شبكة ذي قار
عـاجـل










التخريب الإيراني في العراق – عدم التقيد بالاتفاقيات وفتاوى وصناعة الأحزاب والميليشيات –  الحلقة الخامسة

 

زامل عبد

 

 لنظام الملالي كان دور في  زرع ودعم واحتضان الأحزاب الطائفية المدعية انتهاجها منهج ال البيت كذبا وادعاء  حيث مد الأخطبوط الإيراني اذرعه الطويلة في العراق من خلال العراقيين ذو التبعية الإيرانية وكذلك الأحزاب السياسية الموالي لإيران والتي وجدت في أيران الحضن الدافئ الذي يؤمن لها الدعم المادي واللوجستي والمعنوي ، وأقنعت أيران هذه الأحزاب بأن تلجأ اليها لعدة اعتبارات منها العامل الديني ، إذ ان هناك توافق في العقيدة بين طروحات ما يسمى بالثورة الأسلامية الإيرانية وأحزاب المعارضة العراقية ، فهذه الأحزاب ذات صبغة طائفية بحتة ، وان ايران هي الدولة الأسلامية الوحيدة (( الشيعية ))  كما تدعي والتي تنتهج المذهب الأنثى عشري والذي يعتنقه (( شيعة )) العراق ، كما ان ايران هي المفقس الطبيعي لكافة الحركات التي تدعي التشيع سواء كانت في العراق أو الدول العربية والإسلامية ، ومن الأولى ان يتم التنسيق بهذا الشأن  ،  وان الشعارات التي ترفعها ايران الملالي وخاصة فيما يتعلق بفلسطين وأن تحريرها يتم عبر كربلاء يتلائم مع الغطاء السياسي لهذه الحركات لاستقطاب أكبر عدد من مؤيديها بدعوى ان النضال سيستمر لغاية تحرير القدس ، وهو الشعار الذي رفعه الخميني وهنا لابد من الإشارة الى عامل مهم  حيث ان معظم التراث (( الشيعي )) في العراق يرجع الى أصول فارسية ، فالكتب التاريخية والدينية التي يعتمدها شيعة العراق مؤلفوها من الفرس ، وأن أصول المذهب الشيعي يرجع الى الكليني والطوسي والطبرسي وابن طاووس والمجلسي والقمي وجميعهم من الفرس المغالين والمتطرفين ، كما ان الشعائر الحسينية التي استقاها عباس الصفوي خلال جولاته في اوربا واطلاعه على الشعائر المسيحية من لبس السواد وإقامة المراسيم الخاصة بالعزاء والمواكب والتطبير والضرب بالسلاسل الحديدية ، استحسنت ناظره وجلبها معه الى ايران والعراق ، وان الحوزة العلمية في قم رغم محاولة علماء العراق التقليل من شأنها لكنها بالفعل تنافس الحوزة العلمية في النجف وهي ذات تأثير على الطائفة الشيعية في العراق ، وللمراجع الشيعية في أيران تأثيرهم الروحي الكبير على شيعة العراق منذ بداية الحكم الصفوي في ايران ، ولحد الوقت الحاضر  ، وللعامل الجغرافي اثر حيث ان الحدود العراقية الإيرانية تمتد الى اكثر من 1200 كم من شمال العراق الى جنوبه ، وان إمكانية التسلل الى العراق والقيام بعمليات تخريبية واستهداف رموز الحكومة العراقية يكون أسهل عندما تنطلق من ايران ، والتي يمكن ان توفر لهم الغطاء العسكري عند الضرورة ، كما ان منطقة الأهوار في جنوب العراق وتقدر مساحتها مع الامتدادات الصحراوية بما يعادل  20000  كم2 تعتبر موقعاً استراتيجيا استخدمته القوى الموالية لنظام الملالي اثناء الحرب المفروضة إيرانيا على العراق  لتنفيذ عملياتها الإرهابية وكذلك اسر الجنود المتمتعين بإجازاتهم وتسليمهم الى القوات الإيرانية  والمساهمة مع القوات الإيرانية التي كانت تهاجم للسيطرة على الطريق الرابط فيما بين الوسط والجنوب  وخاصة محور العمارة البصرة  ، ما تقوم بتسليب المسافرين العراقيين من والى الجنوب وسرقة ممتلكاتهم والانسحاب عن طريق الهور  ، وهنا لابد من الإشارة الى عامل اخر استثمرته ايران في التدخل بالشأن العراقي  وهو العامل العسكري العامل العسكري فمن المعروف ان الأحزاب المدعية بالمعارضة والتي تؤمن بالكفاح المسلح لتحقيق أهدافها ،  تحتاج الى تدريب عسكري وتعلم فنون القتال وامتلاك الأسلحة والذخيرة التي تؤمن لها النجاح في تحركاتها إضافة الى التجهيزات العسكرية والعدد و تهيئة الخطط العسكرية التي تتطلب الحصول على معلومات مخابراتية متطورة وكانت كل هذه المستلزمات قد وفرها قبل الجانب الإيراني إضافة الى رفد هذه الأحزاب بالمزيد من العسكريين من الأسرى العراقيين - التوابين -  الذين يقعون في أسر القوات الإيرانية ويعلنون التوبة والبراءة  للتخلص من التعذيب أو القتل في اقفاص الاسر او بفعل التضليل والدجل الذي يمارسه الملالي او من هم في فلكهم أمثال محمد باقر او عبد العزيز الحكيم  وأبو الحسن هادي العامري  وباقي الذيول ،  والعامل الأيدلوجي حيث ان نظام الملالي في أيران يكفر حزب البعث في العراق ، وكذلك الأحزاب الموالية  تأخذ بنفس نظرية التكفير ، مستوحية هذا التكفير من دعوة الخميني كما لا حظنا و كذلك في الاعتماد على كلمة ل - محمد باقر الصدر  -  والتي لم تثبت صحتها  ،  وهي دعوى لم يتمكن أي من أحزاب المعارضة العراقية أن يثبتها كما ان الطرفين الإيراني والعراقي المدعي المعارضة يعتبران نفسهما من أكبر المتضررين من سياسة نظام الحكم الوطني العراقي  ما قبل 2003 وتجمعهما مصلحة واحدة وهي إسقاط النظام  حتى لو جرى ذلك بالتحالف مع الشيطان نفسه  من أجل الوصول الى السلطة وتحقيق أهدافهم وبرنامجهم التخريبي {  وهذا ما تحقق من حيث تعاونهم مع الشيطان الأكبر أمريكا والصهيونية لغزو واحتلال العراق 2003  } ، وكذلك يجمعهما هدف مشترك أخر هو إقامة نظام سياسي جديد على غرار  (( النظام الأسلامي  )) في أيران  ويمكن ملاحظة الخارطة السياسية للأحزاب اللااسلامية التي تدعي انها معارضة  وهواها أيران  أو أحزاب تختلف فيها الرؤى السياسية وتتباين فيها اجنداتها العراقية (( المعارضة )) وتنظيماتها وتوجهاتها فمنها الديني والعلماني ولألحادي ومنها ذي طابع الأسلامي وآخر مسيحي ومنها أحزاب قومية كالتركماني والكردي والآشوري ورغم ان هناك تعارض كبير واختلافات عديدة بين هذه الأحزاب وتوجهاتها الايدلوجية لكنها تشترك في بوتقة واحدة وهي كراهية النظام الوطني العراقي والعمل على إسقاطه وباي ثمن حتى ولو كانت العمالة والخيانة

 

يتبع بالحلقة الاخيرة

 






الاحد ١٨ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة