شبكة ذي قار
عـاجـل










قراءة في المخاض الفكري القومي الوحدوي للبعث الخالد ببعده العروبي الإسلامي – الحلقة الرابعة

 

زامل عبد

 

من خلال ما يقوم به دعاة جماعة الاخوان المسلمين والتنظيمات التي خرجت منها مثل الفاطميين ( حزب الدعوة اللااسلامي حاليا" ) وحزب التحرير وغيرها من الأحزاب والتيارات والحركات الدينية التي خرجت منها والتي تعتبر اي حزب لا يطبق الشريعة بحذافيرها كما هو السلف السابق كفرا وخروجا على احكام الشريعة  فكان الخيار هو الأفق الاوسع  المعبر عن حاجات الامة والانسان العربي  وما يشن من هجمة حقودة التقت فيها شعوبية التيارات اللاقومية والتي تتجسد في افكارها عقدة الترابط فيما بين العروبة والإسلام  والتي تناولها  تقرير المؤتمر القومي وادبيات الحزب البسيطة  وهي المادة التثقيفية ، وكان فيه كثيرا من الصعوبة بالفهم علينا نحن الشباب في ذلك الحين ، فقراءاتنا المتعددة والمتنوعة كانت تثير فينا أسئلة كثيرة عن حقيقة الاختلاف بين ما نجده في كتابات الماركسيين وبين ما نجده في كتابات القوميين العرب ،  خصوصا كتابات المرحوم القائد المؤسس  في جملة من التساؤلات  الفكرية  ( ماذا تعنى الاشتراكية العربية ؟  ) وبما ان الاشتراكية منهج علمي كيف يكون هناك اختلاف بين الاشتراكية العربية والاشتراكية العلمية التي تبناها الفكر الماركسي والنظرية الشيوعية ؟ و ( ما معنى العلمانية ؟  )  و ( ماذا يعني المشروع القومي الاشتراكي العلماني ؟  )  و  ( كيف يرفض الحزب الالحاد ويناهض الشيوعية فكريا ؟  ) و ( ما موقفنا من الأحزاب الدينية ؟  )  وكان رفاقنا المسؤولين عن تثقيفنا لا يستطيعوا الإجابة  بالمباشر وبوضوح شافي لتساؤلاتنا الكبيرة  فلم يكن الجميع على مستوى تعليمي وفكري قادر على تحليل فكر الحزب بشكل واضح  واستنباط  الجواب   الموفي للغرض ، وكانوا يعدونا أن يحضروا لنا الإجابة لاحقا عندما يرد جواب مكتب الثقافة في الحزب على ما نطلبه من إجابات  ، وكنا نواجه أي البعث الخالد ومناضليه هجمة شرسة من جهات متعددة الأحزاب الشيوعية في الوطن العربي ، والتي كان انضجها وافضل مفكريها يعتبرون البعث مرحلة من مراحل التطور سيكون مآله ليكون جزءا من الماركسية في مراحل التطور الحتمي  وان الفكر القومي الذي يطرحه البعث ما هو الا مرتبطا بمرحلة التحرر والاستقلال الوطني وما يقوم به الدعاة  الإسلاميين من تزوير وافتراء  لتأليب الرأي العام على البعث وتوجهاته الفكرية وكانت اخطر المراحل التي مر بها البعث الخالد ما بعد ردة تشرين السوداء في العراق الفعل الذي قامت به اللجنة العسكرية بقيادة حافظ الأسد  والذي ولد التمرد على الشرعية  الحزبية  للقيادة القومية للحزب وقيادة القطر السوري  وكان ذلك عام 1966 ليضيف ضبابية اكبر على فهمنا الفكري لفلسفة الحزب القومية خصوصا عندما بدأوا المراهقين السياسيين والمتطلعين للسلطة ، يطرحوا قضية اليمين واليسار في الحزب واعتبار جناح الحزب الشرعي يمينيا ويطرحون انفسهم بانهم الثوريون وهؤلاء اغرتهم الماركسية والشيوعية في طروحاتها وكذلك بعض القوميين العرب الذين انحرفوا بالفكر القومي نحو الماركسية والاشتراكية العلمية ، التي تناقض ديننا وتراثنا  وضاعوا بين القومي والماركسي  ، ظلت هذه التساؤلات تطرح نفسها بقوة وكانت الإجابة تأتي من قبل القائد المؤسس رحمه الله  ((  البعث ليس حزب نظرية كاملة ولا فلسفة معينة ،  بل انه حزب قومي ايماني يعتبر الرابط بين الإسلام كدين وثورة وبين العروبة كأمة هو أساس تكوينه الفكري ،  وان نظريته ستتكامل من خلال النضال اليومي وما هذه التجربة التي تكتبوا صفحاتها بفعلكم الحالي الا اغناء لنظرية الحزب ، كنا نرى الإسلام من خلال العروبة واليوم نرى العروبة في الإسلام  ))  وما تحدث به القائد المجدد المرحوم صدام حسين  في ندوات معسكرات العمل الشعبي في ابي منيصير والخالصة  ، ويعود المرحوم القائد المؤسس ليوضح منشأ الفكر البعثي في خطابه بمناسبة ميلاد الحزب 7 نيسان عام 1977 بقوله (( بالنسبة الى بذور فكرة البعث ، التي كانت ارض سوريا العربية موطنها الاول .. كانت بداية لقاءين حاسمين في أثرهما العميق  لقاء مع الفكر العلمي العقلاني التحرري الحديث   ولقاء مع الإسلام العربي ورسوله الكريم ، لقاء الحب والاعجاب والانتماء الحميم )) وبهذا  يمكننا القول ان اكتشاف المرحوم القائد المؤسس للعلاقة بين العروبة والإسلام هو الذي ميز المشروع الفكري والبرنامج العملي للبعث الخالد ، فابعده عن الفكر القومي الشوفيني المنغلق والمناهض لمبادئ الدين ، التي تعتبر البشر متساويا وخيرهم عند الله اتقاهم ، وعن الليبرالية الغربية العلمانية الرافضة للدين من خلال الفصل الكامل بين الدين والدولة ، وعن الماركسية الشيوعية الكافرة بالدين والتي تعتبر الدين افيون الشعوب

 

يتبع بالحلقة الأخيرة

 






الثلاثاء ٢٧ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة