شبكة ذي قار
عـاجـل










الصفوية الجديدة تشيع سياسي لانبعاث الإمبراطورية الفارسية المجوسية  -  الحلقة الأولى

 

زامل عبد

 

أشرت في أخر ما كتبت عن التشيع السياسي الأمريكي والتقائه مع الصفوية الجديدة من حيث الأهداف والغايات التي يحلم بها ملالي قم وطهران وقد بينت الكثير من التوافق فيما بين المنهجين الأمريكي والصفوي من حيث معادات امة العرب والإسلام المحمدي ، ويرى الكثير من المختصين والمهتمين بدراسة الإسلام السياسي ربما يكون التشيع السياسي مرادفا للشيعية السياسية أو أوسع منها قليلا ، فالشيعة المسيسون أو مهوسون بمفاهيم ولاية الفقيه هم التجسيد الواقعي والعملي ألأولى في المليشيات والفصائل الموالية  لنظام ولاية الفقيه في ايران والمسمى بالثورة الإسلامية الإيرانية وتتوجه بتوجهاته في دولها وتقدم انتماءها المذهبي الذي لا يتوافق مع منهج ال البيت عليهم السلام يقيننا على انتماءها الوطني والقومي ، التشيع السياسي أنه المرجعية والأيديولوجية الفكرية التي تدعو للارتباط والولاء لنظام الولي الفقيه وتوجهاته وأذرعه ومواقفه والايمان بانه قدر الله في الأرض التي ملئت ظلما وجورا لان ولي الفقيه هو نائب الامام الغائب والذي بأحكامه وفتاويه يمهد للظهور ، كما ويتسع التشيع السياسي ومعه الشيعية السياسية لأطياف وألوان من غير الشيعة الأمامية - الاثني عشرية -  كالزيدية والعلوية والدرزية وغيرها من الملل والجماعات التي افتى فيها الفقهاء والمراجع الذين لا يؤمنون بنظرية ولاية الفقيه  بانها ملل وجماعات منحرفة وخارجة عن الملة ، الا ان خميني بعد وصوله الى السلطة في ايران بموجب المتغير المخابراتي اعطى الى هذه الجماعات الشرعية واعترف بها لتكون موضع القدم المستقبلي لانتشار نظريته واتباع أيديولوجيته التي ترتكز على تصدير ما يسمى بالثورة الإسلامية الى دول أخرى حيث تدعم حكومة الولي الفقيه بجميع أشكال الدعم المجموعات الأكثر تطرفا نظريا وعمليا داخل المذهب الشيعي ، مثل فئات من الحوثية ، والعلوية والدروز وغيرها ، كما يخترق المذهب السني في بعض جماعاته المتشددة ، مثل القاعدة ومابعدها داعش حيث اثبتت الوثائق التي نشرتها المخابرات الامريكية ذلك ، وحماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، كما قد تتسع دائرته أو تضيق عبر تلاقي المصالح والمقاصد ، وتطابق تصورات الولاء والعداء وهو ما يتم عبر استراتيجيات متعددة ومختلفة للدعم والاحتواء ، مادية وثقافية وسياسية سنحاول الإشارة اليها او توثيقها  منذ قيام ثورة الشعوب الإيرانية ضد نظام الشاه 1979 وسرقتها من قبل الملالي وفق المخطط المخابراتي  سعت حكومتها لاحتكار المرجعية في شخص الولي الفقيه ونظرية الخميني -  ولاية الفقيه  -  التي انفرد بها  والمُتجسدة في حكم -  الولي الفقيه -  والتي شرحها وفصلها في محاضراته التي جمعت فيما بعد في كتابه (( الحكومة الإسلامية )) ، وطبقها بعد تسلطه على الشعوب الإيرانية   رغم أنه لم يكن الأعلى في مقام المرجعية العلمية في حوزة ( قم ) قبل ذلك ولكن عبر ثورته ونظريته نجح الخميني في احتكار الصوت والسلطة على الشيعة   وأنهى ثنائية -  الفقيه والسلطان -  المتوارثة منذ عهد رجل الدين الشيعي علي الكركي ، لتتحول إلى السلطان الفقيه والفقيه السلطان ، أو كما يشرحها  الباحث محمد الصياد   ((  أنّ الدين دخل في أحشاء السُّلْطة فلا وجه لمعارضة رجل الدين للسُّلْطة السياسيَّة على الوجه الذي كان معروفًا في عهد الشاه لأنها صارت متحدثة باسم الإمام الغائب أيضًا ، بل ان رأي السلطة صار ملزما - في القراءة الخُمينيَّة -  لغيرها من الفقهاء ))  ،  وبدءا" لا يوجد مصطلح محدد للتشيع السياسي كونه حديث الاستخدام وارتباطه بإطار الدولة  الإيرانية ما بعد تسلط الخميني  فيها وانه  يقدم رابطته المذهبية على الرابطة الوطنية  أو -  الدولة الوطنية والشراكة فيهما -  وعلينا أن ندرك تميز ظاهرة التشيع السياسي المعاصر عن التشيع التقليدي والتاريخي ، والصراع المسلح من أجل الإمامة قبل الغيبة الكبرى ( التي بدأت عام 329 هجرية )  وبعدها ، وما تبلور خلاله من مقولات عقدية وكلامية ، استقرت منذ القرن الثالث الهجري ، حيث كان الخلاف والحضور المذهبي عقديا في فضاء الأمة بينما ينشط التشيع السياسي ، داخل الأوطان والدول الوطنية  بخطاب سياسي وممارسة صراعية وتغالبيه على السلطة فيها وكان للأعاجم  وخاصة الفرس الدور الفاعل في تعميق  الهوة فيما بين المسلمين وفق اعتقادهم  من حيث النظر الى ما حصل ما بعد الرسول العربي محمد بن عبد الله صل الله عليه واله خير البرية  من حيث احقية الخلافة  وقد اثمر هذا الدس والفتن  ثماره في تمزيق وحدة المسلمين  وا لحق ذلك من ادخال عادات وتقاليد ووسائل على الدين الإسلامي  من ممارسات اعتبروها شعائر إسلامية لابد من احيائها  وها هي اليوم اتخذها المتأسلمين في العراق واليمن وسوريا ولبنان وسائل ومناهج لتمزيق النسيج المجتمعي العربي  ،  والامر الاخر الذي لابد من توثيقه يتميز التشيع السياسي المعاصر عن التشيع التاريخي  والذي يعني { المناصرة او الاتباع من حيث الاعتقاد الفقهي البحت الخالي من كل اهداف ومرامي سياسية } بارتباطه العقدي بنظام الولي الفقيه والدولة الإيرانية التي قامت عليه منذ 11 شباط 1979 ومرجعيته وطاعته في صِدام وتجاوز مع مصالح وطنه ومواطنيه ، وكذلك في تمايز عن الفقه التقليدي للمذهب منذ الغيبة الكبرى وبناء على ما سبق تختلف ممارسات خطاب التشيع السياسي المعاصر عن القديم ، حيث لا يقف عند توظيف الإمامة العقدية والمهدوية الكلامية التاريخية فقط التي تناسب أبناء المذهب الشيعي المتدينين ، وتمثل مشتركا بين مختلف الفرق الشيعية ، ولكن يركز بشكل رئيس على مقولات ودعايات معاصرة للحشد والتعبئة والتجنيد مثل المكاسب السياسية والتغلب والمحاصصة

 

يتبع بالحلقة الثانية

 






الاربعاء ١٨ ذو القعــدة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / حـزيران / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة