شبكة ذي قار
عـاجـل










وسائل استراتيجية التشيع السياسي الصفوي وكيفية تجاوزها – الحلقة الأخيرة

 

زامل عبد

 

وعلى ضوء ما تقدم يمكن تحديد الخطوط المبدئية التالية لتجاوز الفتنة الظلماء التي اريد لها ان تحرق الأخضر واليابس في الإسلام المحمدي  والمجتمع الإسلامي من خلال  {{  إدراك وإدارة التنوع داخل المجال الامامية الاثني عشرية  ، كما هو حادث وماثل داخل المجال اهل السنة والجماعة ، واتخاذ مواقف مشتركة ضد كلا المتطرفين  وإدراك التنوع والخلاف بين التشيع العربي والعلوي من جهة والتشيع الإيراني السياسي الصفوي من جهة أخرى ، كمدارس متمايزة ومختلفة وتحاشي تجيير الكل لصالح الهامش الإيراني وتضييق الفجوة بين المذاهب الإسلامية مع الطرح التجديدي والنقدي للتطرف الشيعي منذ طالقاني وشريعتي ومطهري  حتى شبستري وسوروش وغيرهم ممن فصلوا التوظيف السياسي للطائفة في نظام الولي الفقيه  ، وتجريم وتحريم النزعات والخطابات التعصبية المستنفرة للمكونات المذهبية المخالفة ، والإدارة الواعية والمسؤولة في إطار الوطن بين التنوعات المذهبية والانطلاق من الآن ومن المكان هنا ومن التراث التسامح العابر للطوائف نحو الأصل الإسلامي والآفاق المشتركة التي تحافظ على الأوطان ضد محاولات تفجيرها وتفتيتها مكوناتنا  وإعادة الاعتبار لوسائل النهضة الذي انشغل بتجاوز حالة وفجوة تخلفنا وتقدم غيرنا ، بعيدا عن أسئلة التاريخ التي صارت اعتقادا وخلافا حول الإمامة والخلافة والفتن  }} وقد اكدت ذلك القيادة القومية للبعث الخالد  في اكثر من مناسبة  وببياناتها حول الواقع العربي الراهن  وما مطلوب من الجماهير العربية والقوى الوطنية  {{ إن معركة الأمة ليست معركة البعث وحده ، وليست معركة أي حزب منفرداً ، وإنما هي معركة قوى الإجماع الوطني والقومي التقدمي بكل أطيافها ، في مواجهة التحديات المصيرية مما يقتضي فتح أبواب الحوار وتغليب التناقض الرئيسي على التناقضات الثانوية تنظيما وتأطيراً وتوحيداً لمقدرات الجماهير  ، من هذا المنطلق كانت قراءة البعث ، ومنذ مراحل التأسيس الأولى لواقع الأمة الممزق والمتخلف، قراءة موضوعية أثبتت الأحداث المحلية والعربية والدولية بعد نهاية الحرب الباردة في بداية تسعينيات القرن الماضي ، وقبلها ، صحتها سواء تعلق الأمر بالمشروع الاستعماري المتواصل عبر صفحاته المختلفة ، أو بمخططات الصهيونية العالمية وكيانها الغاصب في فلسطين، أو بالقوى الإقليمية المحيطة بالوطن العربي، الحليفة للاستعمار والصهيونية العالمية، أو بالدور التخريبي للأنظمة الدكتاتورية الحاكمة في الأقطار العربية، أو بالقوى الرجعية العربية المتخلفة فكراً وسلوكاً. لذلك راهن البعث على دور الجماهير العربية كقوة حاسمة في هذا الصراع الطويل ضد كل هذه العناصر المعرقلة لنهوض الأمة ومشروعها الحضاري التاريخي الكبير، فكانت مسيرة البعث تجسيداً حياً وعملياً لمشروع الأمة في التصدي لهذه العناصر. وكانت تجربة البعث في العراق تعبّر بصدق بكافة جوانبها القومية والوطنية وحتى العالمية عن حيوية وقدرات الأمة الجبارة على تجسيد مشروعها الحضاري على ارض الواقع تجسيداً خلاقاً متجدداً. ولذلك لا نستغرب هذا الدور التكاملي بين الاستعمار والصهيونية وبين الدكتاتورية والرجعية في التصدي للبعث ومحاصرته ومحاولة اجتثاثه ، عبر تدمير تجربته في العراق، هذه التجربة التي تطلعت الأمة العربية وقواها وجماهيرها إليها كنموذج للنهضة والتحرر والعدالة الاجتماعية والوحدة ، ومثلما جسد البعث هذا الموقف المبدئي خلال مسيرته النضالية جدده تجديداً حياً في الانتفاضات العربية التي شهدتها ساحات الوطن العربي على مدار العامين الماضيين ، حيث كان موقف البعث من هذه الانتفاضات قائماً على الإيمان المطلق بدور الجماهير بالتغيير الجذري ، وحقها في التعبير عن طموحاتها ، والربط الجدلي ما بين توجه الأمة نحو الوحدة والتحرر من الهيمنة الأجنبية ، وصيانة كرامة الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعية ، مؤكداً التحامه التام بالجماهير في مطالبها المحقة في تغيير الأنظمة الاستبدادية وتحقيق الحرية ، والدفع بالنضال الشعبي نحو التحرر الكامل والمزيد من التحولات الديمقراطية ، والتنمية والعدالة الاجتماعية والكرامة والوحدة ، وفي الوقت ذاته ، يؤكد رفضه القاطع وإدانته للتدخلات السياسية والعسكرية والدولية والإقليمية الرجعية في شؤون ما تشهده الساحات العربية من حراك شعبي وانتفاضات ذات طابع ثوري ، ويرى في هذه التدخلات محاولة للهيمنة على نضال الجماهير في هذه الأقطار وحرفها عن أهدافها وصبها في خدمة أهداف ومصالح أخرى  ،  والحزب الذي يعمل إلى جانب الجماهير وقواها الحية ، يجدّد رفضه لأي مساس بوحدة وعروبة هذه الأقطار ويعتبرها خطاً أحمراً يجب عدم تجاوزها مهما كانت الظروف ، والاعتماد على قواها الذاتية ووعي قياداتها واستقلالية قراراتها }}

 بصمود البعث الخالد ووعي الجماهير العربية الإيماني لجوهر الإسلام المحمدي تتحطم كل أحلام واجندة الصفوية الجديدة وحلفائها وذيولها.




الجمعة ١٢ ذو الحجــة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / حـزيران / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة