شبكة ذي قار
عـاجـل










قراءة في المخاض الفكري القومي الوحدوي للبعث الخالد ببعده العروبي الإسلامي -  الحلقة الأولى

 

زامل عبد

 

الواقع العربي الحالي المفروض بقوة من قبل القوى المعادية للامة العربية والإسلام المحمدي ان كانت قوى عالمية او إقليمية أو من خلال ادواتها الولائية  يتطلب  من وجوبا" الخوض في التأريخ لبيان  موطن الاصالة وما نتج عنه  للحفاض على الهوية القومية ومحتواها الديني الذي يعبر بحقيقته وجوهره البعد الثوري الذي اعطى مفهوم القومية بعدها الإنساني التفاعلي مع معانات أمم وشعوب أخرى ضحية الهيمنة  والاطماع والاستغلال في كل انواعه واشكاله  ،  وبهذا المدخل لابد من الوقوف عند ما أكد علية البعث الخالد بخلود نقاوة أفكاره وتلبيتها لحاجات الامة وجماهيرها صاحبة المصلحة الحقيقية باي تغير بنيوي في كافة مناحي الحياة  منذ المرحلة التأسيسية أي قبل الاعلام الرسمي عن تأسيسه  (( ان العمق الفكري في فهم العروبة يأتي من خلال الاكتشاف الحقيقي للإسلام  )) ، فكانت فلسفة الفكر القومي للبعث تنطلق من أن الإسلام احد أهم مقومات الأمة العربية ، وتطور هذا الفهم العميق للإسلام وعلاقته بالعروبة الى ان الامة العربية هي امة الإسلام ، فالقائد المؤسس المرحوم أحمد يوسف عفلق يقول في اربعينيات القرن العشرين (( بدافع من الحب للامة العربية احببنا الإسلام )) ويقول أيضا  ((  وبعد أن اقتربنا أكثر من فهم الإسلام ، أضحى حبنا لأمتنا يتلخص في حبنا للإسلام ، وفي كون الأمة العربية هي أمة الإسلام )) أما البعثيون الذين اعتمدوا على ثقافة التفاعل الجدلي ما بين  العروبة والإسلام كروح وثقافة وتراث سياسي فلم يكونوا بمنأى عن عصف المراحل الدينية اللاحقة حيث أدت ظروف ما بعد الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق ومن تحالف معه  إقليميا ودوليا وخاصة الشعوبيين والصفويين الجدد وتمكن الأحزاب والتيارات والكتل التي تدعي زورا وبهتانا" انها  تنتهج منهج ال بيت النبوة عليهم السلام واقصد هنا – التشيع السياسي المتمثل بولاية الفقيه وما يتطلع اليه ملالي قم وطهران -  من الهيمنة على المشهد السياسي العراقي ما بعد 2003 واهتزاز البنية العقائدية واختلالها لصالح الاستقطابات الطائفية  وخاصة عند من عميت بصيرتهم وانحرفت ضمائرهم ، عام 1975 كان المرحوم القائد المؤسس نشر كتابه المعنون ( البعث والتراث ) الذي عاد لكي يؤكد فيه على المقولة التي طالما اعتبرها حجرا أساسيا في فكر الحزب وعقيدته والتي أكد فيها على أن (  العروبة جسد روحه الإسلام  ) ومع مقولة    (( كان محمد كل العرب فليكن كل العرب هم محمد )) التي شكلت ارهاصا مدويا في خطابه الذي ألقاه من على مدرجات جامعة دمشق في ذكرى مولد الرسول العربي المضري الامي المكي الهاشمي محمد بن عبد الله صل الله عليه واله خير البشرية  والذي  اختزل بعنوان ( ذكرى الرسول العربي )  فإن المقاربة النظرية التي حاول المرحوم القائد المؤسس  من خلالها أن يستدعي تاريخ العرب , يوم تشكلت أمتهم من خلال الإسلام  وذلك لغرض أن يبعث الروح في حاضرهم الممزق والمتهالك  بفعل ما سببه النظام العثماني ومن خلفه  بعقدهم الصليبية وشهوتهم الاستغلالية لثروة الامة  وموقعها الجغرافي الاستراتيجي , فالمرحوم  القائد المؤسس احمد يوسف عفلق ورد في حديث له مع مجلة افاق عربية الصادرة ببغداد في أيلول عام 1976 الاتي  ((  في قراءة جديدة للإسلام ، كشفت لنا حقائق أساسية في روح شعبنا ونفسيته ، واضاءت لنا طريق العمل الثوري  وثمة واقع ذاتي ، جاء في الوقت نفسه تعبيرا عن واقع موضوعي .. الواقع الذاتي هو انني شخصيا ، في بداية تكوين الحزب اكتشفت الإسلام ، أقول اكتشفت ، ولا أعني أنني لم أكن اعرف الإسلام فقد كانت هناك ألفة منذ الصغر اكتشفت الإسلام كثورة  كتجربة ثورية هائلة ، وقرأته قراءة جديدة من هذا المنظار  في أنه  عقيدة ، ونضال في سبيلها  وقضية هي قضية الامة ، وقضية الانسانية   بل انه قضية امة بتصور انساني أوسع  ))  ، هكذا ربط البعث ومؤسسه المرحوم أحمد يوسف عفلق العروبة بالإسلام ويضيف في نفس اللقاء (( ان المسلم لا يكتشف الإسلام .. وكذلك البعيد عن الإسلام . الذي يكتشف ، ينبغي أن يجمع بين الاستعداد النفسي وبين الجدّة .. أي ذلك الذي لم تضعف العادة والالفة حساسية عينيه واذنيه .. فالمسلم الذي نشأ في بيت مسلم من طفولته ، واعتاد دوما سماع الكلام عن الإسلام ، يتكون عنده نوع من الضعف في رهافة الحس والذهن ، فلا يرى الجديد في هذا الكلام ، ولا يدرك المعنى العميق والهزة الروحية ، كما يحصل حين يهزك الكلام الذي تسمعه لأول مرة )) 

 

يتبع بالحلقة الثانية

 






الخميس ٢٢ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة