شبكة ذي قار
عـاجـل










دور الفرس والصفويين في التحريف وإفساد عقيدة المسلمين - الحلقة الأولى

زامل عبد

 

لا يخفي العداء الذي يكنه أهل فارس للعرب واتباعهم سياسة اليهود في افساد عقائد المسلمين , كما فعل بولس بعقيدة النصارى والموثق تاريخيا يعمل ملالي إيران بفارستيها وصفويتها في الماضي والحاضر باعتبارهم مرجعية اتباع منهج ال البيت عليهم السلام  ويدعمون كل التمردات على الدول العربية والإسلامية والحركات الإرهابية والأذرع المليشياوية في كل مكان باسم - آل البيت والهاشمية - ، والأحقية بالحكم والولاية العامة لعامة المسلمين ، وهنا السؤال  { فمن أين جاء ادعاؤهم وانتسابهم لآل البيت  ؟  ،  وما الغرض من هذا التسلل التاريخي والاجتماعي والانتساب للآل الهاشمي  ؟ } ،  ولابد من الإشارة الى الحقبة الزمنية المهمة جدا" في تاريخ الإسلام المحمدي ما بعد التبشير والانتصار على كل اعدائه بقيادة النبي الرسول العربي الهاشمي المكي المضري محمد بن عبد الله صل الله عليه واله خير البرية ، ففي الوقت الذي انتصرت فيه الدولة الإسلامية في المدينة المنورة في عهد الخلافة الراشدة وتحديداً في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الفرس المجوس في معركة القادسية الأولى و نهاوند -  فتح الفتوح - وأسقطت الإمبراطورية الساسانية عام 14 هجرية المُوافقة لِسنة  636 م بقيادة سعد بن أبي وقَّاص ،  لذلك نقم الفرس على المسلمين واتخذوا وسائل مختلفة لنخر الدولة الإسلامية من داخلها ، فتظاهر كثير من الفرس بالدخول في الإسلام واستبطنوا النفاق واختلقوا وسائل الشعوبية والتسلل إلى الثقافة الإسلامية تشويهاً وتحريفاً  وكما بينت في الحلقات الاخيرة التي نشرتها تحت عنوان  { المشروع الفارسي الصفوي وجرائمه  بماضيه وحاضره } ، ومن ابرز ما فعلوه وقاموا به التسلل إلى النسب الهاشمي والتشيع الذي كان أمضى الأسلحة الفارسية  الصفوية في شق صفوف الإسلام والمسلمين وظهور الفرق المختلفة ، وعلى رأس التشيع الانتساب إلى الهاشمية منذ وقت مبكر مع توغل الفرس كعمال وكتاب في الدواوين والتأليف والتصنيف والأدب والتعلم وخوضهم في العلوم المختلفة استطاعوا تمرير الكثير من الأفكار والضلالات المشوهة بالإسلام والرموز والشخصيات الإسلامية لم يسلم منها حتى كتاب السيرة النبوية الذين حشوا فيها ما يصادم ما جاء به الإسلام بمصدريه القرآن والسنة وحتى شوهوا الأحاديث ودونوا الكثير من الموضوعات والضعيفة منها  ولتحقيق هذا الهدف وضعت خطة عميقة وذكية تقوم أولاً على إظهار النبي صل الله عليه واله خير البرية وأمير المؤمنين علي بن ابي طالب بمظهر القوميين المتعنصرين للسلالة والأسرة ومؤمنين بنقاوة الدم والعرق , وتبجيلهم للعنصر الفارسي    (( ومنه على وجه الأخص الأسرة الساسانية )) وذلك من خلال عدد من الروايات والأحاديث اختلقها رواة شعوبيون حسب رأي الدكتور المرحوم علي شريعتي ، فالرواة الشعوبيين الذين اختلقوا هذه الأسطورة { زواج الامام الحسين بن علي بن ابي طالب  عليهما السلام من الفارسية شهربانو بنت كسرى أصبحوا فيما بعد مصدراً ينقل عنه كبار مراجع الشيعة  ( الكافي , الصدوق , المفيد ) من المفيد العودة الى ما كتبه صباح الموسوي -  زواج الحسين بابنة كسرى بين الحقيقة والأسطورة  }  والغرض من ذلك لشق صف المسلمين وان محاولة الفرس هذه تمت بثلاث طرق الأولى ادعاؤهم أن الحسين بن علي بن أبي طالب تزوج إحدى بنات كسرى يزدجر فولدت له علي بن الحسين الذي التصقوا بالنسب إليه ، وهذه كذبة كبرى وفرية عظيمة لم تحصل بالأساس والدليل من روى هذه القصة من المحدثين الشعوبيين الفرس ، إبراهيم بن إسحاق النها وندي ، أبو إسحاق الأحمري النها وندي ، عمرو بن شمر أبو عبد الله الجعفي وهو من سواد فيلق الغلو الشيعي ، وعُبَيد بن كُثَير بن محمد الكوفي ، وهؤلاء الثلاثة هم رواة أسطورة زواج الإمام الحسين بابنة يزدجر الثالث ملك الفرس  شهربانو ويعزز ذلك ما قاله الباحث الإيراني الدكتور سعيد نفيسي في كتابه  -  تاريخ ايران الاجتماعي -  ج1  ص13 ((  إن يزد جرد الثالث لم تكن له أصلاً بنت باسم  شهربانو  حتى تؤسر في المدائن وتؤخذ لعمر لكي تتزوج بالإمام الحسين وتكون أماً للإمام السجاد  ، كما أن  يزدجرد  في فترة خلافة عمر بن الخطاب  كان عمره خمسة عشر عاما فكيف تسنى أن يكون له بنت بعمر الزواج ؟! ))  ويبدو أن المؤرخين والمحدثين السنة أيضاً أخذوا من هؤلاء قبل التمحيص وقد كان أول من روى قصة هذا الزواج من المؤرخين هو الزمخشري ، قال الزمخشري المتوفى سنة (538 هـ) ((  أبو اليقظان  إن قريشاً لم تكن ترغب في أمهات الأولاد حتى ولدن ثلاثاً هم خير أهل زمانهم: علي بن الحسين، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله ، وذلك أن عمر رض أتى بنات يزدرد بن شهريار بن كسرى سبيات ، فأراد بيعهن ، فقال له علي إن بنات الملوك لا يُبعن ، ولكن قوموهن ، فأعطاه أثمانهن ، فقسمهن بين الحسين بن علي ، ومحمد بن أبي بكر   وعبد الله بن عمر ، فولدن الثلاثة ))  ربيع الأبرار ( 3  / 350  )  وهذه البنت تسمى شهربانو بنت يزدجر ، ولم يذكر القصة أي من المؤرخين قبل الزمخشري   وعنه نقلها من جاء بعده من المؤرخين كابن كثير في كتاب البداية والنهاية  ( 12 / 479 ) ، والصفدي في  كتاب الوافي بالوفيات (20 / 230) ، واليافعي في كتاب مرآة الجنان ( 1 / 151 )  ، غير أن المبرد - وكان قبل الزمخشري – ذكر في كتابه  الكامل  ((  وكانت أمّ عليّ بن الحسين "سلافة " من ولد يزدجر، معروفة النّسب  وكانت من خيرات النّساء ... ". وقد ذكرها هنا باسمها وصفتها العربية كما في بعض الروايات الأخرى ، لا باسمها ونسبها وأصولها الفارسية ، ويمكن أن قبله ذكرها بذات الصفة مع أن سلافة هذه لم تكن ابنت يزدجر  )) وتفنيد هذا الادعاء بالأدلة حيث كان الحسين بن علي في سن لا يؤهله بالزواج في ذلك الحين فقد ولد في السنة الرابعة للهجرة ، وتم الفتح سنة 14 هجرية ، وكان عمره عند الفتح 10 سنين فقط فكيف تزوج من إحدى بنات كسرى؟  ، أما محمد بن أبي بكر الذي قيل عنه أنه تزوج البنت الأخرى الأسيرة من بنات كسرى ، فقد ولد في حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة ، وكان فتح فارس في السنة الرابعة عشرة للهجرة ، أي بعد أربع سنوات من مولد محمد بن أبي بكر فقط فكيف تم تزويجه من بنات يزدجر وعمره أربع سنوات ؟ وكانت زوج محمد بن أبي بكر يقال لها أم ولد  وأم ولد تعني  - الأمة التي ولدت لزوجها ولداً عرفت به ونسبت إليه -  أما الدليل الآخر فقد ذكر المؤرخون أن كسرى يزدجر كان يهرب من المدن مع أهله وأولاده وبناته قبل أن تصل إليه جيوش المسلمين ، حتى وصل مدينة مرو الفارسية وهناك قام مرزبان مرو يخطب ابنة يزدجر وهو هارب من المسلمين فرفض يزدجر وعنفه وقال له : أنت عبد من عبيدي فكيف تخطب ابنتنا ؟! فزجره وعنفه وحاسبه على الأموال ، وكان أحد أسباب التآمر على قتل كسرى يزدجر الذي قتل في عهد عثمان بن عفان سنة 29 هجرية من قبل هذا المرزبان وغيره ! ، وقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية قصة هروب كسرى يزدجر بتفاصيلها ، على النحو التالي  ((  قصة يزدجر بن شهريار بن كسرى الذي كان ملك الفرس لما استلب سعد من يديه مدينة ملكه  ودار مقره ، وإيوان سلطانه ، وبساط مشورته وحواصله ، تحول من هناك إلى حلوان ، ثم جاء المسلمون ليحاصروا حلوان ، فتحول إلى الري ، وأخذ المسلمون حلوان ، ثم أخذت الري ، فتحول منها إلى أصبهان ، فأخذت أصبهان ، فسار إلى كرمان ، فقصد المسلمون كرمان فافتتحوها ، فانتقل إلى خراسان فنزلها هذا كله ، والنار التي يعبدها من دون الله يسير بها معه ، من بلد إلى بلد ، ويبنى لها في كل بلد بيت توقد فيه على عادتهم  ))  ( البداية والنهاية ) ( 10 / 163 – 164 ) 

 

يتبع بالحلقة الثانية

 






السبت ٢٠ رجــب ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / شبــاط / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة