شبكة ذي قار
عـاجـل










أمريكا وإيران وعملاؤهم

تناغم خبيث لتخدير العراقيين

علي العتيبي

 

يكثر اللغط هذه الأيام بأن أمريكا تريد إنهاء الوجود الإيراني في العراقي، وتتناول مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً بدون أي مصادر سياسية أو إعلامية رسمية أو شبه رسمية، بل هي كتابات من خيال كاتبيها ممن يدعون الوطنية وأن لديهم مصادر في دوائر القرار الأمريكي، وأن موعد نهاية النفوذ الإيراني وميليشياته قد اقترب وذاك يروج لتحركات عسكرية أمريكية وغربية تتجه إلى المنطقة، وأن موعد الحسم قد اقترب، ولكننا بالمقابل نسمع أخباراً صحيحة عن قصف أمريكي لمواقع ميليشيات في سوريا أو على الحدود العراقية السورية، ويبني أصحاب المنشورات التي  تروج عن قرب خلاص العراق مستندين إلى هذه الأخبار ولأنهم إما أن يكونوا بعيدين كل البعد عن الواقع والحقيقة أو هم مكلفون بهذه التسريبات من أجل التخدير لتمرير صفقات سياسية توغل بتدمير العراق وإهانة شعبه.

إن القصف على مواقع ميليشيات ولائية تحت أمرة الحرس الثوري في سوريا لأنها تقترب من تواجد النفوذ الأمريكي في سوريا ولا علاقة لها بالوضع في العراق، والبعض يستبشر بأن الحشد على وشك الحل وأن السفيرة الأمريكية أوعزت بعدم الاحتفال به دليلاً على ذلك، ولكن من تابع ويتابع التناغم الإيراني الأمريكي الصهيوني فإنهم يتبادلون الأدوار للتشويش على العراقيين وعلى القوى الوطنية التي تحاول توحيد جهودها للوقوف ضد كل مشاريع الاحتلال الأمريكي الفارسي في العراق ويجعلونهم يعيشون أمل، ومنها تسريبات بوجود مفاوضات مع البعث، وكلها أكاذيب.

من تابع ويتابع جلسات البرلمان العراقي ومناقشات فقرات الميزانية والتصويت عليها يعرف حجم أهداف التدمير ضد العراق والسماح لحيتان الفساد والجريمة باللعب بأموال العراق لأنها كلها تصب في غير مصلحة العراق والمواطن العراقي، وهي عبارة عن تقاسم الثروة فيما بينهم، وكما أوضحنا سابقاً فإن اللصوص حينما يسرقون مبالغ كبيرة تتم القسمة فيما بينهم، وفي أغلب الأحيان تكون الأرقام غير قابلة للقسمة بالتساوي، فيكون هناك حاصل زيادة طفيف في عملية التقسيم وهذا ما حصل في الموازنة، فبعد أن تم توزيع الحصص حصلت زيادة طفيفة في هذه القسمة وهي التي خصصت إعلامياً للمواطن، ولكن تحت بنود مشاريع وأيضاً ستسرق لاحقاً، وهناك بند وهو دعم بعض الدول، حال مواطنوها أفضل من حال العراقي، ولكن لأن هناك تنظيمات تتبع الحرس الثوري الإيراني فيها فتم التخصيص باسم الدول ولكنها ستذهب إلى تمويل إرهاب الحرس الثوري الإيراني، إذاً أين منشورات إنهاء وجود إيران في العراق من هذه الأرقام، والدليل توقيع اتفاق لمدة خمس سنوات لاستيراد الطاقة والغاز من إيران بأسعار خيالية، بينما المعروض من دول أخرى أقل من ربع السعر.

وبالنتيجة فإنه لا صحة لكل ما يتناقل من استهداف أمريكا أو الكيان الصهيوني لإيران، لأن إيران قدمت خدمات إلى أمريكا وإلى الكيان الصهيوني لم تكن تحلم بها.  

المطلوب عراقياً توحيد كل الصفوف والجهود الوطنية والاعتماد على الغيرة العراقية الوطنية وممارسة كل الطرق المشروعة دينياً وقانونياً وعرفياً ودولياً من أجل التحرير، وإيجاد اسناد ودعم لجهد الأبطال في الداخل، لأنهم هم الأقدر على المواجهة والأقدر على تقدير الموقف، أما من يعيش في الخارج وينظر من برج عاجي ليس كمن يكتب المعاناة الحقيقية.

ونخاطب الشباب في الداخل ونقول إن الأمل معقود عليكم لأننا تعلمنا أن أي ثورة وتحرير ومقاومة يكون سندها وأساسها هم طليعة الشعب، وهم الطلبة والشباب لأنهم دوماً عناصر التجديد في الفكر والقيادة وعلى الجميع مساندة الأبطال في الداخل.




الثلاثاء ٢ ذو الحجــة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / حـزيران / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي العتيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة