شبكة ذي قار
عـاجـل










القومية العربية جذور النشأة واتجاهات المستقبل وموقف الإسلاميين -  الحلقة الثالثة

 

زامل عبد

 

 ردا" على فكر او رؤية الإسلاميين السلفيين ان كانوا من جماعة الاخوان او غيرهم ، كان للدكتور يوسف إدريس سؤالا مهما وحيويا هل الإسلام ضد القومية ؟  وكانت الإجابة وملخصها باختياري لبعض مفردات اجابته هي {{  أصبحت الهم الشاغل لرجال الدين عندنا  وللوعاظ وللعلماء ،  ومنهم تسربت إلى جماهير الشعب العربي  ظاهرة الخوف المفاجئ على الإسلام من أهله ومن المسلمين  ،  والدعوة الحارة الزاعقة للعودة إلى الإسلام الصحيح ، وإلى ما كان عليه المسلمون حُكَّامًا ورعيةً في الصدر الأول للإسلام ، وكأنما ما عندنا مسلمون ، وكأننا كفرنا من زمن ، وكأنما الحل الوحيد والأوحد لكل مشاكلنا النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية هي في التطبيق الفوري للشريعة  الإسلامية أو بالأصح لقانون الجنايات الإسلامي وإخفاء المرأة داخل البيوت باعتبارها جهازًا شيطانيًّا لإغواء الرجل وفتنته وإلهائه عن دينه ودنياه  ، ويضيف استنتاجا لما حصل في مصر العربية (( الدعاية الإسلامية لصنع غطاء يستطيع السادات أن يصطلح به مع اليهود ويُسلم مصر-  ومِنْ ثَمَّ العرب - لأمريكا  وبالتالي لإسرائيل )) ويؤكد ان (( تُطالب بالحكم الشرعي الإسلامي وجاءت ثورة الخميني لتثبت للمطالبين أنه بالإمكان فعلًا وعمليًّا قيام حكومة إسلامية يتولاها المشايخ والوعاظ وأمراء الجماعات الإسلامية السرية ))  ويشير بوضوح مؤكدا" (( ففكرة القومية العربية التي استوحاها جمال عبد الناصر من الأفكار البعثية ، والتي تجسدت فيه زعيمًا لها وقائدًا ومبشرًا ، هذه الفكرة كانت تُزعج الاستعمار الجديد الذي حل بالمنطقة العربية بعد غروب الاستعمار القديم ، أو بالتحديد الاستعمار الأميركي والإسرائيلي . كانت تزعجه إزعاجًا هائلًا وعظيمًا  ،  فهي تارة قائمة على الوحدة الكاملة للأرض العربية والمحافظة عليها ، في نفس الوقت الذي كان تلهب فيه عواطف الجماهير العربية المتعطشة للتكتل والاندماج  وليس أخطر على المصالح الاستعمارية في المنطقة من شعب عربي مترامي الأطراف ، يبحث عن عقيدته ووحدته ، ويطالب بأرضه كاملة وباستحقاقاته كاملة ، ويملك زمام أمره ونفسه وبتروله وثروته )) ولكن بعد وفاة الرئيس عبد الناصر ، وغياب قائد القومية بدأت لدى المحافل الاستعمارية تنبت فكرة إحلال - الفكرة الإسلامية - ، محل القومية العربية خاصة وتجرِبة أمريكا مع بلاد مثل باكستان أثبتت أن التعامل مع الفكرة الإسلامية في إطار باكستاني أو على شكل باكستاني أو سوداني أو غيرهما يسهِّل لها معركتها تمامًا مع العرب والمسلمين  ،  فالإسلام الأميركي يصبح الانتماء فيه للعقيدة وليس للأرض والمطالب الدنيوية والعلمية والتكنولوجية  ، إسلام تصبح مشكلة المسلم فيه هي أنه هو المخطئ  ،  وهو المقصر في حق ربه وشريعته ،  وأن عمله الأوحد والوحيد هو أن يعود مسلمًا ، نقيًّا وطاهرًا . وبهذا وحده تُحَل كل مشاكله الدنيوية والأخروية بالضرورة ، وقد يستنكر الكثيرون هذا النوع من الافتراض أو التحليل ، ولكن الوقائع التاريخية الثابتة تؤكد أن الأمريكان لم يقفوا أبدًا ضد قيام حكم إسلامي إيراني ، بل إن إسرائيل نفسها وجدت في قيام دولة إسلامية دعما" لحجتها في قيام دولة يهودية  وذلك تطبيقًا لخطة بعيدة المدى تؤدي إلى تغيير الخريطة السياسية للعالم العربي والإسلامي والشرق الأوسط  وبدلًا من الحكومات الوطنية أو القومية تقوم دول إسلامية ، سنية أو شيعية ، أو درزية أو علوية ، أو مارونية أو قبطية ، على النمط  (( اليهودي الإسرائيلي  )) الذي ستصبح فيه إسرائيل بالتبعية أهمَّ وأذكى وأخطر تلك الدول الطائفية والنِّحَلِيَّة  }} ،  واني كتبت في 7 / تشرين الأول / ٢٠٠٩ م  - القومية المؤمنة الحلقة الثانية – ونشر في شبكة المنصور الاتي (( كراهية القومية العربية هي خصلة يشترك فيها كل أصحاب العناوين المريضة المتخذين مسميات مظهرها العلم والحداثة وباطنها النقيض العام ، وان القومية لا يخفيها أن اتخذت هذه القوى أساليب أخرى في الهجوم عليها تختلف عن المبررات الدينية " الموهومة  " التي استند إليها من مدعي السلفية أو التابع المطلق لأتباع الصفوية الجديدة التي تتخذ من الإرث الكسروي المعادي للأمة العربية قاعدة أساسية لفكرها وسلوكها وما إيران الخميني ببعيدة عن هذا الوصف ولا نغفل البعد السياسي في ترويج هذه الكراهية وترسيخها في كل عنوان يختلقه السياسي لخدمة مصالحه ، إن لم يكن هو المحرك الأول والأساس ، وكما توحدت العناوين المفلسة الرجعية الخائبة في تحالف  شرير على القومية العربية وسعت لضربها وتشويه مبادئها الحسنة وإثارة الغبار على نهجها والتهوين من إنجازاتها والحقد على رموزها الخالدة وعلى رأسهم القائد الشهيد صدام حسين أسكنه الله فسيح جنتنه وأرضاه في عليين والمرحوم جمال عبد الناصر ، رغم التباينات في رؤية الواقع العربي والضرورات التي لابد من خوضها لتحقيق فعل الدفاع المباشر عن الأمة وإرادة جماهيرها ومصالحهم المشروعة  ))   

 

يتبع بالحلقة الرابعة

 






السبت ٩ شــوال ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة