شبكة ذي قار
عـاجـل










التخريب الإيراني في العراق – عدم التقيد بالاتفاقيات وفتاوى وصناعة الأحزاب والميليشيات –  الحلقة الرابعة

 

زامل عبد

 

هكذا يتم غسل العقول وتضليل البسطاء بل  يمكن القول ماهو الى تحريف للدين ومنهجه وسنة  النبي صل الله عليه واله خير البرية وسلم، (( ومن  المؤسف ان كتب الخميني لاقت رواجاً كبيراً في العراق رغم الأخطاء الكبيرة التي تضمنتها من كافة النواحي ، والمدهش ان تسكت المراجع الدينية العظمى عن الإهانات التي لحقت بالأنبياء والرسول والملائكة والصحابة والكتب المقدسة والأسلم جراء التهجم من قبل الخميني ، وان كانت المراجع الإيرانية الأصل تسكت لدوافع عنصرية فارسية وطائفية فما بال المراجع العراقية التي خيطت أفواهها بخيوط التستر والتغاضي عن هذه الإهانات باعتبارها المسؤولة عن حماية الدين وحفظه كما تدعي ؟  )) ، لقد أدى تداول هذه الكتب التي كانت أيران تروج لها بشكل كبير وتباع بأسعار مدعومة من النظام الإيراني -  تكاد أن تكون مجاناً - وغصت بها المكتبات العراقية ، اثراً في جعل الكثير من السذج الذين يجهلون أصول الدين والتأريخ الى الأخذ بنظرة التكفير هذه ، فكما وصف البروفيسور حنا بطاطو (( ان سكان الجنوب العراقي غير دقيقين في شيعتهم ، وغير متمكنين من عقيدتهم فقد تكيفوا طبقاُ لطقوس تقليدية )) كما وصفهم الكاتب حبيب شيحا الذي عاش طويلاً في العراق (( ان اغلبيتهم لا يعيرون أهمية للصلاة وتعاليم الأسلام الأخرى ، فهم على دين شيوخهم )) وجاء في مذكرات الملك فيصل الأول عام 1933 (( بأن الشيعة بعيدون عن الحكومة  ،  لأنهم يرون علماء السنة وهم يمتلكون الأموال والممتلكات المحرومين منها ، وان الحسد بين رجال الدين معروف جيداً ))  لذلك فقد مهد رجال الدين الفرس الطريق لخلق الفتنة الطائفية في العراق ، ونشر الإيرانيون التشيع الصفوي وفكرة أنهم الفرقة الناجية وأولوها باعتبار بقية الفرق كافرة ومأواها النار ،  ففي خطاب للخميني في 21 / 6 / 1982  أكد بأن اتباعه فقط هم الفرقة الناجية وأن جميع المسلمين في النار ، وروج الخميني لفكرة مخالفة السنة في كل شيء ، بل اعتبر مخالف السنة هو مقياس صحة الخبر ، مستنداً في ذلك الى رواية شاذة ليس لها سند في أي من مصادر التأريخ والدين وتتنافى مع العقل ، وهي ان الصحابة كانوا يسألون الأمام علي عليه السلام عن مسائل عديدة وبعد ان يجيبهم عليها ، فأنهم يضعون ما يناقضها  ؟؟  وينتهي الخميني في استنتاجاته بالقول (( المرجح المنصوص هو موافقة الكتاب والسنة وكذلك مخالفة العامة – السنة - ومن الغريب أن لا يستشهد الخميني بأشارة الأمام علي والى الخليفة عمر بن الخطاب  لعدم الخروج بنفسه لمحاربة الفرس في معركة القادسية الأولى ،  ثم يوضح له نفسية الفرس الأعاجم في حالة خروجه بنفسه لقتالهم  (( أن الأعاجم أن ينظروا اليك غداً يقولوا هذا - أي عمر- اصل العرب أي رمزهم وقائدهم  ))  وفي كتاب تحرير الوسيلة يقول الخميني (( ان مبطلات الصلاة احدها الحدث وثانيهما وضع أحد اليدين على الأخرى ، على نحو ما يصنعه غيرنا ، ولا بأس به في حالة التقية ، وهي أحد الطرق التي يتبعها أبناء الطائفة الشيعية فيظهروا على وجوههم عكس ما في قلبوهم تحت حجة المحافظة على الدين والنفس ))  ، لقد ألقت هذه الأفكار الحاقدة ظلالها على ممن انجرفوا مع تيارها من الجهلة والسذج ، ووجدت أفكار الخميني ومن سبقوه كالطوسي والكليني والمجلسي والطبرسي صاحب كتاب " فصل الخطاب في إثبات تحريف كلام ربّ الأرباب " وكذلك الكتاب المحدثين كالتيجاني الذي روج مثل هذه الأفكار الهدامة بكتبه وأشهرها "  ثم اهتديت "  ، من المعروف ان الملالي في ايران ومن ينهج منهجم في العراق  قد روجوا لمظلومية الشيعة في العراق وبأنهم الأكثرية بعد ان كانوا في البداية يعتبرونهم نصف المجتمع العراقي ، رغم أنه لا توجد إحصائيات تتعلق بالمذهب طوال تأريخ العراق ، حيث خلت الاستمارات الإحصائية منها ، كما روج الفرس بأن نسبة الشيعة في العراق حوالي 85% من مجموع سكان العراق ، وهي نسبة تدل على جهل كبير في علم الحساب والأحصاء  فأن كانوا كذلك والأكراد يمثلون 12% وبقية الأقليات 3% فأن هذا يعني عدم وجود سنة عرب في العراق ؟؟  ،  صور الإيرانيون شيعة العراق بأنهم المظلومين في تأريخ هذا البلد وعلى مر الزمان  وان الصفحة السوداء في هذا السجل كانت  في ما يحلوا لهم تسميته  النظام الوطني العراقي قبل 2003 (( عهد النظام السابق  )) ، بينما الحقيقة غير ذلك ففي النظام الوطني القومي كان  (( الشيعة  )) حالهم حال بقية فئات المجتمع فكما هو معروف ان فصل الدين عن السياسة هو المنهج الثابت  ، ولم يفرق بين السنة والشيعة وبقية الأقليات سواء في انتسابهم للدولة أو الحزب ، فبقدر تعلق الأمر بالحزب كان الشيعة يشكلون الأكثرية في عضويته وكان فرع صدام مدينة الثورة -  صدام -  وحالياً الصدر  يعتبر اكبر فرع الحزب في العراق من حيث عدد الحزبين ، وحوالي 70% من أعضاء الفرق الحزبية بكافة المستويات كانوا من الشيعة ، وكذلك الأمر بالنسبة الى الوزراء فقد كان عدد كبير منهم من الشيعة وان رئيسي وزراء العراق في النظام الوطني ما قبل 2003  كانوا من الشيعة وهم محمد حمزة الزبيدي وسعدون حمادي رحمهما الله  وكانت قائمة المطلوبين الأمريكية من الـ(55) عنصرا تضم الأكثرية من الشيعة ، لذا يمكن الجزم ان نطلق على حزب البعث انه ميال الى الشيعة اكثر من السنة بحكم العدد والهيكل التنظيمي الذي يشغل الشيعة معظمه والذي يتحدث عنه الملالي في قم وطهران ومن جاءت بهم أمريكا بعد الغزو والاحتلالين بأنهم ظلموا بسبب نهج البعث فهذا غير حقيقي وكاذب ، أما موضوع المسائلة القانونية لمن ثبت ارتباطه بالأجنبي  وعمله المخابراتي المخل بالأمن الوطني والقومي  فهذا حق لكل الدول بما فيها ايران اليوم التي تزيد من قوائم الإعدام تحت عنوان الفساد في الأرض والتخابر مع العدو وان الذي حدث انه عند اندلاع الحرب الإيرانية  العراقية  وما روج له نظام الملالي تحت شعار تصدير الثورة الإسلامية الى العراق والذي استقطبت عدد من ذوي الأصول الإيرانية الى صفوفها ، وقام هؤلاء بأعمال شغب ضد الحكومة الوطنية  بأفعال إرهابية وتفجيرات  ،  وبسبب اندلاع الحرب ولمقتضيات تماسك الجبهة الداخلية كانت هناك الإجراءات التي تعزز الأمن الداخلي  ، وكانت محاولة اغتيال الشهيد الحي صدام حسين في منطقة الدجيل عام 1982 من اهم محطات التدخل الإيراني السافر بالشأن الداخلي العراقي ، كما ان صفحة الخيانة والغدر التي اعتبرتها ايران وادواتها بالانتفاضة الشعبانية عام 1991 هي الأخرى دليل قاطع على التعاون والتفاهم فيما بين أمريكا وايران من حيث تسخير ادواتهم في الاخلال بالأمن الداخلي وتدمير البنى التحتية التي لم تتمكن قوات التحالف الثلاثيني من تحقيق ذلك   

 

يتبع بالحلقة الخامسة

 

 






الاربعاء ١٤ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة