شبكة ذي قار
عـاجـل










في الذكرى  76 البعث الخالد قدر الامة وحاجتها لانبعاث رسالتها الانسانية

 

زامل عبد

 

اختيار الأرض العربية لتكون موطننا للديانات السماوية ومثوى للأنبياء والرسل والصالحين  كان خيارا ربانيا  لما يمتلك أبناء هذه الأرض من قيم ومكارم الاخلاق التي توثق الدور الإيجابي في الحياة البشرية عبر التأريخ بقديمة وحديثه ، ومن هنا التقت كل قوى الرذيلة والحقد والكراهية في معاداتها للامة العربية والدين الإسلامي المحمدي خاتم الديانات السماوية النقي من كل أنواع واشكال التضليل والبدع والتحريف ، فتعرضت الامة الى العدوان تلو العدوان وحروب سوداء ظلامية كان هدف القائمين بها قتل الامة ووئد رسالتها الانسانية ، فتحولت ارض العرب من وحدتها الى دول تحمل في ذاتها النقيض المطلق للوحدة من خلال النظام العربي الذي أراده الأشرار من خلال سايكس بيكو وما تبعها باقتطاع أجزاء من الوطن العربي  لتكون قاعدة متقدمة لهم كما هو الحال في فلسطين المغتصبة  واراضي عربية في الغرب العربي والمشرق كما فعله النظام الشاهنشاهي الإيراني في الخليج العربي واحتلال الجزر العربية الثلاث طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى وإصرار الملالي ما بعد التغيير المخابراتي المعد مسبقا لمعاقبة الشاه ونظامه لتمرده على الإرادة الغربية التي كان يمثلها كشرطي الخليج  لتحل محله العمائم التي اتخذت من الدين ومنهج ال البيت عليهم السلام لانبعاث المنهج الصفوي الجديد  ، ان ما شهدته الساحة العربية ما بعد الحرب الكونية الأولى  والاجهار بنوايا الغرب من خلال وعد بالفور المشؤوم 1917 والدعوة الى إيجاد كيان  هجيني في الجسم العربي يتخذ من الديانة اليهودية منطق قومي وهو المقدمة الأساسية للدعوة الى تفتيت المجتمع العربي الى كيانات دينية طائفية مذهبية  متصارعة باستمرار على مدى التاريخ لتبقى الامة مجزأة متصارعة  ، وبعد النضج الفكري الذي شهده العالم  وتحرر الكثير من الأمم والشعوب من معالم العبودية  والاستغلال كان للفتية العرب الدور في الانبعاث الفكري القومي الرافض الى مفاهيم التعصب والانغلاق فتكونت طلائعه من خلال حركة الاحياء العربي في ثلاثينات القرن المنصرم  الداعية الى احياء تراث وموروث الامه العربية بروح وقيم الانسانية  بالتقائه مع الحاجة الانسانية للفرد العربي وما يتقارب معه من أبناء الأمم والشعوب الأخرى  - أي التقاء الحضارات ببعدها الإنساني التفاعلي  - الذي عاشه العرب المسلمون عبر التاريخ  ، واستمر هذا المخاض لحين الإعلان عن تأسيس حزب البعث أول الأمر في سوريا في 7 نيسان 1947 على يد القائد المؤسس المغفور له أحمد ميشيل عفلق الذي عين رئيسا له في ذلك الوقت وصلاح البيطار وجلال السيد ووهيب الغانم من المؤسسين وقد توسعت تشكيلات حزب البعث وتضاعفت فعالياتها في أغلب الأقطار العربية فكان أن أصبحت له قيادتان الأولى قومية تشرف على التنظيم في سياقه العربي العام وقطرية تعنى بتشكيلة حزب البعث على مستوى كل دولة عربية ولحين تحقيق الوحدة العربية الشاملة  ،  وقد اعترفت القيادة القومية للبعث الخالد في سنة 1952 بفرع العراق  ، ومنذ تأسيسه سنة 1947 تصدى حزب البعث الخالد لقيادة دولتين عربيتين هما سوريا والعراق وعمل على إعادة انبعاث وحدة  مصر وسوريا  بالوحدة الثلاثية – مصر وسوريا والعراق -  ،  وبما ان البعث هو الاستجابة الواعية لحاجات الامة العربية  وجماهيرها المضطهدة  فان أهدافه  ومبادئه التي تضمنها  دستوره نابعة من عمق تلك الحاجات  وظروفها  واستجابة كاملة لاماني الجماهير العربية  ورد علمي على كل اشكال الأفكار التي كانت تسود على الساحة العربية  من خلال مضمون أيديولوجي قومي عربي ثوري شمولي يرى في الدين الإسلامي المحتوى الثوري  المتجدد بتجدد الحاجة  وتطور الزمن  ومن هنا طرح البعث شعاره الحي المستمر باستمرار الحياة  * امة عربية واحدة  - ذات رسالة خالده  * وقد فسر هذا المضمون بكتاباته الرفيق المغفور له القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق في سلسلة ((  في سبيل البعث  ))  والرفيق المجدد الشهيد الحي صدام حسين  في اكثر من حديث ومقال ومن ابرزها نضالنا والسياسة الدولية  و البعث والتراث  ، أما على مستوى الأهداف  التي طرحها امام الفتية الذين امنوا بأفكاره  وافقه فكانت تتجسد في  ((  النضال ضد الاستعمار من أجل تحرير الوطن العربي ، و العمل على توحيد العرب في دولة واحدة ذات سيادة  ، و بعث الواقع العربي عن طريق الانقلاب على ما يسوده من فساد )) وقد اختزل ذلك في - الوحدة والحرية والاشتراكية -  ونحن نستذكر يوما خالدا في تاريخ الامة بالرغم من سوداوية  الهجمة الشرسة التي يقوم بها الشعبيون والظلاميون والصليبيون فلابد من التطرق بإيجاز عن دور البعث الخالد في عراقنا الجريح بفعل الغزو والاحتلال 2003 والعدوان المستمر من قبل الصفيون الجدد ، فمنذ الخمسينيات والبعث الخالد مرتبط بالسياسة العراقية ففي ثورة 14 تموز 1958  التي انتجتها الجبهة الوطنية والضباط الاحرار والتي حررت العراق -  من قبضة الإسترليني وحلف بغداد والانحياز الى ما يتعارض مع إرادة الجماهير العربية وشعوب المنطقة -  الا ان هذه الثورة حرفها عن مسارها العروبي التحرري الحزب الشيوعي العراقي وتفرد المرحوم عبد الكريم قاسم كزعيم أوحد للعراق ولم تفلح مساعي  قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في القطر العراقي بشخص امينها المرحوم فؤاد الركابي من إقناع أركان النظام الجديد بالانضمام إلى الجمهورية العربية المتحدة - سوريا ومصر -  بسبب رفض الحزب الشيوعي العراقي ذلك الأمر  ، فكان لابد من تصحيح المسار وإعادة الثورة الى طريقها الصحيح  فكانت ثورة 8 شباط 1963 – 14 رمضان -  الا ان الذين سيطرت عليهم نزعة السلطة  والاهواء  لم يجعلوا الثورة تستمر  بطريقها منهجها فكانت ردة تشرين السوداء  واستمر جهاد الحزب بالرغم من ما لحق به  في العراق وسوريا بعد ما سمي بحركة التصحيح التي قام بها حافظ الأسد ، تمكن مناضلي البعث الخالد في العراق في 17 - 30 تموز 1968 من إعادة المسار الى جادة الصواب ليتحول العراق الى قاعدة الانطلاقة القومية من خلال التنمية الشاملة والسياسة الحكيمة  ، فتكالب الأعداء وانتقلوا من القتال بالنيابة الى الحرب المباشرة من خلال العدوان الثلاثيني وما سبقه في القادسية الثانية التي فرض حربها الملالي ليحققوا شعارهم سيء الصيت تصدير الثورة  وها هم اليوم يجثمون على صدر العراقيين بتوافق امريكي إيراني ليصبح العراق بفعل مستنقع أفكارهم الشعوبية العدوانية بإرهابها الفكري  والجسدي  معتلا لا يمتلك الإرادة بفعل من تسلط عليه ممن جمعتهم أمريكا وايران ليؤدوا الدور المرسوم

بالرغم من ذلك بقى ويبقى العراق بشكيمة أبنائه الاصلاء  وحيوية فكرهم العروبي  وفهمهم جوهر الإسلام المحمدي النقي من كل اشكال الدجل والتضليل والتكفير عراقا قويا يمتشق سيفه في فجره القريب وبصبح واليس بالصبح قريب

المجد والخلود لشهداء البعث الاكرم منا جميعا عبر نضاله وتصديه لهجمات الأعداء في بقاع الوطن العربي الكبير يتقدمهم اضحية العروبة والإسلام يوم الحج الأكبر الشهيد الحي صدام حسين  ورفيق الدرب والنضال عزت ابراهيم خليل  ، والرحمة والغفران لمن ارتحل الى رياض الرحمن الرحيم






الاحد ١٨ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة