شبكة ذي قار
عـاجـل










النباهة والفكر المتوقد من أهم صفات البعثي المجاهد

الرفيق الثابت على المبادئ

 

 

إن ممارسة التوجيه وتصحيح المفاهيم والتنبيه إلى المعنى الدقيق لعبارات وجمل قد ينطقها البعض بدافع إيجابي، وقد يكون المعنى الحقيقي لها  هو سلبي  وعكس ما كان يبتغيه المتحدث بها وكذلك مثلما  يرد في كثير من  المقالات أو المنشورات التي يظن من يساهم بنشرها أنه يرجو خيراً منها داعماً لما يؤمن به فكراً  ومعتقداً ويقوم بنشر مقال مجهولاً كاتبه ومصدره  في أغلب الأحيان  والذي معظمها يرد عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي أحدها الواتساب، ويعتقد بأنه في صالح قضيته التي يؤمن بها  ، ولكنها في حقيقتها  هي تسيء إلى قضيته وعقيدته وكذلك إلى نيته الصافية في حين أنها كانت ذات معنى على عكس ما كان يبتغيه  ويأتي بالشيء السلبي من حيث لا يحتسب إما لعدم الخبرة أو تخونه فطنتهُ في لحظتها  أو هناك من البعض ليس له القدرة على التمييز في المعنى الحقيقي أو المبطن.

ولتوضيح ذلك سأذكر عدد من الأمثلة التي  كان فيها للشهيد البطل صدام حسين رحمه الله موقفاً منها  والتوقف عندها والتنبيه عليها ومارس دوره القيادي بالتصحيح لكي تكون دروساً في الثقافة والبلاغة والفطنة في الكلام   حيث رحمه الله كان من أشد القادة فطنة وانتباهاً لكل كلمة وحرف ينطقها هو أو يتكلم بها أي مواطن أو مسؤول أمامه ويمارس رحمه الله التوجيه بصددها.

في عام ١٩٨٠ وبمناسبة ثورة الثامن من شباط عروس الثورات عندما  أعلن الشهيد صدام حسين الإعلان القومي في ملعب الشعب الدولي وقد امتلأت في يومها مدرجات الملعب بكوادر الحزب وجماهيره وكنت حاضراً حينها وقد تصدر سيادته منصة الملعب مع كافة رفاقه في القيادة القطرية وتحت المنصة كان الجلوس فيه للكادر المتقدم في الحزب، وبعد كل فقرة يقرأها الشهيد كان يعلوا التصفيق تأييداً لما يقوله رحمه الله  وهناك من كان يطلق الهتافات أيضاً،  وقد هتف في حينها أحد الجالسين في المقاعد التي تحت المنصة هتافات وختمها بقوله (عهداً عهداً  سيدي القائد على أن لا أخون وطني ) وبعد التصفيق نبه الشهيد قائلاً (بالنسبة للرفيق الذي هتف بهذا العهد أقول له  أنه ليس من الواجب على الشخص أن يقطع على نفسه عهداً بعدم الخيانة، لأن الخيانة هي ليست إلا الحالة النشاز، والوفاء للوطن هو الحالة الصحيحة والعهد يجب أن يكون بأن يبقى وفياً لوطنه ولا يأخذ عهداً على نفسه بعدم خيانة الوطن). 

هنا نلاحظ أن من قام بالهتاف كان قصده أن يبقى وفياً في حين أن الهتاف كان ليس مقبولاً ولا يتطابق مع العقل والمنطق.

وفي إحدى زيارات الشهيد صدام حسين إلى محافظة النجف زار سيادته أحد مراقد الأئمة وكان المحافظ في حينها الرفيق عزيز صالح النومان رحمه الله وقال للشهيد صدام حسين (أن ما أمر سيادته به من تطوير للمرقد جاء ليكذب مزاعم  ملالي إيران وأذنابهم من عدم رعاية الدولة للمراقد).

فرد سيادته: (أن ما نقوم به هو ما يمليه علينا ضميرنا والواجب ولا نعمل كرد فعل أو من أجل الرد على ما يقولون).

والمثال الأخير حدث في مؤتمر قمة بغداد عام ١٩٩٠ عندما تحدث الشهيد معمر القذافي عن فلسطين قائلاً (سنطرد كل اليهود من أرض فلسطين) فعقب الشهيد صدام حسين عليه قائلاً (سيبقى اليهود في فلسطين ولكن تحت حكم العرب)، وهنا يعلم الشهيد صدام حسين بأن عبارة الشهيد القذافي كان يمكن أن تؤخذ على العرب بأنهم أناس عنصريون لذلك نبه واستدرك الشهيد إلى ذلك لكي يقطع الطريق على من يريد الإساءة إلى العرب، وفي حينها علق مراسل إذاعة مونت كارلو على هذا الموقف بأن صدام حسين كان في المؤتمر كأنه أستاذ يلقن تلاميذه!!

كل ما ذكرته آنفاً كان له دافع جعلني إلى التطرق إلى هذه الأمثلة التي تعطينا فكرة عن الدور الذي كان يمارسه القائد الشهيد صدام حسين في التدقيق إلى كل ما يقال ويمارس دوره في التوجيه والإرشاد لكي يكون الرفاق أكثر تحصناً وبلاغة في الكلام، ويكونون أكثر فطنة وذكاءً في قراءة ما بين السطور.

ونريد هنا الإشارة  إلى ما تم  تداوله من قبل بعض الأصدقاء والرفاق خلال الأيام الماضية في مواقع التواصل الاجتماعي لمنشور يبتغي كما يزعم كاتبه  أنه يحذر الشعب العراقي من مؤامرة يقف وراءها الحزب الإسلامي الذي قام بتوزيع منشور باسم حزب البعث يطالب فيه مؤيديه بالتهيؤ لساعة الصفر وتشكيل المجالس العسكرية والتهيئة لحمل السلاح . ويزعم صاحب التحذير بأن الغاية من فعل الحزب الإسلامي هو إعطاء الذريعة  للحكومة العميلة باعتقال البعثيين والمواطنين  وتدمير بعض المحافظات لكي لا يسمح لحزب البعث بالعودة للحكم ..!! وقد تضمن  كاتب التحذير أيضاً  إلى ما يسيء إلى حزبنا المجاهد حزب البعث عندما زعم  بأن الحزب قد (انتهى وأن أغلب رموز قادته متوفين والقسم الآخر في سجون الحكومة  وأن حزب البعث بحكم المنتهي  وليس له القدرة على عمل أي شيء بعد ١٩ سنة من الاحتلال).

ومن خلال الاطلاع على هذا التحذير المرافق للمنشور المزيف نلاحظ  بأن الغرض السيء لا بل الأسوأ هو ما جاء بنص التحذير أكثر من المنشور المزيف المنسوب زوراً إلى حزبنا المجاهد وذلك لسببين:

 السبب الأول هو  لأنه  من جهة قام بتلميع صورة حكومة العملاء والمليشيات وأعطى صورة وردية  عنهم باعتبارها أنها  لا تستطيع أن تقوم  بتنفيذ  أي اعتقال وتهديد للشعب إلا بعد أن يصبح بيدها عذر !! وهذا المنشور المنسوب زوراً لحزب البعث هو العذر القانوني !! باعتبارها حكومة (تحترم القانون ولا تقوم بأي عمل إلا وفقاً للقانون).

والسبب الثاني أنه  أعطى صورة (يائسة) عن حزب البعث الذي اعتبره أصبح (في خبر كان) وأصبح (منقرضاً ولا حول ولا قوة).

لذلك نقول من المؤسف أن نرى من يتداوله من دون أن  يتمعن بالنوايا والإساءة المبيتة لكاتب المنشور الذي أرسله ولكي  يكون البعض  وسيلة لنقله عن غير قصد  لعدم فهمهم الحقيقي لمقصده السيء . وبالتأكيد هذا نموذج للعديد من المنشورات التي في باطنها الإساءة.

إن مثل هذه الأمور أنا برأيي يجب أن لا تعتبر من الأمور الهينة والبسيطة ونتمنى من بعض رفاقنا ونؤكد على أن يكونوا أكثر تمعناً وتدقيقاً لكل ما يقرؤونه ويبتعدون عن مثل هذه النماذج من المنشورات التي لا تخدم مسيرة الحزب، إذ أن المتلقين لمثل هذه الرسائل إذا ما وردتهم من بعض الرفاق تجعله يعتقد بأن المرسل مؤمن بما ورد فيها ضمناً.!!!

إن الفطنة  والعقل  المتوقد ودقة الملاحظة واستشراف المستقبل وقراءة ما بين السطور شيء مهم ومطلوب منا ومن كافة رفاقنا في الحزب خلال مسيرتنا الجهادية  والانتباه إلى مثل هذه الرسائل والمقالات التي يدس فيها السم في العسل وكثير منها  يقال فيها  كلمة حق ولكن يراد منها باطلاً .

 

ولذا نرى من الأصوب هو الاطلاع عليها فقط بحكم أنها قد وصلت إليه دون إرادته ولكن عليه أن يمتنع عن إرسالها لتقييد تداولها لأنها ليست ذات فائدة ترتجى منها وكي لا يظن من يقرأها أن المرسل متبنياً لما ورد فيها وهنا  حقيقة تكمن الخطورة التي نتحفظ منها  لأنها قد  تلعب بقدر ما  دوراً سلبياً  في التشويش على  معنويات الكثير أن كانوا مؤيدين أو أصدقاء للحزب .

والغاية من الإشارة إلى ذلك والتنبيه إليه هو لزيادة  الحصانة الفكرية للبعثي في هذا الضخ الهائل من المنشورات والرسائل التي لا تعد ولا تحصى وكثير منها مجهول المصدر، وهنا  يفترض أن يبقى البعثي دائماً كما يقول المثل الشعبي العراقي:

(يلكفها وهي طايرة) .






الاحد ٤ ذو الحجــة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الثابت على المبادئ نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة