شبكة ذي قار
عـاجـل










البعث مصنع القادة

حسن النويهي

 

في ذكرى التأسيس والعمر المديد بعنفوان الشباب وحكمة الشيوخ ورسوخ المبادئ والتمسك بالأهداف...

تميز البعث دون غيره من القوي والحركات التي عاصرته أو نشأت في نفس الحقبة التاريخية تميز بجيل الأساتذة الكبار من طراز رفيع في الفكر والأدب والنضال..

وفي هذه لا بد من الإشارة إلى القائد المؤسس المرحوم الأستاذ أحمد ميشيل عفلق الأمين العام للحزب والعقل الناظم لمنطلقاته ومبادئه..

ولن نضيف شيئاً في سيرة الرفيق القائد المؤسس فقد كتب عنه كثيرون من رفاقه ومن محبيه. فقد كان رحمه الله بخلقه الرفيع وتواضعه وهدوئه وعمق تفكيره وثاقب نظرته لمستقبل الأمة..

كما تميز القائد المؤسس بالإيثار.. فلم يتمسك بموقع أو منصب إذا كان في ذلك مصلحة للحزب والأمة... وعندما وجد أن أحد أهداف الحزب يمكن تحقيقه من خلال الوحدة بين سوريا ومصر وقيام الجمهورية العربية المتحدة رافعة قومية تلتف حولها الأمة كما كان يرى... قدم الحزب قرباناً على مذبح الوحدة لأن الحزب في عقيدته هو الوسيلة وليس الغاية... وهذه أكبر تضحية إضافة إلى عدم تمسكه بالموقع الأول في الحزب...

وقد أعطى لرفاقه فرصة الظهور والتميز ولم يحتكر الدور ولا الموقع وتميز الحرب بقادته في السياسة والفكر والميدان تميز الحزب بتعاقب الأجيال فيه وكان حقاً مدرسه أثمرت عطاء ونضالاً في مختلف ساحات الأمة وبرز قيادات يصعب عدها أو الإشارة إليها بالاسم في كل الساحات...

ومن البعثيين الأوائل والرواد إلى القيادات التي جاءت فيما بعد، جاء الرفيق صدام حسين القائد المتميز الشاب الذي أذهل الدنيا بمميزاته وقدراته وطريقه تفكيره وعطائه ونضاله وتضحياته عبر مسيرته الحزبية إلى مسيرته السياسية وتحمله مسؤولية القيادة في الحزب والدولة وزعامة الأمة وبات رمز عزتها وكرامتها وفارسها إلى أن ترجل شهيداً لم يرجف له جفن ولم تهتز شعرة من جسمه أمام الموت.

قدم نفسه للأمة وضحى بالنفس والولد والسلطة أمام المبادئ لم يفرط ولم يساوم ولم يهادن ولم يذعن وبقي شامخاً مصارعاً مقارعاً حتى اللحظة الأخيرة من حياته هاتفاً بحياة الأمة والعراق وفلسطين... ورحل شهيداً ترفعه الأجيال وما زال اسمه يملأ الأرض إلى عنان السماء وسيرته العطرة مضرب المثل..

وخلفه رفيقه وساعده الأيمن الرفيق عزة إبراهيم القائد المجاهد الذي حمل الأمانة مجاهداً مقاتلاً مقاوماً إلى أن لقي ربه لم يبخل ولم يستسلم ولم يهادن...

ولقد رأينا قيادات وقادة الحزب والدولة أيام الرخاء وأيام الشدة وما تميزوا به من خلق وعلم وثقافة وموسوعية ورؤية وصمود وثبات وهيبة وتواضع الكبار والتزام بثوابت الأمة عز نظيره..

رأيناهم في الحكم ورأيناهم في المقاومة وفي قاعة المحكمة وأمام السجان الظالم..

لم يهن واحد منهم، ولم يضعف، ولم يساوم، ولم يتخل عن مسؤوليته، ولم يفاوض طلباً لحريته مقابل كلمة أو تصريح أو أي شيء آخر..

لقد ضربوا أروع مثل في التاريخ في صمودهم وقوتهم..

رحم الله من قدموا أنفسهم على درب الحرية شهداء لم يهنوا ولن يحزنوا فما عند الله خير وأبقى...

لن يتسع مقال أو كتاب إلى سرد سيرة الرفاق في الحزب ومن واجب الجميع جمع هذه السيرة العطرة والإضاءة عليها وتدريسها للأجيال...

سيبقي البعث عبر التاريخ مدرسة النضال في أمه العرب ودار العروبة وحامل لواء رسالتها الخالدة مناضلاً جسوراً حتى تحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية..

عاش البعث... عاشت الأمة...

المجد والخلود للشهداء






الاثنين ٩ رمضــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / نيســان / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حسن النويهي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة