شبكة ذي قار
عـاجـل










الافتتاحية

غريم العراق الحقيقي

 

صار واضحاً أن صراعات موظفو العملية السياسية، من حزب الدعوة وبدر والحكمة والمجلس وميليشياتهم ودولتهم العميقة، وهم جميعاً ينطبق عليهم وصف الولائيين، خدم الاحتلال الإيراني للعراق وسواهم من أطراف أخرى استثمرت في العراق المحتل، هي في حقيقتها مصممة للتغطية على غريم العراق الأول المتمثل بمن أقام العملية السياسية ولم يصل هؤلاء الأقزام إلى السلطة الفاشلة الفاسدة إلا بتمكينه وحمايته المتواصلة.

 

وصار واضحاً تماماً ان الجهة التي تمنحها الولايات المتحدة وبريطانيا والصهيونية والنظام الفارسي هوامش أكبر في الحراك السياسي هي التي تظهر نوعاً من القوة والسيطرة على مجريات الأحداث المتسمة بالفوضى والدموية.

 

هكذا كان حال حزب الدعوة حين منحته أميركا صلاحيات التحكم برقاب وأموال العراقيين لسنوات بعد ٢٠٠٣، واليوم ينتقل الزمام إلى مقتدى الصدر لضرورات تغيير فرض حالة لاحتواء ثورة تشرين وما أفرزته من نتائج ميدانية عبرت عن إرادة العراقيين برفض الاحتلال الإيراني ورفض الطائفية والمحاصصة.

 

إن تركيز اهتمام العراقيين بمعارك التيار والإطار هو مؤامرة هدفها إطالة عمر العملية السياسية والدعوة لانتخابات مبكرة لن تفرز نتائج مختلفة عن سابقاتها، من حيث التزوير وضعف المشاركة وفوز ذات الأطراف التي وظفتها أميركا لخدمة العملية، عمليتها الاحتلالية، التي تبدوا في ظاهرها عراقية، وهي ليست كذلك، بل بعيدة كل البعد عن العراق ومصالحه ومصالح شعبه.

 

ينقذ العراق بثورة شعبية عارمة يشارك بها كل العراقيين، نواتها ثورة تشرين، رغم أن ثورة تشرين قد اخترقت وطوقت وصار لزاماً أيضاً أن تتجدد قياداتها وتتوسع قواعدها الشعبية وتتأطر بحراك من قوى وطنية وقومية وإسلامية لا طائفية.

 

إن خلاص العراق هو بيد شعب العراق، وإلا فإن كل ما يجري هو خداع وتضليل ومحاولات بث الروح في عملية سياسية تحتضر، غريم العراق هو العملية السياسية وما عداها محض أدوات لها.






الثلاثاء ١٨ محرم ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / أب / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الافتتاحية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة