شبكة ذي قار
عـاجـل










الصفوية الجديدة تشيع سياسي لانبعاث الإمبراطورية الفارسية المجوسية  -  الحلقة الرابعة

 

زامل عبد

 

من خلال ما تقدم وما ورد بحديث الراحل المرجع محمد مهدي شمس الدين والفقيه صبحي الطفيلي بشأن موضوع التشيع السياسي والتسنن السياسي ما هو الا صناعة السلاطين ووعاظهم وأمريكا وبريطانيا وقد خلص الكثير من المحللين المعنيين بالإسلام السياسي بانه حتى لو عين شيعياً في موقع ما  فهذا الشيعي سيكون خادماً له ولا يخدم الإسلام  والامر هكذا فيما يخص الطرف الاخر -  التسنن سياسيا - والإسلام ليس عشائر سنية وشيعية ، بل دين وحدة  وقد تناول ذلك بكل وضوح الشهيد الحي صدام حسين رحمه الله في  حديثه  -  نظرة في الدين والتراث والتاريخ ـ  في اجتماع مكتب الاعلام بتاريخ 11/8/1977  {{ أن التدخل في الأساليب والممارسات مع الأوساط التي تفهم هذه المسألة فهماً منحرفاً أو التي لا تفهمها فهماً صحيحا لا يحل المشكلة وفي نفس الوقت فان الابتعاد عن الدين بمعنى الالحاد هو نظرة مرفوضة من قبلنا وهي خاسرة في كل الحسابات  ، كيف نتصرف أذن ؟  ، أن بعض القوى المضادة صارت تستخدم الأهداف سياسية  فعليك أن لا تستخدم الدين لأهداف سياسية وان لا تصطدم بهم بشكل مباشر وبأساليب تقليدية ، أن بعض أوساط الرجعية عندما تتصرف تصرفات استفزازية ضد الثورة تحت غطاء الشعائر الدينية فإنها ، وبدافع من الاستعمار ، تقصد جر الثورة وأجهزتها الى التداخل في الشؤون الدينية وفق صيغ وأساليب غير متوازنة بما يثير بما اوساطا شعبية هي جزء من الحركة العامة للثورة ومصلحتها جزء من مصلحة الثورة ، إن سعي بعض الأوساط المشبوهة في هذا الاتجاه يقصد منه دفع الأمور الى الحد الذي يجعل بعض الحزبيين والعاملين في أجهزة الدولة يتصرفون تصرفات غير منضبطة وغير واعية ، من شأنها أن تأخذ الأغلبية بجريرة الأقلية المنحرفة ، في الحكم العام او في الإجراءات التفصيلية ، قاصدة من ذلك تحقيق هدف عزل الثورة عن جماهيرها ودفعها الى حالة الخنادق المتداخلة بحيث يصعب التميز بين العدو والصديق فتصيب بندقية الثورة صديقا او ابنا للثورة في الوقت الذي تقصد فيه إصابة اعدائها من العملاء والمنحرفين  ،  ان هذا الأوساط الرجعية المنحرفة والتي يحركها الأجنبي على الاغلب ، تدرك بانها غير قادرة على كسب الناس من خلال طرحها لحزب سياسي مضاد لحزب البعث العربي الاشتراكي لذلك فإنها تتوجه الى جر بعض الأوساط من الناس خلال دعوتهم الى ممارسة الطقوس الدينية وفق صيغ خاصة , عاملة على تحويل هذا المنهج في وقت لاحق الى ولاءات سياسية مضادة ومناهضة للثورة . ويبني المحركون لهذا التكتيك خططهم بالدرجة الأساس على افتراض أن يصدر عنا خطاْ في التصرف التكتيكي فيسعون لتعتيم نتائجه بما يجعل تأثيراته سلبية على استراتيجيتنا وبما يرجح من حساباتهم في كسب المعركة او على الأقل ان يكون حاجزا نفسيا بين الحزب وافكاره وبين أوساط معينة من الشعب  مما يعطل او يمنع تواصلها مع أفكار الثورة  ، إذن  فان المطلوب منا هو أن نكون ضد تسيس الدين من قبل الدولة وفي المجتمع  وضد اقحام الثورة في المسألة الدينية وان نعود الى اصل عقيدتنا  وان نعتز بالدين بلا سياسات للدين  لأنك حين تجعل من نفسك واعظاً او مرشداً دينياً وتطلب ومن موقع رسمي او حزبي من الناس أن يؤدوا الطقوس الدينية  انما يتوجب عليك أن ترشدهم الى كيفية أداء تلك الطقوس ، وما يترتب عليها من التزامات تبعية  واذا ما دخلت في ذلك فسوف تبدأ المشاكل والتعقيدات  حيث تبدأ الاختلافات وفق اجتهاد المذاهب الإسلامية ، أفليس هذا دخولا في السياسية الخاسرة من أخطر أبوابها في الوقت الذي بإمكانك أن تربحها عن طريق آخر ؟ ان مما يبعد تأثير بعض الوسائل المضادة عنك هو الابتعاد عن مرمى العدو عندما يكون المطلوب هو التمايز عن عدوك والانفصال عنه في خندق آخر , وأن تكون المساحة بين الاثنين مكشوفة  لذا فان الدولة اذا ما تبنت سياسة للدين بما يجعلها تتدخل في طقوسه الاعتيادية  منعاً او سماحاً  فإننا سنضع جماهيرنا خارج تأثيراتنا وينقسم جمهورنا وينقسم حزبنا ويرتج البناء الفكري الذي يرتكز عليه حزبنا وبذلك يربح أعداء الثورة المعركة وتهزم المبادئ وليس سياستنا فحسب ، إن الناس العاجزين عن الابتكار هم الناس الذين يقلدون الاخرين ويستنسخون عنهم ، وفي مجتمعنا نوعين من المقلدين  -نوع مستنسخ عن القديم وهم اليمينيون والرجعيون – ونوع مستنسخ عن ( الجديد) ومنهم بعض الحركات السياسية التي تستعير معالجات وتجارب الشعوب الأخرى بما في ذلك موقفها من الدين آما نحن فلدينا القدرة على الابداع والمعالجات الخلاقة المتطورة  وان الحياة تستلزم التعامل بصيغ ووسائل وأفكار متطورة وحتى لو كان الايمان واحداً لدى الجميع وكذلك طريق التعبير عنه بما في ذلك التجانس المذهبي  فأن من غير الممكن أن نحشر معالجاتنا للشؤون الدنيوية للحياة الراهنة حشراً فقهياً دينياً لان مشاكل المجتمع الحديث الذي نعيش فيه والمطلوب منا معالجتها والتعامل معها مختلفة اختلافاً سياسيا عن المشاكل التي واجهتها العصور الإسلامية الأولى التي وضعت فيها قواعد الفقه بحيث أصبح التشريع والفقه الإسلامي احد المصادر المركزية التي تستقي أو تستلهم منه التشريعات القانونية وليس قانون الحياة الراهنة ، إضافة الى الانسياق وراء الرجعية في اعتبار أن نظرية الحياة العصرية بما فيها من تطور يجب ان تكون انعكاسا لتعاليم الفقه القديم يقود المسلمين الى الاختلاف الذي يؤدي الى الفرقة نظراً لاختلاف المذاهب والاعتبارات الأخرى  وبذلك نكون قد وفرنا الأجواء الازمة للاستعمار الجديد ليلعب لعبته الخبيثة في شق الشعب وتسريب المخططات التي تستهدف الثورة والوطن العربي بأسره بالإضافة الى أن مثل هذا الطريق لا يعدو أن يكون جريا ًخلف السراب لقد اعتمد الله سبحانه وتعالى أسلوب التدرج في الأديان فجاءت الديانة الإسلامية بعد الديانتين الموسوية والمسيحية و وكذلك اعتمد أسلوب التدرج في الاحكام ضمن الدين الواحد وفي كل ذلك أراد الله سبحانه وتعالى أن يعبر من خلال هذا المنهج عن أهمية وجدية ملاحظة ومراعاة مستلزمات التطور والتفاعل الحي والمرن مع الحياة وقوانينها  اننا لا نريد ان نحشر عقيدتنا وتحليلاتنا الفكرية والسياسية حشراً دينياً معتمدين على أستشهادات وأساسيات التحليل الديني  }} ان هذه الثوابت شكلت صميم الحياة النضالية المتواصلة طول 75 عام ، وجعلت من البعث الخالد قوة تحدي وصمود رغم الإمكانيات الهائلة والقدرات اللامحدودة آلتي سخرها ثالوث الشر أمريكا والصهيونية والصفوية الجديدة المعادية قبل بعد الغزو واحتلالين 2003 والتحالف الفارسي المجوسي الصهيوامريكي وميليشياته الفارسية المجرمة ، لإنهاء الصمود والتصدي واعاده الاعتبار لمشروع الخميني  - تصدير الثورة -  لنشر الفوضى والاقتتال الطائفي بعد أن تم قبره في القادسية الثانية بقيادة الشهيد الحي  صدام حسين.

 

يتبع بالحلقة الأخيرة

 






الاربعاء ٢٥ ذو القعــدة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / حـزيران / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة