شبكة ذي قار
عـاجـل










التطبيع مع العدو الصهيوني بهوى النظام العربي ووعاظ السلاطين - الحلقة الخامسة

 

زامل عبد

 

الموجة الثالثة التي قادها المتصهين  الرئيس الأمريكي السابق ترامب فشهدت الساحة العربية تغيّرات جذرية عصفت بكثير من المحظورات السياسية التي لطالما احتمت وراءها حكومات عربية أمام الضغوط الأمريكية بشأن العلاقة مع الكيان الصهيوني ما دفع الكيان الصهيوني إلى استثمار تلك الحقبة، لتحقيق قفزات نحو القبول العربي بالكيان الصهيوني، ونظراً لحالة الهزيمة النفسية التي عمَّت الشعب العربي بفعل النظام العربي والزمن الرديء الذي انتجه غزو واحتلال العراق والدور الذي اوكل للأحزاب المتأسلمة لمحاربة الوعي القومي، وبعد انكسار الحلم نحو غدٍ أفضل، ومع حملات القمع غير المسبوقة في أغلب الدول العربية، ونتيجة لحالة الانبطاح الكلي لدى حكومات عربية والقبول بكل ما تحلم به  سيدتهم أمريكا  ، ترامب واعظاً بمشرعه ((  أبراهام   )) ونتنياهو مبتهلاً وقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطب من قلب الجزيرة العربية مهد الإسلام في 21/5/ 2017 وبحضور ممثلين لـ 55 دولة إسلامية ليُملِي عليهم ما يتوجب فعله لمحاربة – التطرف، والإرهاب - وأن  المهمة الأولى في هذا الجهد المشترك هي أن تحرم أممكم - الإسلامية - جنود الشر من الأراضي  ويجب على كل دولة في المنطقة أن تضمن ألا يجد الإرهابيون ملاذاً آمناً فيها  ومن ثم  يجب علينا  أيضاً  تجريدهم من إمكانية حصولهم على الأموال وحدَّد ترامب للحضور الهدف الرئيسي  وهو تكوين  تحالف الأمم التي تشترك في هدف القضاء على التطرُّف  مما يعني مواجهة أزمة التطرف الإسلامي، والجماعات الإسلامية الإرهابية  وهذا يعني الوقوف معاً ضدّ قتل الأبرياء المسلمين، وقمع النساء  واضطهاد اليهود، وذبح المسيحيين  ثم وجَّه ترامب أوامره، إلى علماء الدين  قائلاً   ((  يجب على القادة الدينيين أن يُوَضِّحوا أن البربرية لن تجلب لك أي مجد تبجيل الشر لن يجلب لك أي كرامة إذا اخترت مسار الإرهاب، ستكون حياتك فارغة، ستكون حياتك قصيرة، وستكون روحك مدانة  ))  أن ما وصف ترامب بـ الإرهاب، والتطرُّف، يعني المقاومة المشروعة للمحتل للتراب الوطني الفلسطيني الذي تحميه راعية الإرهاب الدولي أمريكا،  تعاظم الدور الإيراني وخاصة في تحقيق الهلال الشيعي  وسعيها لامتلاك السلاح النووي قرُبَت الصفقة بين الكيان الصهيوني الغاصب وعدد أكبر من أي وقت مضى من الدول العربية والتي تكون أقرب إلى بعضها البعض لتشهد صداقة الحميمة مع العدو الصهيوني  وما قاله الصهاينة {{  إن (( إسرائيل ))  تُقَدِّر تقديراً عالياً لعلاقات الصداقة الجديدة تلك، وآمل أننا نقترب من بلوغ اليوم، حيث تستطيع (( إسرائيل )) عنده إحلال سلام رسمي مع جيرانها العرب إضافة لمصر، والأردن، ومن بينهم الفلسطينيون أيضاً }} وفي حزيران 2017 أعلن نتنياهو (( أن الكثير من الدول العربية لم تعد ترى إسرائيل عدوّاً لها، حتى إنني سأقول إنهم يرون في إسرائيل حليفاً لهم، حليفهم الذي لا غنى عنه، في حربهم ضدّ الإرهاب، واغتنام مستقبل التكنولوجيا والابتكار ))  جاء اتفاق أبراهام الذي تمّ توقيعه في البيت الأبيض بين الإمارات والبحرين والكيان الصهيوني، في 15/9/2020، ضمن سياقات التحوُّلات التي تشهدها المنطقة العربية من ارتداد وانبطاح اكثر امام الإرادة الامريكية الصهيونية بذراع التصدي للخطر الإيراني، وفي إطار الاستراتيجية الصهيونية الرامية إلى ترسيخ شرعية وجودها في محيطها الإقليمي، متجاوزاً أُطر معاهدات السلام والتطبيع السابقة -  في كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة  -  لتأسيس تحالف استراتيجي شامل وقد كان التطبيع سابقاً للاتفاق فقد ظهرت، خلال شهر تشرين الأول 2018 مجموعة من المؤشِّرات على تغيرات استراتيجية، في موقف بعض دول الخليج من الكيان الصهيوني تمثَّل أبرزها في زيارة وزيرة الثقافة والرياضة الصهيونية، ميري رغيف السابق  للأمارات  لحضور مباريات جودو دولية وتجوَّلت في مسجد الشيخ زايد بأبو ظبي وكذا حضور وزير الاتصالات الصهيوني مؤتمراً حول الاتصالات في دبي جاءت تلك الزيارات بعد سلسلة طويلة من الانفراجات في علاقات دول الخليج مع الكيان الصهيوني سواء على صعيد المشاركة في التدريبات، والمناورات العسكرية، والمنافسات الرياضية إلى جانب الكيان الصهيوني، أم على صعيد العلاج لبعض الأثرياء العرب في دولة الكيان، وتصدير المواد الزراعية واستيرادها من وإلى الكيان أما البحرين فقد اتجهت نحو التطبيع مع الكيان على المستوى الرسمي حيث قام مبارك آل خليفه نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني بزيارة الكيان الصهيوني في شباط 2018 ووُجِّهت الدعوة لوزير الاقتصاد الصهيوني في تشرين الثاني 2018 لزيارة البحرين وحضور مؤتمر دولي  اقتربت بعض دول مجلس التعاون الخليجي من مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني، على مستوى الزيارات الديبلوماسية، بمستويات متعددة، وعلى مستوى التعاون في مجالات الأمن والتبادل التجاري، دون إعلان اتفاق بين الطرفيْن ، ولابد من الإشارة الى العلاقات المشبوهة بين حكام الإمارات وقادة الحركة الصهيونية في أمريكا، والكيان الصهيوني والذي ظهرت معالمه في أكثر من محطة كان منها مشاركتهم  ومباركتهم للإعلان عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  لتصفية القضية الفلسطينية  المعروفة ((  بصفقة القرن )) وهي تشكل اعتداءً صارخاً على حقوقنا الدينية، والقومية، والوطنية، والتاريخية، في فلسطين  و خروجاً عن التوافق العربي والإسلامي وضرباً للأمن القومي العربي، وتحدياً لإرادة شعوب الأمة العربية والإسلامية وقواها الحيَّة، المتمسكة بفلسطين  ومقدساتها الإسلامية  والمسيحية ، أما المغرب  فمنذ عهد الملك الحسن الثاني  وسار على هديه الملك محمد السادس قد احتلت العلاقة مع الكيان الصهيوني موقعاً مركزياً في استراتيجية المغرب الخارجية  حتى بعد تخفيض المغرب لمستوى التمثيل الديبلوماسي في العلاقة بين البلديْن، غداة اندلاع انتفاضة الأقصى  في الضفة والقطاع أواخر سنة 2000  وفي 10/12/2020 أعلن الملك المغربي  محمد السادس  استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية، والعلاقات الديبلوماسية مع الكيان الصهيوني،  مقابل مجرد اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء الغربية في إشارة إلى تأييده لقرار حكومته بالتطبيع مع الكيان، أكد سعد الدين العثماني رئيس الوزراء المغربي والأمين العام لحزب العدالة والتنمية  ((  لا نريد أن تكون هناك مقايضة بقضية الصحراء، لكن الانتصار في هذه المعركة اقتضت الضرورة أن يتزامن مع الانفتاح على الآخر ))  في إشارة للتطبيع مع الكيان الصهيوني مبرراً ذلك  بضرورة إتمام تلك المقايضة لفرض السيادة المغربية على الصحراء

 

يتبع بالحلقة الأخيرة

 






الاثنين ٣٠ رجــب ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / شبــاط / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة