شبكة ذي قار
عـاجـل










التطبيع مع العدو الصهيوني بهوى النظام العربي ووعاظ السلاطين-الحلقة الرابعة

 

زامل عبد

 

الحلقة الثانية من مسار الذل والتفريط بالقضية المركزية المسار الأردني -  وادي عربة  -   حيث نتج عن مؤتمر مدريد أن بدأ التحرك الديبلوماسي على المسار الأردني – الصهيوني سراً {{ وهذه لم تكن اللقاءات الأولية بل سبقها الكثير من اللقاءات والزيارات المتبادلة فيما بين النظام الأردني والصهاينة منها انكشف ونشر من خلال الاعلام  }}  إلى أن تمخَّض عن التوقيع على اتفاق إعلان المبادئ في 25 / 7 / 1994 ثم توقيع معاهدة سلام بين الطرفين في 26 / 10 / 1994 والمتضمنة الاعتراف بالكيان الصهيوني وترسيم حدودها مع الأردن والتطبيع معها في كل المجالات،   وكمحصلة للاتفاق الأردني الصهيوني اقتربت بعض الدول العربية  - أمثال قطر وعمان  -  من مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني وذلك بفتح مكاتب  -  تمثيل المصالح التجارية للكيان الصهيوني -  في تلك الدول ومن خلال الزيارات الرسمية المتبادلة دعماً لاتفاقات تلك الموجة من التطبيع،  وهنا كررت بعض الرموز الدينية الفتوى السابقة ذاتها بمضامينها واستشهاداتها دون مناقشةٍ لما آلات كامب ديفيد،  وما تحقق من نتائج وقياسها بميزان المصالح والمفاسد،  بل توقفت الفتاوى عند حد رص الأدلة الشرعية من نصوص وآراء فقهية وعبثاً حاولوا إلباسها ثوباً شرعياً وإنزال مخرجاتها في منزلة الأحكام القطعية ولأن تلك الحقبة قد شهدت هرولة عربية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني والتوقيع على صيغ تفاهم ونتيجة لعجز الرموز الدينية القُطرِية عن تحقيق تقدم ملموس نحو القبول الشعبي للتطبيع مع الصهاينة نظراً لعمق الشعور العربي والإسلامي الرافض لأي تعاون مع الكيان الصهيوني ،   وكذا لقوة الصوت الشرعي المقاوم للاحتلال فاندفع المطبوعون لطلب الدعم من رموز دينية لها ثقلها على مستوى الوطن العربي والعالم الإسلامي ،  فأعلن مفتي السعودية عبد العزيز بن باز رأيه الفقهي في الاتفاقات الموقَّعة مع الكيان الصهيوني في ردّه على أسئلة وُجِّهت له ونشرتها صحيفة { المسلمون السعودية  } في عددها رقم 516  في  23 / 12 / 1994 وقد أثارت فتواه جدلاً كبيراً على الساحة العربية  لما احتوته من غموض  ما استدعى أن ينشر بن باز توضيحاً لما أفتى به في الصحيفة ذاتها العدد 520 في  20 / 1 /1995  ثم انبرى ليعقِّب على رد الدكتور يوسف القرضاوي عليه،  في الجزء الأول من الحوار أجاز بن باز{{ الهدنة مع الأعداء،  مطلقة ومؤقتة،  إذا رأى ولي الأمر المصلحة في ذلك  مستنداً في رأيه إلى الدليل ذاته الذي استند إليه الشيخ جاد الحق في فتواه،  على إطلاقه،  ودون تقييد،  وهو قول الله سبحانه * وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *  كذلك صلح الحديبية  كما أكد بن باز على وجوب طاعة الأمير،  واستعرض أدلة على ذلك قول رسول الله صل الله عليه واله وسلم (( من رأى من أميره شيئًا من معصية الله،  فليكره ما يأتي من معصية الله،  ولا ينزعن يداً من طاعة ،   وقوله صل الله عليه واله وسلم  -  على المرء السمع والطاعة،  فيما أحب،  وكره،  في المنشط،  والمكره،  ما لم يُؤمر بمعصية الله )) أما عن زيارة المسجد الأقصى بتأشيرة من العدو الصهيوني،  أجاب بن باز بـ: زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه،  سُنَّة إذا تيسَّر ذلك ،   مستدلاً في رأيه بنص حديث رسول الله صل الله عليه واله وسلم  ((  لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام،  ومسجدي هذا،  والمسجد الأقصى )) }}  ولكون يختلف الفلسطينيون في مواقفهم من عملية السلام فحماس تعارض وتدعو للمقاومة،  والسلطة الفلسطينية موافقة المتلهفة  فمَن تلزم الناس طاعته ؟  فكان راي ابن باز ((  ننصح الفلسطينيين جميعاً بأن يتفقوا على الصلح  وإرغاماً للأعداء الذين يدعون إلى الفرقة والاختلاف )) وقد أشار بن باز فيه إلى أن (( الصلح مع اليهود أو غيرهم من الكفرة،  لا يلزم منه  مودتهم  ولا موالاتهم  بل ذلك يقتضي الأمن بين الطرفين  وكفّ بعضهم عن إيذاء البعض الآخر  وغير ذلك  )) وألبست فتوى ابن باز ثوب القداسة لولي الأمر بالتأكيد على – السمع والطاعة لولي الأمر  -  وهذا الموقف هو الذي يحكم النظام السعودي الذي قدم مقترح للنظام العربي باتفاقية السلام تحت عنوان الأرض مقابل السلام  وقد اقر ذلك الحكام العرب في مؤتمرات القمه المتتالية،  ويأتي دور شيخ الازهر الطنطاوي ولقاءاته مع الصهاينة حيث توغَّل طنطاوي في مساره التطبيع فأعلن فتواه في أيلول/ 2005 بأنه (( لا يوجد في الدين الإسلامي ما يحرِّم التطبيع مع الدول الأخرى،  خاصة إسرائيل،  طالما كان التطبيع في غير الدين،  وفي المجالات التي تخدم شؤون الحياة،  واحتياجاتها )) دون ذكر دليله على تلك الفتوى تكراراً لمشهد ممارسة التطبيع،  وفي أثناء فعاليات مؤتمر - حوار الأديان -،  الذي نظمته الأمم المتحدة والسعودية  بنيويورك  في 12 / 11/ 2008،  صافح الشيخ طنطاوي رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز وتبادل معه الحديث

يتبع بالحلقة الخامسة






الاحد ٢٨ رجــب ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / شبــاط / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة