شبكة ذي قار
عـاجـل










الغزو الأمريكي للعراق ... احتلال أم تحرير؟

علي العتيبي

 

شهر نيسان شهر التناقضات التي نعيشها ففي يوم 7 نيسان احتفلنا بالذكرى 76 لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي وفي يوم 9 نيسان تذكرنا وبمرارة اليوم الذي تم فيه احتلال العراق بغزو بربري اجرامي غاشم خارج عن كل القوانين والأعراف الدولية.

حينما نستذكر هذا اليوم الأسود في تاريخ العراق والأمة العربية والإسلامية والإنسانية فإننا أيضاً نفخر بالمواجهة الوطنية التي قامت بها قواتنا المسلحة بكل صنوفها مع فدائيي صدام والجهاز الحزبي والاخوة المتطوعين العرب، ولو قارنا بين القوات المهاجمة والتي تضم فيها ما يطلق عليه الدول العظمى بالأجرام امريكا وبريطانيا وتوابعهما الاذلاء المجرمين من الدول الاخرى والتي لا تقل قواتها اجراما بحق العراقيين عن اجرام امريكا لان هذا العدوان تحالفت فيه كل قوى الشر والنفاق والرجعية ضد المارد العراقي الذي حاول أن يحفظ للأمة العربية كرامتها ولكن مع الأسف جاءت الضربة في الخاصرة من أخوة يوسف.

بدأ العدوان الاجرامي على العراق يوم 19 آذار 2003 وأعلن عن دخول بغداد في 9 نيسان 2003 بعد مقاومة وطنية شرسة أبلى فيها أبناء العراق ومن معهم بلاء بطوليا منقطع النظير بحيث عجزت القوات التي انطلقت من الكويت والخليج العربي أن تدخل أم قصر ثم البصرة التي صمدت كما صمدت معها بقية المدن مما اضطر رئيس وزراء بريطانيا المجرم بلير بأن يرسل وزير خارجيته سترو لمقابلة الرئيس الإيراني خاتمي للمساعدة في احتلال العراق من خلال السماح للقوات البريطانية ان تدخل الى قاطعي البصرة وميسان من خلال الحدود الايرانية وهذا مالم تكن قيادة النظام الوطني ان تتوقعه فجاء الغدر الاخر من جارة السوء والشر والغدر والخديعة والخيانة إيران الشر.

أما القوات الأمريكية فحاولت أن تسيطر على منطقة حيوية من أجل احباط القوات المقاومة العراقية من خلال الدخول الى مطار صدام الدولي واعلن الاعلام الامريكي والغربي ومعه إعلام الببغاء العربي بأن القوات الامريكية قد سيطرت على مطار بغداد ولكن خرج لهم وزير الإعلام الأستاذ محمد سعيد الصحاف في المؤتمر وقال قولته المشهورة (سنقاتلهم الليلة قتال غير تقليدي) وهذه الكلمة جعلت الادارة الامريكية تعيد حساباتها لمعرفة الطريقة وفعلا في تلك الليلة كانت المعركة القاصمة لظهر امريكا حيث أبيدت القوات الأمريكية في المطار عن بكرة أبيها والتي نجا منها فقط الطائرة المحملة بالجنود والتي هربت قبل الهبوط، وكان احتفال القوات العراقية بهذا النصر الكبير من خلال تجوال سيارات تحمل رؤوس الامريكان لعرضها على المواطنين في منطقة العامرية وما جاورها وقد كاد المجرم بوش الصغير ان يعلن الانسحاب لولا تدخل مجرم الحرب تشيني الذي يحمل حقدا على العراق نتيجة اذلال قواته في صحراء الناصرية عام 1991 حينما كان يشغل منصب وزير الدفاع الامريكي والتي وقتها اجبرت بوش الاب بإعلان وقف اطلاق النار من طرف واحد (وهذه لها قصة وغصة) خشية الخسائر التي كادت تتكبدها امريكا في معركة الدبابات المعروفة ولغرض الانتقام صار القرار بتدمير القوات العراقية في المطار بالقنابل النووية المحدودة والتي تذيب اللحم والحديد وفعلا تم قصف المطار بهذه القنابل وبعد هذه الجريمة اتخذ شهيد الحج الاكبر الرئيس القائد صدام حسين قراره بانتهاء الصفحة الاولى من المعركة وهي معركة المواجهة العسكرية وقال كونوا تحت الارض لتبدأ الصفحة الثانية وهي صفحة المقاومة الوطنية التي بدأت في اليوم التالي للاحتلال وحين سؤل عن السبب فكان الجواب بعد معركة المطار فان امريكا اصبحت كالثور الجريح واي مواجهة عسكرية كالتي واجهتها في المطار فأنها ستضرب بغداد بالقنابل النووية ولا نريد ان نضحي بالشعب.

وانتهت المنازلة في الصفحة الاولى وبعدها بشهر اعلن المجرم بوش الصغير بانتهاء العمليات العسكرية، ولكن مما يدمي القلب بعد اعلان المجرم بوش هذا الاعلان قام قائد القوات الامريكية التي احتلت العراق فورا بجولة على الدول العربية التي استقبلته استقبال الفاتحين ومنحته اعلى الاوسمة والانواط.

ان الحرب العدوانية التي بنيت على اكاذيب ودس مخابراتي لإرضاء غرور الصهيونية والادارة الامريكية ومجرميها بوش وتشيني ورامسفيلد ورايس وباول وغيرهم يتبعهم كلبهم الذليل بلير بشن هذا العدوان وظهر للعلن التحالف الثلاثي الغادر والذي نطلق عليه تحالف الصادات الثلاث لان الحرب وضعوها على اساس ديني فكانت ص الصهيونية و ص الصليبية و ص الصفوية الفارسية وهذا التحالف ليس وليد اليوم بل هو تحالف تاريخي عبر التاريخ للطعن في العرب وتدمير كل ما يمت للامة العربية فقد كان العراق هو راس الرمح وجمجمة العرب فباحتلاله يكون هذا التحالف قد انقض على الامة العربية وهذا ما نراه بشكل جلي وقد تحققت اهداف الصهيونية بتدمير العراق وتهجير اهله وقتل علمائه وقادته وتحقق للصفوية التغلغل داخل المجتمع العراقي باسم المذهب وتحقق لأمريكا وصقورها ابتلاع ثروات العراق من خلال السيطرة على موارده الطبيعية ومنها النفط من خلال شركاتهم .

في العنوان وضعنا سؤال هل هو احتلال ام تحرير والجواب هو الاثنان لأنه احتلال لبلد ذو سيادة ومن المؤسسين للأمم المتحدة والاخر تحرير لأنه اراد تحرير العراق والعراقيين من القيم والاخلاق والروح الوطنية والانتماء القومي والروحي لعروبته ودينه. وما نراه من احداث منذ 2003 وحتى يومنا وما نسمع ونشاهد من احداث داخل المجتمع تشيب لها الولدان من احداث وامور لم تكن موجودة في مجتمعنا وما تزخر به مراكز الشرطة وما يتداوله المواطنون يجعل الانسان يتقزز من هذه الافعال المنافية لكل الاخلاق والقيم ناهيك عما تقوم به إيران من تغيير في التركيبة السكانية وتحريك عملائها الذين يتصدون الحكم في العراق والذين ليس لهم هدف سوى تدمير العراق وتخريبه وجعله ولاية ايرانية وهذا ما أعلنه أكثر من قائد ايراني وما صرح له قادة ميليشيات بأنهم يتبعون الولي الفقيه في إيران.

اليوم وبعد عشرين سنة من دخول الساقطين إلى بغداد ماذا نحن فاعلون؟ ... أين الغيرة والحمية العراقية؟ وأين الروح الوطنية التي قاتلنا بها العدو الإيراني في قادسية صدام ولاحقاً في أم المعارك حينما واجهنا عدوان أكثر من 40 دولة والذي أطلقنا عليه التحالف الثلاثيني وآخرها معركة الحواسم والتي تكالبت فيها كل قوى الشر والظلام ضد العراق والمؤامرة التي حيكت ضده والتي نطلق عليها حكاية المرأة الشريفة بين العواهر والتي رفضت أن تبيع شرفها فتوحدت عليها العواهر وقتلتها لأنها رفضت الانصياع لهن وهذا هو حال العراق في الأمة مع الأسف.

إن أحرار العراق الوطنيين موجودين ويمارسون دورهم النضالي والجهادي من أجل تحرير وتطهير العراق من الغزو وتبعاته والمطلوب هو الانقلاب على الذات والأنانية وحب التسيد وأن نتوحد من أجل العراق ويبدأ تحرير العراق من تحرير النفوس والتحرك لتطهير شعبنا من الدنس الذي أصابه من خلال العملاء والذي تنطبق عليهم المادة 159 في القانون العراقي رقم 111 لسنة 1969 (قانون العقوبات العراقي).

لأن هؤلاء هم رأس الحربة للمحتل الامريكي والايراني وبالخلاص منهم سينتهي المحتل كما ان للأعلام الدور الكبير في التثقيف يلحقه اهل الخبرة والدراية في القانون وقد توفرت لهم كل المستندات التي تدين الاحتلال بكل دوله ومن ساعد وساهم وحرض فيه دولا واشخاص ولن نستثني احد وعلينا ان نفعل ذلك ونعمل كما عمل الخبثاء العملاء ولكن نقول الحقيقة وليس التزوير كما فعلوه هم بناء على اوامر اسيادهم ونحن مالم نكن قوة على الارض يحسب لها حساب فسنبقى هكذا وعلينا الاقتداء بطالبان والتي اصلا اقتدت هي بالمقاومة الوطنية العراقية لأننا نعلم جيدا ان طالبان لم يكن لديها جهد مقاوم واضح بعد احتلال افغانستان ولكن بعد احتلال العراق وبروز المقاومة الوطنية في اليوم التالي حفز طالبان وجعلها تنهض لمقاومة الاحتلال الامريكي وحققت الى ما تصبوا اليه وكما يقول أهلنا دوما الحق بالسيف.

إن استذكارنا ليوم دخول الساقطين يحفز فينا الروح الوطنية الثورية والوثابة للمجابهة الوطنية التحررية وبأذن الله سيكون يومها قريب.






الخميس ٢٢ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي العتيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة