شبكة ذي قار
عـاجـل










وعي حقيقة ولاية الفقيه وأدواتها ومخاطرها - الحلقة الثانية

 

زامل عبد

 

يقول الباحث والكاتب السوري عبد الرزاق عيد {{ إن ولاية الفقيه بالنسبة للخميني هي مرتبة أعلى من الرسل والملائكة لأنها تمثل النيابة عن المهدي المنتظر الذي هو جزء من روح الله التي تتعالى لاهوتياً عن الرسل والملائكة وهي تمنح بموجب صكوك تذكرنا بصكوك الغفران المسيحية القروسطية حيث يستطيع ولي الفقيه أن يوكل ممثلين عنه لروح الله لأنه يتمتع بسلطة الهية جبارة قادرة شرعياً أن تلغي كل ما توافق عليه البشر في صيغهم التعاقدية النسبية  }}،  وبناء على هذه النصوص ابتكر فقهاء الشيعة المسيسين من انصار نظرية ولاية الفقيه تعابير ومصطلحات تدل على طرائقهم في قيادة الجمهور الشيعي كمثل إلزامهم بتقليد الفقيه بما يسمى التكليف الشرعي الذي يعني أنه تعبير عن الأوامر الإلهية الموكل تطبيقها للفقيه كنائب للإمام وهنا لا يخفى أن مخالفة التكليف الشرعي عليها تبعات على مصير الإنسان في الآخرة كما هم يسوقون بدجلهم وضلالهم ، ويقول نصر الله أن التكليف الشرعي يعني المسؤولية والمسؤولية تعني الطاعة عندما نصبح في مستوى أننا مكلفون من الله يجب أن نلتزم بأوامره ونواهيه، لكن هناك امر مهم وضروري لابد من الإشارة اليه  وهو وقد وثق الفقهاء والرواة ما قبل المحقق علي الكركي من جبل عامل في لبنان الاتي وهو مهم جدا وفيه احكام ونصوص ترفض منطوق ولاية الفقيه {{ يؤمن الشيعة الأمامية الاثنا عشرية أن الإمامة منصب إلهي بمعنى أن الله وحده الذي يختار الإمام ويعينه في منصبه  وأن البشر ليس لهم شأن في المسألة  وتُجمع المصادر الشيعية أن هناك اثني عشر رجلًا تعاقبوا على منصب الإمامة بعد وفاة النبي صل الله عليه واله خير البرية  في العام الحادي عشر من الهجرة  كان علي بن أبي طالب هو أول الأئمة ومحمد بن الحسن العسكري آخرهم،  ويعتقد الشيعة أن آخر الأئمة اختفى عن الأنظار سنة 329هـ ، ويؤمنون بأنه سيظهر مرة أخرى في آخر الزمان ليقيم دولة الحق والعدل التي انتظرتها البشرية منذ القدم وأكدت الكثير من الروايات المنسوبة للأئمة على ضرورة الابتعاد عن السلطة والسياسة والحكم على سبيل المثال،  روي عن الإمام الرابع  علي بن الحسين  -  زين العابدين -  عليهما السلام قوله ((  ما خرج ولا يخرج منا أهل البيت إلى قيام قائمنا أحد ليدفع ظلمًا أو ينعش حقًا إلا اصطلته البلية وكان قيامه زيادة في مكروهنا وشيعتنا))  المعنى نفسه ينقله محمد باقر المجلسي في كتابه " بحار الأنوار" عن الإمام الخامس محمد الباقر  يذكر المجلسي أن الباقر أمر أحد أتباعه قائلا  (( الزم الأرض ولا تحرك يدًا ولا رجلًا حتى ترى علامات أذكرها لك وما أراك تدرك ))  أيضًا  ذكر محمد بن يعقوب الكليني في كتابه " الكافي "  أن الإمام السادس جعفر الصادق قال لأحد أتباعه  (( يا سدير الزم بيتك وكن حِلسا من أحلاسه، واسكن ما سكن الليل والنهار فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك))  النهي عن ممارسة العمل السياسي ورد في أوضح صوره في القول المشهور المنسوب للإمام الصادق ((  كل راية تُرفع قبل قيام القائم عليه السلام فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل )) – وهذا ينطبق على الخميني وخليفته خامنئي ومن هم  يعملون وفق منهجهم واجندتهم -   بموجب هذه الروايات التزم الشيعة الأمامية  الغير مؤمنين بنظرية ولاية الفقيه بالابتعاد عن السلطة ورفضوا العمل على إقامة دولة أو نظام سياسي يتسق ذلك مع القصة المشهورة التي ذكرها المؤرخ المسعودي في كتابه " مروج الذهب "   -   يحكي المسعودي أن الثورة العباسية لمّا كُتب لها النجاح سنة 132هـ  فإن الداعية العباسي أبا سلمة الخلال عزم أن يسلم زمام السلطة للعلويين فبعث برسالة مع رجل من عنده إلى الإمام جعفر الصادق وعرض في تلك الرسالة أمر الخلافة والحكم على الصادق فلمّا وصل الكتاب للأخير  قال  ((  ما لي ولأبي سلمة وهو شيعة لغيري ؟!  فقال له الرجل : اقرأ الكتاب ، فقال لخادمه : أدن السراج مني فأدناه ، فوضع الكتاب على النار حتى احترق ، فقال الرسول : ألا تجيبه ؟ قال  :  قد رأيت الجواب ، عرّف صاحبك بما رأيت  ))  من هنا  فإن الرأي المشهور الذي انتشر بين الشيعة على مر القرون ، كان يدعو دائما إلى البعد عن الحكم أو الثورة  وكان أصحاب هذا الرأي يرون أن ثورة الحسين بن علي بن أبي طالب على الحكم الأموي في 61هـ كانت الثورة الشرعية الأخيرة  وأن الشيعة دخلوا في فترة الانتظار والترقب منذ ذلك الوقت ولا يمكن أن يرفعوا سلاحهم مرة أخرى إلا بعد ظهور المهدي الغائب }} ، أما نظرية ولاية الفقيه وطرحها  فقد كانت هناك عدة من الآراء  والتوقيتات الزمانية  ولاكن الكل اتفق على في سنة 329هـ  اختفى الإمام الثاني عشر محمد بن حسن العسكري – المهدي - عن الأنظار وحسب المرويات الشيعية  فقد أرسل لشيعته قبل اختفائه ليخبرهم بما يجب أن يفعلوه في قادم الأيام قال لهم في تلك الرسالة ((   وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا،  فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم  ))   -   هذه الرسالة التي أوردها أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي المشهور باسم الشيخ المفيد وهو فقيه ومحدث ومتكلم من علماء الشيعة الاثني عشرية ، وهو أحد أبرز العلماء المسلمين الشيعة خلال القرن الرابع و القرن الخامس الهجري ، وقام بتدوين أصول الفقه الشيعي وتأسيس منهج فقهي جديد وانتهت إليه رئاسة متكلّمي الشيعة في عصره ، نشرها قبل وفاته بثلاثة اشهر ولهذا هناك الكثير من الآراء حولها

 

يتبع بالحلقة الثالثة

 






السبت ٢٠ ذو الحجــة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / تمــوز / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة