شبكة ذي قار
عـاجـل










 حقيقة المشروع الأمريكي في العراق وما يقال فيه- الحلقة الثانية

 

زامل عبد

 

وبالرغم من تمكن الإدارة الامريكية  وحلفائها ملالي قم وطهران من تحقيق  مفردات المشروع  الإجرامي إلا أن إرادة الأغلبية الشعبية والرفض المستمر باحتجاجات وتظاهرات واعتصامات في بغداد  والمحافظات الأخرى تم إيقاف  تحقيق الغاية الأساسية منه الا وهي انشاء أقاليم ذات طابع طائفي مذهبي  لتشظية العراق  وتحويله الى دويلات متصارعة وهنا لابد من اشارة الى امر اخر وان كان لدي تحفظ فيه -  ضغط المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف -  لأنها ساهمت بشكل مباشر وغيره من خلال المعممين الذين جابوا المدن والقصبات مروجين لقوائم الانتخابية  حتى انهم ادعوا ان من لا ينتخبها فان زوجته وماله يحرم عليه ، والخروج للانتخاب والتصويت للقوائم بمثابة  المشي مع الامام الحجة الغائب  ،  مما مهد وسهل وصول الطائفيين الموالين لإيران الى دست الحكم والهيمنة على مجلس النواب من خلال التزامها ودعمها للقوائم الانتخابية التي شاركوا بها في الانتخابات التشريعية  والامر الاخر  هو تمرد صانع القرار السياسي العراقي الذي جاءت به أمريكا  توافقا مع ملالي قم وطهران على الإدارة الامريكية عندما رفض الانصياع الى قراراتها واتجه الى ما يسمى محور الممانعة والمقاومة التي ترعاه ايران ليس ايمانا بمقاومة التمدد الصهيوني وعدوانيته -  بل لتحقيق مصالحها الا وهي التمدد في المنطقة لتكون العصى الغليظة المتسلحة بمشروعها التشيع السياسي بعنوان تصدير الثورة لأشغال العرب عن هدفهم المركزي المتجسد في نصرت الشعب الفلسطيني - وهنا إعطاء الفرصة الاوسع والاكبر للمتخاذلين والمطبعين لتحقيق منهجهم التطبيع   بإرادة  أمريكية كما فعل أبناء زايد وملك البحرين وعراب التصهين ملك المغرب والذين ركبوا موجة الربيع العربي كما يسموه في السودان ليعلن العسكر وبدون تردد سياسة التطبيع مع العدو الصهيوني ولا ننسى الدور الذي يلعبه النظام السعودي   ((   في اجتماع المزرعة – مزرعة بوش -  في 26 نيسان  2002 يصّر بوش والأخطر من هذا وذاك أن المسؤولين الأمريكيين  خاصة في البنتاغون  ألمحوا الى ان الأمير عبد الله عبد العزيز ال سعود سمع من الرئيس بوش كلاما واضحا حول أمرين : وقف تبرعات السعوديين لحركة " حماس " الفلسطينية ، ودعم أمريكا علنا في حربها ضد الإرهاب  بما في ذلك على وجه الخصوص الحرب الامريكية المقررة على ما يبدو  ضد العراق  ))  ،  أقول مما اجبر أمريكا على التراجع عن تنفيذ مراحل مشروعها الجيوسياسية في الدولة واللجوء الى مرحلة جديدة لإنجاحه وعليه اتجهت أمريكا الى تنفيذ المرحلة الثالثة من مشروعها الجيوبولوتيكية في الدولة الا وهي نسف العملية السياسية وارجاع العراق الى المربع الأول وليس ادل على ذلك من مساعدتها لدخول تنظيم داعش الإرهابي الى الدولة ودعمه وهنا تمكن الصفويين الجدد من الارتقاء بدورهم الى الواجهة المباشرة تحت عنوان الحشد الشعبي وخاصة الفصائل الولائية تحت يافطة التصدي للإرهاب الداعشي  وتحرير المدن العراقية التي تمكن من التمدد بها  ،  يتواصل الحديث هذه الأيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي  حول وجود مشروع أميركي جديد في العراق يؤدي إلى تغيير شامل على الطريقة الأميركية يتم تنفيذه بوسائل استخبارية بريطانية ومصادر هذا الحديث قنوات ومواقع عراقية وعربية وأميركية ، بينها مواقع لا تمانع في المجاهرة بالانتساب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي وبالتحديد المتمردين على الشرعية التنظيمية والمقصود هنا من تشبع فكره وهوس الذات بالسلوك الانشقاقي المدعي بالأصالة صلاح المختار ومن توافق معه  واصدروا جريدة  باسم البعث ليسوقوا عقدهم وحقدهم  وتضليلهم من خلالها وهم جميعهم لا علاقة لهم بالتجربة النضالية الأولى لمؤسس البعث المغفور له احمد ميشيل عفلق  وذلك لاختيارهم النزوات الذاتية على القيم والمبادئ وخاصه في ظرف امتحان للذات النضالية كي يتمكن مناضلو الحزب من الصمود امام اعتى واشرس هجمة  للنيل من البعث الخالد وتجربته  ومناضليه الاشداء ، وملاحظة أخرى مهمة ينبغي التنويه إليها متعلقة بالترويج للمشروع الأمريكي البريطاني في العراق وما متخذ من قرارات بهذا الصدد من حيث الكمّ والنوع عمّا تم الترويج له قبل سنوات قليلة بسبب ردود فعل إعلان واشنطن التخلي عن العراق وأفغانستان والمنطقة عملياً هو الخروج المسلح من أفغانستان وتسليم الحكم للفصائل الأفغانية المسلحة ، التي حاربتها تحت عنوان عريض كبير ما زال المسؤولون الأمريكان يروجون له هو محاربة الإرهاب بمختلف مسمياته وفصائله وخاصة القاعدة وما خرج منها وان هكذا ترويج اراه لا يبتعد عن منهجية التضليل والخداع التي يتبناها المتأسلمين لإلهاء الشعب عن جرائمهم وتمكنهم من تمرير ما يريدون  بالإضافة الى اغتنام الفرصة لارتكاب جرائهم بحق العراقيين الاصلاء تحت عنوان  حماية العملية السياسية ومنع الاخلال بها وهذا ترجم بالميدان من خلال التصدي لثوار تشرين في ساحات التظاهر والاعتصام وقتل ما يزيد على 800 شاب  وجرح اكثر من 230000 متظاهرا واختطاف وتغييب الكثير ، وبعد تردّي الأوضاع في العراق وتصاعد أزمته

 

يتبع بالحلقة الثالثة

 






السبت ٣٠ شــوال ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أيــار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة