والتغيير، بعد أن انكشفت اللعبة السياسية،
وأضحت الأوراق مكشوفة ومفضوحة، واحترقت وتلاشت الهيبة المزيفة المصنوعة من الإجرام
والطغيان، وأن البقاء والنفوذ المباح مرهون بوجود الأحزاب السياسية الفاسدة
وأذرعها من الميليشيات الوبائية الولائية المجرمة والعصابات الوحشية التي عبثت
بالأرض إجراماً وفساداً خلال السنوات الفائتة، وهذا قد انتهى إلى غير رجعة، وخير
دليل وليس ببعيد، ما يجري الآن على الساحة العراقية، وإن غداً لناظره قريب.