شبكة ذي قار
عـاجـل










التخريب الإيراني في العراق – عدم التقيد بالاتفاقيات وفتاوى وصناعة الأحزاب والميليشيات –  الحلقة الثالثة

 

زامل عبد

 

الخميني في إحدى خطاباته  كما يقول الملالي  حذر الشعب العراقي بقوله (( احذروا من البعث الغادر وثورة حتى النصر ))، وهذا يعد تدخلاً سافراً في شؤون العراق الداخلية، وفي حديث آخر للخميني فيه التجني الفاضح والمغالطة الكبرى لوعي البعث الخالد ومؤسسه ومناضليه لروح وجوهر الإسلام المحمدي (( إن البعث ضد الإسلام ، ويجب أن يتخلص الشعب العراقي النبيل من مخالب البعث )) وفي تصريح لقطب زادة ((  ان الحكومة العراقية مجرمة تمارس السلطة دون إرادة الشعب العراقي ، وأنها ارتكبت جرائم عديدة وخنق وكبت الحريات والمجازر الكبيرة )) وحث الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني صدر على الإطاحة بالحكومة  (( البعثية في العراق )) ، واعلن الخميني ((  يجب على الجيش الإيراني أن يظهر قوته ليقضي على القوى الكارتونية مثل صدام حسين )) ، هذا الشيء القليل من الكم الهائل من التدخل بالشأن الداخلي العراقي وتحريض وتأليب الشعب على قيادته ونظامه الوطني  ،  ولا يمكن لأي منظمة دولية أو خبير في القانون الدولي أن لا يفسر هذه الأقوال بأنها تمثل إنهاك لسيادة دولة أخرى وتدخل سافر في شؤونها الداخلية ، وأنها لا تتفق مع نصوص ميثاق الأمم المتحدة باعتبار أن من مقاصد الأمم المتحدة هو صيانة السلم والأمن الدوليين واتخاذ التدابير الجماعية لمنع أسباب تهديد السلم وإزالتها وقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الأخلال بالسلم ، كما أوردت المادة الأولى من تعريف العدوان (( بأنه استعمال القوة المسلحة من قبل دولة ضد سيادة دولة أخرى وسلامتها الإقليمية واستقلالها السياسي  ))  ، والمسمار الرابع في نعش العلاقات الإيرانية العراقية ، هو تشبيه العراق وامريكا و (( اسرائيل  ))  بأوجه الهرم الثلاثي ضد الثورة الأسلامية ، رغم التباين المدهش في الاتجاهات وخاصة علاقة العراق بأمريكا و (( إسرائيل  )) ولا شك ان الحوادث اللاحقة قد كشفت زيف هذه الادعاءات التي تنم عن تخبط الثورة الأسلامية في اتهاماتها ، ومن ثم انكشفت الحقيقة المعاكسة في فضيحة أيران غيت ، وان العراق كان هو المستهدف من المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية وليس الثورة الإيرانية ، والدليل كما اعترفت أيران بأنه لو لا أيران لم استطاعت الولايات المتحدة من غزو العراق ، وظهرت حقيقة الصفقة الأمريكية الإيرانية الإسرائيلية ضد العراق ، ولنرجع الى تصريحات الملالي  في قم وطهران فقد صرح صادق خلخالي في 17/6/1979 بأن (( الحكومة العراقية آلة بيد الإمبريالية والصهاينة )) ، اما آية الله منتظري فقد ذكر (( أن صدام حسين يتعاون مع إسرائيل والإمبريالية )) وأضاف رفيقهم في النضال الأسلامي قطب زادة  (( ان الحكومة العراقية متواطئة مع الحكومة الإسرائيلية فهم عملاء للإمبريالية والصهيونية  )) متابعاً قوله  ((   أن العراق هو أمريكا ، بل هو امتداد لأمريكا والصهيونية في المنطقة  ))  وفي تصريح آخر  ((  ان النظام العراقي منحازا لإسرائيل  )) ، اما آية الله محمد صديقي فقد ذكر ((  إن نظام البعث نصب بمساعدة الإمبريالية العالمية وخصوصاً أمريكا ))  وأخيرا نستشهد بتصريح الخميني ((  ان الرئيس العراقي يجب أن يحاكم وكذلك الرئيس كارتر )) والغريب ان الإيرانيين منذ الثورة الأسلامية كانوا بمنأى عن المخططات الأمريكية والصهيونية ، وكان العراق الذي يدعون بأنه عميل لإسرائيل وامريكا هو الضحية ، فكيف يمكن تفسير هذه الظاهرة الغريبة  ؟  ومن اهم أساليب التدخل بالشأن العراقي الدعاية الإيرانية حول شيعة العراق  ، لقد كانت إيران في جميع مراحلها التاريخية في علاقتها مع العراق مصدراً مستديماً لهمومه ومشاكله واضطراباته الداخلية والعبث بأمنه الوطني والقومي واستقراره السياسي والاقتصادي وعرقلة أسباب نهوضه الحضاري ، وقد اعتبرت نفسها الوصي على شيعة العراق ، من خلال ترويج مظلومية شيعة العراق واستهدافهم من قبل الطائفة السنية وأن جهادهم في ثورة العشرين كان بلا فائدة فقد استحوذ السنة على مقدرات البلاد السياسية والاقتصادية والثقافية ، وأمسوا يمثلون هامشاً بسيطاً في هذه المقدرات  ،  وبالفعل نجحت أيران في هذا المسعى وهذا ما نلاحظه في الطروحات السياسية لبعض من يدعي المسؤولية  على مستوى المسؤولية التنفيذية او التشريعية او القضائية والذين جاءت بهم أمريكا ليحققوا أجندة نصارى يهود والصفوية الجديدة  في تهديم ما بني في العراق بفعل وجهاد قيادته الوطنية القومية منذ 17 – 30 تموز 1968 ولحين الغزو والاحتلال الامبريا صهيوني صفوي 2003 ،  وأهم المحطات الدعاية الإيرانية  كي تتدخل بالشأن العراقي الداخلي والتي يمكن التوقف عندها بإيجاز ان الإيرانيون وكما يقال يقودون العملية السياسية العراقية بتوافق مع أمريكا  مثل  الذي  يقود الحافلة ولكن من المقعد الخلفي الى طريق الهاوية  ، وهم يسيرون عكس الاتجاه  مسلطين أضواء عجلتهم الخلفية الى ما قبل 1400 عام  تحت عنوان المظلومية ، فهم في الحقيقية يكفرون كافة الملل والنحل الأسلامية وغير الأسلامية وليس اهل السنة والجماعة فحسب وإنما الخلفاء الراشدين (رض) باستثناء الأمام على بن ابي طالب عليه السلام ليس ايمانا" وانما مدخل لشق صف المسلمين ونخر الإسلام المحمدي بالفتن والحقد والكراهية والبغضاء وهذا ما فعله فقهائهم بكتبهم وما حرف من حديث او قول لآل البيت  ، وقد وردت في تصريحات الخميني ومن دلى من دلوه ما يميط اللثام عن هذه الحقيقة ففي كتابه ( كشف الأسرار ) يوجد فصلين الأول باسم مخالفة أبي بكر لنصوص القرآن ، والثاني مخالفة عمر بن الخطاب لكتاب الله ، متهماً أياه بوضع حديث " اننا معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة  " ويشير الى  ان هذه الفرية صدرت من أبن الخطاب المفتري ، ويطلق الخميني على الخليفتين تسمية  الجبت والطاغوت ويسميهما " صنمي قريش" ويرى " ان لعنهما واجب ، وأن من يلعنهما ويلعن أمهات المؤمنين عائشة وحفصة له فضل وأجر عظيمين " ونشر الخميني في كتابه  " تحفة العوام " الذي طبع في لاهور دعاء ما يسمى " دعاء صنمي قريش " ويمكن العودة لهما لقراءة  ما يراد منه الفتنة  ، ولا غرابة في الأمر ففي رسالة الخميني المسماة - التعادل والترجيح -  قلل من علم الأنبياء المرسلين جميعاً مستوحياً فكرة الطبرسي -  بان الأمامة أرفع درجة من النبوة -  فقد ذكر ان العلم مقصوراً على الأئمة وهنا أيضا يمكن العودة الى  الرسالة من خلال الشبكة العنكبوتية للاطلاع على حقيقي التضليل والدجل والتحريف  ، ولقد شكك الخميني في قدرة الرسول الكريم عندما ادعى بأنه ((  جاء الأنبياء من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم ولكنهم لم ينجحوا حتى النبي محمد لم ينجح في ذلك )) وحتى الوحي لم يسلم من تهم الخميني  ففي خطاب له في 2 /  3 / 1986 بمناسبة مولد السيدة فاطمة عليها السلام  ذكر ((  بأن الوحي لم ينقطع بموت النبي صل الله  علية واله وسلم بل ظل جبرائيل ينزل على فاطمة ويبلغها بالأمور التي ستقع ، وأن الأمام علي كان كاتب الوحي ، وان فاطمة كانت بعد وفاة والدها حزينة وكان جبرائيل الأمين يأتي اليها لتعزيتها ومؤانستها ، وانه من المحتمل أن يكون جبرائيل قد أوحى الى فاطمة بقضايا أيران  ))

يتبع بالحلقة الرابعة

 






السبت ١٠ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة