شبكة ذي قار
عـاجـل










محور الممانعة والمقاومة هل هو في إجازة أم ماذا؟ ! – الحلقة الأولى

زامل عبد

 

المواقف التي تبناها محور الممانعة والمقاومة بقيادة إيران وما أنتجته على الأرض من وقائع منافية ومضادة للشعارات التي تُرفع ((  الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل  ))  وما يتشدق به الخادم الصغير للولي السفيه خامنئي حسن نصره في كل خطاب أو اطلاله ، أو حتى ضد الرغبات والتمنيات التي ربما كان بعضها صادقا وجادا من بعض الفصائل الفلسطينية  ، وكما نعرف جميعا وكما هو معلن بشكل يومي في الاعلام والبو سترات وخطابات أطراف هذا المحور ومواجهة ((  إسرائيل )) وبرنامج هذا المحور تبعاً لذلك يُفترض أن يكون خوض حرب كبرى مع إسرائيل وتحرير فلسطين  من البحر وحتى النهر ولكن هذا عملياً لم يحصل منذ الإعلان الرسمي عنه وتبنيه من قبل حزب الله اللبناني والمليشيات والفصائل المرتبطة بإيران  بل كل ما يقومون به ما هو الا تمكين الكيان الصهيوني من خلال تدمير البنى التحتية ومؤسسات الدول العربية التي تواجدت فيها – لبنان  - سوريا –  العراق –  اليمن  -  ونوعا ما في ليبيا والمغرب العربي  والخليج العربي وخاصة البحرين والمنطقة الشرقية في السعودية  ، وإذا أردنا أن نسأل هذا المحور تبعا لإعلاناته ونواياه وخطاباته ، فإننا أولا نأخذ إعلاناته وخطابته وتهديداته (( لإسرائيل )) مأخذ الجد الكامل كي نقوم كجماهير عربية لمحاسبته وفضح زيف الادعاءات بخوض حرب كبرى وتحرير فلسطين هو أمر فيه تساذج كبير ،  فهناك ظروف وعوامل واعتبارات كثيرة تحول دون ذلك في الوقت الحاضر ، فمعنى ذلك أنه من حق من ينتقد هذا المحور وسياساته أن يعتمد على قاعدة الشك والتمحيص في كل الشعارات والادعاءات ، وأن ينتهي ذلك كله بمحور الممانعة كما انتهت الأمور بكل الأنظمة والمحاور التي استخدمت نفس الشعارات ثم لم تنفذها ، طالما وأن التحرير ضمن الظرف العربي بفعل واقع النظام السياسي المفروض على الوطن العربي منذ تنفيذ معاهدة سايكس بيكو والتعهد المطلق من قبل الغرب والاتحاد السوفياتي سابقا بأمن الكيان الصهيوني  ،  فنجد تركز خطاب الممانعة على دعم المقاومة ، وهو تعبير فضفاض أيضا" وغامض يفتح الباب لتفسيرات وتأويلات لا تنتهي ومن اهما واولها مخطط النظام الصفوي الجديد في ايران ومن خلال منطوق شعاره المكفول بموجب الدستور الثورة الإسلامية الإيرانية كما يحلو للبعض وصف التغيير المخابراتي الحاصل في ايران 11 شباط 1979  تصدير الثورة الإسلامية أي احتواء وقضم النظم السياسية في  دول المشرق العربي أولا وخاصة التي تمكن النظام الإيراني من التمدد فيما بين ابحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر ، لكنه وهذا هو المهم هل يسمح بتمرير سياسات وممارسات عديدة  وإقامة تحالفات عابرة للحدود والوطنيات  والاجابة  وبكل وضوح نعم هذا ما حققته الادارتين الامريكية الجمهوريين والديمقراطيين  حيث سلمت جمجمة العرب  وقدرة الامة العراق عند غزوه واحتلاله سنة 2003 بتوافق  واتفاق مع الملالي وذيولهم حزب الدعوة العميل  والمجلس الأعلى ومنظمة العمل الإسلامي  والتيارات والحركات والأحزاب  التي تناولتها في الحلقة الاخيرة من {{ التخريب الأرياني في العراق – عدم التقيد بالاتفاقيات وفتاوى وصناعة الأحزاب والميليشيات }} ، اذن الخلاصة أنه إذا كان بالإمكان افتراض جدية خطاب المقاومة والممانعة في فلسطين المغتصبة ، ويترجم إلى دعم عملي للمقاومة، فإن توظيف نفس خطاب الممانعة في أي مكان آخر في المنطقة العربية يكون هدفه توفير غطاء لسياسات نفوذ وتعزيز مكاسب استراتيجية وغيرها ، من لبنان إلى اليمن أطراف محور الممانعة تتفاوت درجة ((  ممانعتها  )) ، وطبيعتها وتتباين أهداف كل منها، سواء أكانت دولا - كالنظام الإيراني والنظام السوري أو فصائل ومنظمات وميليشيات ولا ننسى ان نظام الملالي  في إيران هي النواة الصلبة والموجه لهذا المحور، يأتي بعدها النظام في العراق المنخرط في هذا المحور ليس لدوافع ممانعة ومقاومة (( إسرائيل  )) بقدر ما هو تحصيل حاصل تفرضه حقيقة الخضوع للنفوذ الإيراني في العراق وتبعية الطبقة السياسية الحاكمة فيه  ، يلي ذلك حزب الله اللبناني  وأنصار الله ((  جماعة الحوثي في اليمن ))  ، وفي فلسطين المغتصبة حيث الراية التي يرفعها محور المقاومة هناك حماس والجهاد الإسلامي اللذان يرتبطان بالنظام الإيراني ارتباطا مباشرا  ويمكن القول اصبحا رهينة الرغبات الإيرانية من حيث الضغط والمناورة مع الكيان الصهيوني ووفق طبيعة الصراع وخاصة عدم تمكين ايران من امتلاكها السلاح النووي ليبقى الكيان الصهيوني هو القوة النووية الوحيدة  ضمن الإقليم  ، وهنا لابد من الإشارة الى انه هناك بعض الفصائل الفلسطينية الهامشية من بقايا اليسار الثوري المتقلب والمُنهك  بفعل ما فعله النظام العربي أولا  وما قام به حزب الله اللبناني من حرمان  مقاتلي هذه الفصائل من العمل من لبنان بل الامر هو اصبح الأداة التي تعتقل  أي مقاتل يحاول التسلل الى داخل فلسطين المحتلة  للقيام  بعملية فدائية  بل كانت هناك  مذابح ارتكبت بحق أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان لتطويعهم وترويضهم وصلا  الى عدم  حرية العمل  الجهادي  ، والتأمل في أجندة وأهداف كل طرف من هذه الأطراف وعلاقتها الحقيقية بجوهر الممانعة والأطراف الثلاثة الأهم في محور الممانعة هي إيران ، وسورية  ، وحزب الله اللبناني  ، والفصائل والمليشيات الولائية العراقية ما بعد الغزو والاحتلال  ، إيران طبعا هي التي تستأثر بالقيادة والنقاش والقرار النهائي في أي موقف ، وباقي الأطراف  الأخرى مجرد توابع تدور في الفلك الإيراني 

 

يتبع بالحلقة الاخيرة

 






الاحد ١٨ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة