حقيقة المشروع الأمريكي في العراق وما يقال فيه - الحلقة الأولى
زامل
عبد
العراق ما بعد ثورة 17 – 30 تموز 1968 أصبح بؤرة الاشعاع الثوري التنموي
في محيطه العربي والإقليمي والعالمي في آن واحد لأنه ميدان التطبيق الفعلي للمشروع
القومي النهضوي الذي آمن ويؤمن به البعث الخالد لتمكين الامة العربية من امتلاك مقومات
القدرة على التصدي لكل أشكال العدوان النابع من الحقد الدفين لدى الفرس الصفويين الجدد
والمستعمرين القدامى والجدد المتطلعين إلى نهب ثروات وخيرات الأرض العربية وإبقاء الوطن
العربي سوقا مفتوحة لتصريف منتجاتهم ، أي إبقاء الوطن العربي مستهلك فقط ولاحق له الارتقاء
الى مستوى الإنتاج والتطور التكنلوجي ومن هنا
يمكن ان نقول ان عنوان أسلحة الدمار الشامل الذي اتهم به العراق وقيادته الوطنية القومية
هو جيش العلماء والمبدعين الذين افرزتهم سنين العدوان المبيت من قبل ايران الملالي
واسيادهم ومن تحالف معهم من عرب الجنسية ، والحصار
الجائر لأنه اعطى العراق وشعبه القدرة على
طرح الذات والتعامل مع العلوم والتكنلوجيا بإيجابية كاملة فقبل الابداع العلمي في طائرة
عدنان 1 وعدنان 2 وصاروخ الحسين والعباس كان صاروخ العابد الذي مهد الطريق واسعا للعراق
وتعامله مع علوم الفضاء وكل هذا يشكل في نظر
الأعداء السلاح الأخطر الذي لابد من منع العراق خاصة العرب عامة من امتلاكه ، بهذا
الايجاز نتوقف عند كلمات الحقد والعداء التي اطلقها وزير خارجية أمريكا الأسبق بيكر
عند لقائه مع المغفور له الرفيق طارق عزيز وزير الخارجية في حينه عند قوله (( سنعيد
العراق الى ما قبل الثورة الصناعية
)) أي تجريد العراق من كل مقومات التقدم
العلمي والتكنلوجي وفي يوم 23 اذار 2003 اعلن
المجرم بوش الابن على مسمع من العالم تحذيره للعراق بالرغم من استجابة القيادة العراقية
للمساعي الدولية لمنع وقوع الحرب مطالبا بوقاحته وصلفه الإرهابي القائد الشهيد الحي صدام حسين بالرحيل عن العراق مع ولدية عدي وقصي
محددا 83 ساعة والا سوف يواجهون الحرب وطالب
المجرم جورج بوش البعثات الدبلوماسية والصحفيين والأجانب مغادرة العراق كما انه طلب
من الجيش العراقي عدم التعرض لقوات التحالف الأمريكي , بل عبر في خطابه عن مدى الحقد
والكراهية والاجرام عندما قال وبالحرف الواحد (( إن كل
من يطيع اوامر صدام فهو مجرم حرب , وإنه سيُدخل الجيش الأمريكي الى العراق سواء غادر
صدام ام لم يغادر العراق )) بعد انتهاء المدة التي حددها ترجم انذاره بالغزو
لاحتلال ألعراق في يوم 30 اذار 2003
الذي تم فيه اطلاق ما يقارب
80 صاروخاً من الخليج العربي إيذانا
ً ببدء الحرب على العراق ودخلت القوات الامريكية
وحلفائها مدينة الفاو وتم السيطرة عليها بعد مقاومة البحرية وقوات المشاة العراقية
لها ، اما القوات البريطانية فقد دخلت ام قصر وخاضت معارك شرسة استمرت لعدة أيام وتم
السيطرة عليها بعد التنسيق فيما بين التحالف ونظام الملالي الذي مهد الطريق للقوات
البريطانية لتطوق القوات العراقية المدافعة عن ام قصر , ثم اتجهت قوات التحالف الى
مدينة البصرة لاحتلالها فيما فتحت القوات جبهات أخرى للسيطرة على بقية المحافظات العراقية
في الوسط والجنوب وهنا لابد من الإشارة الى
ان المتفرسين بقوات غدر - بدر - ومن
هم على شاكلتهم قاموا بتامين الخطوط الخلفية للقوات الغازية بتوجيه من حاخامهم خامنئي انتقاما من العراق وشعبه وجيشه الذي جرع خميني كأس
السم الزئام في يوم الأيام 8 أب 1988 ، بيان ذلك كمدخل لطرح المشروع الأمريكي الذي تحالف
معه كل من أعمى بصيرته وعقله وضميره الحقد والكراهية والشعور بالنقص لما هم فيه من
خيانة وانبطاح امام ثالوث الشر ، وقد حظي المشروع الأمريكي في العراق بعد عام 2003
باهتمام المختصين في الجغرافيا السياسية كونه يحمل ابعادا ً ومضامين جيوسياسية تؤثر
على السياسة الدولية والنظام الدولي عامة ،
وتجدر الإشارة الى إن هذا المشروع يقوم على أساس غايته محو دولة العراق وبناء
دولة جديدة مفككه تحقق رغبات وتطلعات الإدارة الامريكية في الدولة وجوارها الجغرافي
عبر تأسيس نظام سياسي تابع لركب السياسة الامريكية ولا يهدد الامن (( الإسرائيلي )) وقائم
على أساس المحاصصة والتوافقية الحزبية والمكوناتية ويمكن ان نحصر ذلك بالملاحظات التالية {{ العمل بكل قوة لإبعاد كل البعثيين والعراقيين
الاصلاء والشرفاء عن مفاصل الدولة العراقية
ما بعد 2003 ان كان ذلك من خلال قانون الاجتثاث او حل الجيش والأجهزة الأمنية واطلاق يد الغدر والقتل
والملاحقة ، ودعم التعددية السياسية
المفرطة في الدولة بسبب كثرة الأحزاب السياسية وتفاوت مسمياتها ونشاطاتها إذ وصل عددها
في عام 2005 الى ( 222 ) حزبا ً مما ساعدها على اضعاف الدولة وجعلها تابعة لها ، واستغلت
أمريكا التعدد الاثني في العراق لصالحها في اذكاء الطائفية والفتنة بين أبناء الشعب
العراقي مما اوهن الدولة امام المشروع الأمريكي
، وإقامة نظام سياسي تابع لها الذي
يتكون من التعددية الحزبية والقومية وهذا يسبب فوضى وارباك سياسي في نظام الحكم العراقي
الامر الذي يسهل تدخل أمريكا وايران واطراف إقليمية أخرى في الشؤون الداخلية للدولة
والتحكم في مصيرها وقراراتها التي تهدف الى تحقيق وحماية مصالحها ، وانشاء
حكومة محاصصة على أساس طائفي وحزبي وقومي في جميع مفاصل الدولة مما قيد قدرة العراق
على النهوض وتحقيق تطلعات الشعب العراقي والأخطر هو تأسيس قوات امنية وعسكرية على أساس
طائفي وقومي تفتقر للعقيدة القتالية ودمج المليشيات
الخارجة على القانون والتي ساهمت مع ايران بعدوانها المبيت 1980 – 1988 فيها بل
اعطائهم الرتب والمراتب العليا لتجريد الجيش
العراقي من عقيدته القتالية وجعله تابع لا يمتلك الإرادة الوطنية
والتسلح الحقيقي في الدفاع عن الدولة العراقية بعيدا عن الولاءات الخارجية }}
يتبع بالحلقة الثانية