شبكة ذي قار
عـاجـل










التطبيع مع العدو الصهيوني بهوى النظام العربي ووعاظ السلاطين - الحلقة الأخيرة

 

زامل عبد

 

الموجة الرابعة من الذل والخذلان علاقة السودان مع الكيان الصهيوني، فقد فتحت قنوات اتصال أول مرة بعد استقلال السودان  1956  ثم كان الانقطاع  بعد انقلاب 1958 الذي قاده الفريق إبراهيم عبود ، وفي عهد النميري 1969 -  1989 عادت الاتصالات مع الصهاينة مرة أخرى  ثم شهدت العلاقة توتراً بين الطرفيْن خلال فترة حكم البشير  1989- 2020  لاتهام السودان بدعم المقاومة الفلسطينية بالسلاح ، إلا أن البشير غير سياسته  وانضم إلى معسكر  مصر – الإمارات ، وبدأ بفتح قنوات اتصال مع الكيان الصهيوني  بالرغم مما قاله في لقائه مع مشايخ الطرق الصوفية في 3/1/2019 عن تلقيه نصائح بالتطبيع مع الكيان الصهيوني لكي ينصلح حال بلاده معلقاً على ذلك بقوله ((  لكننا نقول الأرزاق بيد الله )) سادت حالة من الترقُّب بعد تشكيل مجلس السيادة السوداني في 21/8/2019 لمعرفة الوجهة التي سيتجه إليها المجلس  في علاقاته وتحالفاته السياسية الدولية ، حتى صدَّرت وكالات الأنباء العالمية نبأ  -  لقاء عنتيبي - الذي تمّ بين بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني وعبد الفتاح البرهان  رئيس مجلس السيادة السوداني في 3/2/2020  والذي اتفقا فيه على ((  بدء تعاون يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين )) وقد أعلنت قيادة الجيش السوداني  في 5/2/2020 دعمها لتحركات البرهان الدولية (( التي ترمي إلى تحقيق مصلحة البلاد )) وكانت السودان قد سمحت لشركة الطيران الصهيونية - العال -  للتحليق في سماء السودان  وهو ما احتفى به نتنياهو معلناً أن الكيان الصهيوني الآن في أوج عملية تطبيع مع الدول العربية  والإسلامية  وقال البرهان إن (( أمام السودان فرصة لرفع اسم بلادهم من قائمة الإرهاب )) في وقت عرضت واشنطن بالتعاون مع أبو ظبي وتل أبيب مساعدات مالية على السودان مقابل تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني ،  وأكد محمد حمدان دقلو ( حميدتي )  النائب الأول لرئيس مجلس السيادة السوداني والرجل القوي في المجلس أن (( السودان في حاجة إلى إسرائيل وإنهم ماضون في طريق بناء علاقات مع إسرائيل )) وقد أكد عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السوداني السابق لمايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي في 25/8/2020 أن (( حكومته لا تملك تفويضاً يتعدى مهام المرحلة الانتقالية ، وأن التطبيع مع إسرائيل سيتم بحثه ، بعد إكمال هياكل الحكم الانتقالي )) وسرعان ما تغلَّب رأي المكوِّن العسكري في المجلس ، وتمّ التوقيع على اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني في 6/1/2021 ، حيث نشر حساب السفارة الأمريكية في الخرطوم  على توتير ((  نهنئ الحكومة الانتقالية المدنية  لتوقيعها اليوم على إعلان اتفاق أبراهام  الذي يساعد السودان في مسارها التحوُّلي إلى الاستقرار والأمن والفرص الاقتصادية  ))  القوى الشعبية السودانية أكدت أن السودان شعب اللاءات الثلاث  (( لا صلح ، لا اعتراف ، ولا تفاوض مع إسرائيل ، حتى يعود الحق لأصحابه )) ، ورفض اعتبار التطبيع مساراً لحل الأزمة الاقتصادية في السودان ، مؤكداً أن السودان يحتاج إلى تخطيط وليس إلى تطبيع وأن (( الطريق إلى رفع المعاناة عن الشعب السوداني الكريم لا يمر عبر تل أبيب ))  ، وأدانت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي  ببيانها الصادر في  4 / 2 / 2023 التطبيع الذي تتسارع خطواته بين العدو الصهيوني وسلطة الانقلاب العسكري في السودان ، ودعت جماهير السودان وقواها الوطنية كما جماهير الأمة العربية إلى مقاومته وإسقاط نهج الردة والتطبيع{{ إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهي تدين بشدة مسار التطبيع الذي ينتهجه نظام الحكم القائم في السودان حالياً، تدعو جماهير السودان وقواها الوطنية والتقدمية والديموقراطية وفعالياته الشعبية وكل القوى الحريصة على عروبة السودان ودوره القومي في احتضان قضايا الأمة وفي الطليعة منها قضية فلسطين  إلى محاصرة هذا النهج الخياني وإسقاطه وملاقاة جماهير الأمة العربية وقواها التحررية في تحركٍ  شاملٍ للتصدي لخطوات التطبيع التي تتوسع مروحتها على حساب الأمن القومي العربي وعلى حساب دم الشهداء الذين يراق دمهم الطاهر على ارض فلسطين بآلة الحرب الصهيونية وإنه لمعيب جداً ، أنه  في الوقت الذي بدأت فيه مؤشرات التحول في الرأي العام الدولي لمصلحة قضية فلسطين ، و تزايد الدعوات لمقاضاة "إسرائيل" ، أمام المحكمة الجنائية الدولية لارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق أبناء شعب فلسطين مع ممارستها لسياسة فصل عنصري بما هي سلطة احتلال على مساحة الأرض الوطنية الفلسطينية تتهافت بعض الأنظمة العربية وآخرها نظام البرهان لتطوير علاقاتها السياسية والاقتصادية والأمنية مع العدو الغاصب  عبر الارتماء  في أحضان التحالف الصهيو- أميركي في تحدٍ سافرٍ للمشاعر الشعبية العربية  وتنكر لأبسط الموجبات والالتزامات القومية تجاه قضية فلسطين التي يقاوم أبناؤها باللحم الحي ويقدمون قوافل الشهداء في ساحة المواجهة مع العدو الغاصب، إن القيادة القومية للحزب التي تعتبر قضية فلسطين هي قضية الأمة برمتها بكل ما تنطوي عليه من أبعاد وطنية وقومية وإنسانية ، تدعو منظمات الحزب في كل الساحة القومية كما المغتربات ، وكل القوى  التحررية  في الأمة الى تصعيد حراكها ونضالها الجماهيري ضد نهج التطبيع ، بنفس الحيوية التي تخوض فيه  نضالها ضد أنظمة الردة  والقمع والاستبداد والفساد السياسي والاقتصادي والمالي ، وعلى قاعدة ارتباط النضال من اجل التغيير الوطني وتحقيق ديموقراطية الحياة السياسية بالنضال التحريري ضد الاحتلال للأرض العربية أياً كانت أنماطه وأطرافه وصيغ تحالفاته المنظورة والمبطنة ، وخاصة ذاك الذي تنوء تحت أعبائه فلسطين في ظل  الاحتلال الصهيوني والعراق تحت الاحتلال الأميركي- الإيراني المرّكب  .....

إن القيادة القومية للحزب وهي تحيي صمود جماهير شعبنا في فلسطين المحتلة وارتقاء عمليات المقاومة فيها حتى الاستشهاد رداً على جرائم العدو وتماديه في عدوانه وتدميره لكل مرافق الحياة، توجه التحية لجماهير شعبنا في السودان وقواها الوطنية التي تعمل على محاصرة نهج التطبيع لطغمة الردة والانقلاب ، تمهيداً لإسقاطه وإلغاء كل ما يترتب على ذلك من نتائج تفرزها العلاقات الصهيونية مع منظومةٍ حاكمةٍ تفتقر الى الشرعية الوطنية والمشروعية الشعبية ،  فالخرطوم التي انطلقت  منها اللاءات الشهيرة  ستبقى أمينة على تاريخها وارثها النضالي ، ولن تقبل أن يحصل الارتداد على ماضيها ودورها في إسناد قضايا النضال القومي من قبل منظومة مرتدة تعمل على ربط السودان بمشروع التطبيع الذي تتهافت عليه أنظمة الخيانة والتخاذل ، ولها ملء الثقة بان الثورة التي انطلقت لتحرير السودان من موبقات نظام التمكين وممارسات الدولة الأمنية لأجل إقامة دولة المواطنة المدنية ومنع رهن ثروات السودان واقتصاده لشركات نظام العولمة المتوحش وصندوق النقد الدولي ، ستبقى على عهدها في التعبير عن إرادة الجماهير وهي مستمرة حتى تحقيق الأهداف التي انطلقت منها  }} 

 

تحية المجد والخلود لشهداء فلسطين الحبيبة والخزي والعار لكل الخونة والمطبعين والمتخاذلين..

 

 

 






الثلاثاء ١ شعبــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / شبــاط / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة