شبكة ذي قار
عـاجـل










وسائل استراتيجية التشيع السياسي الصفوي وكيفية تجاوزها - الحلقة الثانية

 

زامل عبد

 

من المهم أن نشير هنا أن فكرة الولي الفقيه تغري زعماء الأقليات الشيعية المرتبطين بالنظام الإيراني  بتنفيذ (( الثورات )) وحصد المكاسب نفسها ، ولعل جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن  يمثلون نموذجاً معبراً عن هذا الإغراء في الانقلاب على الحوار الوطني والشرعية وإصرار زعيمهم على احتكار وإدارة كل شيء بامتلاكه الشرعية الدينية والعنيفة في آن واحد وما سبق ذلك في العراق – صفحة الخيانة والغدر التي ادعوها الانتفاضة الشعبانية 1991  ، ومن وسائل الصفويين الجدد ترويع الاختلاف وتصفية المختلفين كثيرا ما تلجأ لترويع الاختلاف وترويع المختلفين عبر قواتها والجماعات المسلحة التابعة لها ، ونذكر في ذلك اجتياح جماعة أنصار الله الحوثيين لمدينتي دماج وعمران في حزيران سنة 2014 ، ثم اجتياح العاصمة اليمنية صنعاء في أيلول سنة 2014 ، وهو ما تمارسه مختلف الجماعات المسلحة المنضوية لإيران في المنطقة ، استخدم  نظام الملالي الإيراني أداة الترويع والتصفية ، وهي النموذج والمثال عند الشيعية السياسية  ، لاحتكار الفضاء الديني والمذهبي والتغلب على الفضاءات السياسية والوطنية داخل إيران ، بعد أن قضت على كل شركائها السابقين في دعايتها واستبعدتها من مسارها وسلطتها كما أنها ما تزال تحرص على حرمان وتهميش المخالفين لنهجها ، فاشتراط الحياة والفعل والممارسة السياسية في إيران ، هو الإخلاص لمبادئها والموافقة على كل ما يصدر عن مرجعيتها ، وهو ما يقوله صراحة علي خامنئي وفي سبيل هذا الترويع والصورة التي تخيف الخصوم والمتخوفين ، لا تزال إيران تحتل المرتبة الثانية عالمياً ، بين أكثر الدول تنفيذاً لأحكام الإعدام ، وفقاً للبيانات  الصادرة عن المنظمات الدولية او حقوق الانسان المحلية وما تنشره منظمة مجاهدي خلق ، وبالرغم من تنوع الجرائم المؤيدة لعقوبة الإعدام في إيران كالفساد في الأرض أو المخدرات وغيرها ، يبقى النهج الترويعي حاضراً كما ذكره القاضي الأسبق صادق الخلخالي 1926 – 2003 لأحد مرافقيه بالقول  ((  حتى يُلقى الرعب للعامة كافة )) ، والذي يأتي في سياق رأي الخميني العنيف لمعارضيه بقوله  ((  قاتلوا أئمة الكفر ))  وهكذا اختزلت إيران فكريا وحضاريا في صوتها المحدود ونجحت دعاية  ما يسمى بالثورة الإسلامية وأذرعها في احتكار المذهب وتهميش صوت الاعتدال خارجها وأصوات معارضيها داخل سائر الأقطار العربية والإسلامية ، فتم تهميش مرجعية النجف وتأخيرها لصالح مرجعية قم  وكذلك تهميش وتحييد وجوه ومراجع شيعية كبيرة وإهمال توجهاتهم ورؤاهم ، مثل موسى الصدر1928- اختفى في 21 أب 1978 ،  ومحمد باقر الصدر والبرقية التي بعثها له خميني يحرضه على  النظام الوطني العراقي ويطلب منه البقاء في النجف  وعدم مغادرة العراق  وتم نشر البرقية في وسائل الاعلام الإيرانية الناطقة بالعربية – إذاعة الاحواز -  وكانت ادانة له بالتخابر مع جهات اجنبية بحالة حرب مع العراق وأعدم سنة 1980 ،  ومقتل محمد محمد صادق الصدر وأولاده  والدور الإيراني فيه للتخلص من المرجع العربي  وكما حصل مع محمد باقر الصدر قبله ،  وتم تهميش التشيع العربي والعقلاني ممثلا في شخصيات ومراجع كبيرة مثل الراحل اللبناني محمد حسين فضل الله  1935 -  2010  ،  والسيد محمد مهدي شمس الدين المتوفي عام 2001 وكل محاولاته كانت البعد عن الوصاية الإيرانية والاختلاف مع نظرية الولي الفقيه كما تم تهميش أسماء كالمفكرين اللبنانيين محمد حسن الأمين 1946 -  2021  ، ورجل الدين الشيعي هاني فحص 1946 -  2014  والمرجع كمال الحيدري الذي فرضت عليه الإقامة الجبرية في طهران بعد نقله من قم  ،  والمرجع  فاضل المالكي وغيرهم الكثير ممن دعوا للتشيع العربي والتمكين لمقولة الوطن واستيعاب المذهب لها واندماجها فيها ، والأسلوب الثالث زعامة الإسلام السياسي وقضية القدس  حيث يظهر نظام الملالي الإيرانية كزعيم ورائدة لحركة الإسلام السياسي ، ويعتبر أول حركة إسلامية نجحت في إقامة حكومتها سنة 1979 ، وتتفرد ببقائها في العصر الحديث كل هذه العقود ، وحاول الخميني وخليفته خامنئي منذ البداية استلهام خطابات كل من حسن البنا وسيد قطب ، والحديث باسم الأمة والدفاع عن القدس والقضية الفلسطينية ، ورفع شعار الموت لأمريكا والموت (( لإسرائيل )) خلافا للحقائق والأدلة التي تدين نظام الملالي  بتحالفه مع الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة  وهنا اوثق بعض الشواهد  {{  صرح وزير الخارجية اليهودي  الأسبق في حكومة في نتنياهو ديفيد ليفي قائلا (( ان اسرائيل لم تقل في يوم من الأيام ان ايران هي العدو ))  جريدة هآرتس اليهودية  1/6/1997  ، وقول الصحفي اليهودي اوري شمحوني ((  ان ايران دولة إقليمية ولنا الكثير من المصالح الاستراتيجية معها ، فايران تؤثر على مجريات الاحداث وبالتأكيد على ما سيجري في المستقبل ، ان التهديد الجاثم على ايران لا يأتيها من ناحيتنا بل من الدول العربية المجاورة ! فإسرائيل لم تكن ابدا ولن تكن عدوا لإيران ) " صحيفة معاريف اليهودية / 23 /9/ 1997 )) ، أصدرت حكومة نتنياهو امر يقضي بمنع النشر عن أي تعاون عسكري او تجاري او زراعي بين (( اسرائيل )) وايران  وجاء هذا المنع لتغطية فضيحة رجل الاعمال اليهودي ( ناحوم منبار )  المتورط بتصدير مواد كيماوية الى ايران والذي تعد هذه الفضيحة خطرا يلحق ((  بإسرائيل ))  وعلاقاتها الخارجية وقد ادانت محكمة تل ابيب رجل الاعمال اليهودي بالتورط في تزويد ايران ب 50 طنا من المواد الكيماوية لصنع غاز الخردل السام  وقد تقدم المحامي اليهودي امنون زخروني بطلب بالتحقيق مع جهات عسكرية واستخباراتية أخرى زودت ايران بكميات كبيرة من الأسلحة أيام حرب الإيرانية العراقية  الشرق الأوسط / العدد 7359 ، وقامت شركة كبرى تابعه  لموشيه ريجف الذي يعمل خبير تسليح لدى الجيش (( الإسرائيلي )) قامت شركته ما بين 1992- 1994 ببيع مواد ومعدات وخبرات فنية الى ايران  وقد كشف عن هذا التعاون الاستخبارات الامريكية بصور وثائق تجمع بين موشيه والدكتور ماجد عباس رئيس الصواريخ والأسلحة البيولوجية بوزارة الدفاع الإيرانية -  صحيفة هاريس اليهودية ... نقلا عن الشرق الأوسط عدد 7170  ، ونقلت جريد الحياة بعددها  13070 نقلا عن كتاب الموساد للعميل السابق في جهاز الاستخبارات البريطانية ريتشارد توملينسون وثائق تدين جهاز الموساد لتزويده ايران بمواد كيماوية ، أما يثار الان من صراع ما هو الا البحث عن الدور التأثير في الإقليم من خلال التسلح النووي الذي يراد له حصرا في الكيان الصهيوني وامتداد تأثيراتها   }}

 

يتبع بالحلقة الثالثة

 






الجمعة ٥ ذو الحجــة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / حـزيران / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة