شبكة ذي قار
عـاجـل










موالاة الأجنبي سقوط الأخلاقي وقيمي  - الحلقة الاخيرة

زامل عبد


أكرر القول ان ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو ما نراه اليوم في مجتمعنا من تصرفات ومواقف لبعض المدعين انهم شيوخ العشائر التي أساءت وتسيء يومياً الى هذا التاريخ المجيد الحافل لعشائرنا وشيوخها , ونرى هؤلاء في السنوات الأخيرة قد تبنوا مبدئاً جديداً وغريباً على الأعراف التي عهدناها وهو مبدأ حماية القاتل والسارق والمسيء والظالم والفاسد والسياسي الفاشل الفاسد , فكم منهم قدم الحماية لابن العشيرة الذي ظلم واعتدى ونشر الفساد وساندته في ظلمه للناس وللمجتمع لا لشيء الا لأنه ينتمي للعشيرة ويحتمي برايتها واسمها بين العشائر , مشجعة له على الاستمرار في الخطأ والظلم والفساد والتمادي في غيّه والأمثلة اليوم على هذه المواقف المستهجنة كثيرة ويعرفها الجميع ونسمعها كل يوم , وقد ساعدت هذه التصرفات غير الكريمة على نشر الفوضى وضعف الاستقرار الأمني في المجتمع , فالسارق أو الفاسد أو المرتشي عندما يتم الإمساك به متلبساً وتقف العشيرة معه وتعمل بكل الوسائل على حمايته والاقتصاص ممن كان سبباً في الإيقاع به سواء كان المشتكي المتضرر نفسه أو رجل الأمن الذي يقوم بأداء واجبه وتصل هذه الحماية الى حد الاقتصاص منه وفرض الفصل العشائري بالإجبار بحجة أنه كان سبباً في إيقاع الضرر بابن العشيرة , واستفاد الكثير من الخارجين على القانون وأصحاب النفوس المريضة من هذه الحماية التي تقدمها بعض العشائر وشيوخها الطارئين وبدأوا بالاعتداء على خلق الله بالباطل فهم يبحثون عن أي حجة واهية أو حادثة عارضة للتهديد والابتزاز وفرض الإتاوات وأخذ التعويضات عنوة من الناس البسطاء المسالمين الذين يدفعون لهم راضخين ومجبرين خائفين من سطوة العشيرة  ، وهذه الظاهرة الخطيرة والغريبة عن مجتمعنا والتي انتشرت في السنوات الأخيرة هي حالة شاذة وتتطلب وقفة حازمة من شيوخ عشائرنا الأصلاء الكرماء أولاً الذين لا يرضون بالظلم ولا بهذه التصرفات التي تسيء الى سمعة عشائرنا المليئة والزاخرة بصفحات ناصعة من مواقف الشرف والبطولة والكرم  ، والوقفة الثانية الحازمة المطلوبة من شيوخ عشائرنا الأجلاء الذين نفخر بهم دائماً أن يعملوا على إنهاء هذه الظاهرة وأن يضربوا بيد من حديد على كل من تسّول له نفسه أن يقتل ويسرق ويعتدي باسم العشيرة وأن يعملوا بتكاتفهم سوية على فرز شيوخ الباطل الطارئين المحسوبين على عشائرنا ظلماً وبهتاناً ومحاربتهم بالمواقف الموحدة والمقاطعة العشائرية واجبارهم على العودة الى طريق الشرف والعز والكرامة الذي تنتهجه وتسير عليه جميع عشائرنا العراقية الكريمة  و يجب إيقاف هذه التصرفات المستهجنة التي تهدد أمن واستقرار المجتمع العراقي اليوم تكثر ظاهرة ما يسمى بالشيوخ وهما اما شيوخ دين او شيوخ عشائر وأصبح هذا اللقب يطلق على من هب ودبَّ حتى صار عدد الشيوخ تجاوز عدد العشائر وافخاذها الكريمة ، وأكرر القول لا نستطيع ان ننكر بأن هنالك شيوخ عشائر ودين على امتداد ساحة الوطن لهم بصمة واضحة في خدمة الشعب العراقي ولهم اياد بيضاء في حل الكثير من المشاكل  ،  لكننا نشاهد ظواهر مرضية على الساحة العراقية ففي كل يوم يطل علينا رجل أطر اسمه بهذا اللقب دون أن يعرف ما المقصود به ، وقد تفشت هذه الظاهرة حتى لُقبَ به الكثير ممن لا يجيد القراءة والكتابة وحتى صفة الزعامة  ، والصحيح أنها لا تطلق إلا على من يستحقها ، إما لكبر عمره ، أو لشرفه وسيادته في قومه  أو لعلمه  ، فكلمة الشيخ لا تعني في القرآن الكريم العالم أو الفقيه في الدين ،  أو سيد القبيلة أو العشيرة ، أو أنها بضاعة تشترى من قبل من يدفع ثمنها ، إنما تعني الرجل الكبير في السن  كوقوله تعالى في سورة يوسف 78  *  قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ  *  وكذلك قوله تعالى  في سورة القصص  23  *  قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * وأخيرا قوله سبحانه وتعالى في سورة غافر 67  *  هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا  * فلفظ ولقب الشيخ وفقاً لما ورد في القرآن الكريم لا يكون إلا للكبير في السن ، ويطلق على أي رجل كبير في السن سواء كان مسلما أو غير مسلم ، عالما أو جاهلا كونها مرحلة عمرية يمر بها الناس كافة  وتعني كلمة – شيخ -  في اللغة العربية كل ُّمن استبانتْ فيه السن وظهر عليه الشيبُ ، وقيل هو شَيْخٌ من خمسين إِلى آخره  وقيل هو من إِحدى وخمسين إِلى آخر عمره ، وقيل هو من الخمسين إِلى الثمانين  ، أما بخصوص العشيرة فتجد في الفخذ الواحد ما بين العشرة الى العشرين شيخا وفى بعض الأحيان تجد في العائلة الواحدة أكثر من شيخ ويمكن ان يكونوا اخوة او أبناء عمومة والسؤال المطروح في هذا السياق هل مرض الشيخة استشرى في مجتمعنا العراقي وأصبح المصابون به كثر ؟  وإذا كان  فلا بد من رجل واحد يرأس العشيرة ويكون هو المرجع الأول والأخير فيها مخولا من قبل أفرادها وأبنائها من اجل الوحدة ولم الشمل ، ولا بد أن يكون من ذوي الاخلاق العالية والحسنة ، وأن يكون محنكا ، كريما ، شهما ، شجاعا مقداما ، حليما ، متواضعا ، فصيحا ، لبيبا  طلق اللسان قوي الحجة ذا عقل راجح ، وفكر مستنير، صاحب نظر بعيد ويفكر في العواقب ، ويحسب لها ألف حساب حتى يستطيع دفع الظلم والحيف الذي يواجه عشيرته ، وهذا الرجل يمكن ان يطلق علية الشيخ  وليسأل بعض من هم فستشيخون أنفسهم هل تنطبق عليهم المواصفات المذكورة أعلاه حتى يتخذوا قراراتهم الغير حكيمة والنابعة من جذورهم  وافكارهم التي لا تنم عن الحكمة والروية  وهنا سؤال  للشيوخ المعممين وأصحاب العقال الذي اهين بخضوع من يرتديه امام الفارسي الحقود على العروبة والإسلام المحمدي الم تكونون انتم أبناء السفارة الإيرانية  البارعين بتفرسكم  ولا عتب نعم ولا عتب على من لا يعرف العيب المشين ويرتكبه تلبيه لسيده الذي حمل البندقية ليقتل ابن العراق المدافع بشرف عن امن وكرامة العراق

ويبقى العراق قوي عصي على الغرباء الدخلاء





الاربعاء ١٧ شــوال ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / أيــار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة