شبكة ذي قار
عـاجـل










كلمة في مهرجان التراث الشعبي في لواء بني كنانة للثقافة لعام ٢٠٢٣ لإحياء ذكرى الشاعر فيصل الزعبي، أقيم في منتزه أبو جفيل في سحم الكفارات في الأردن.

 

د. حسن طوالبة

 

بسم الله الرحمن الرحيم...

أيها الأخوة الحضور الكرام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 أشكر القائمين على هذه الفعالية الثقافية حول التراث، والشعر الشعبي بخاصة...

أيها الأخوة

ماذا نسمي هذه الفعالية التي نحضرها في هذه الأمسية....

هل نسميها الموروث الشعبي، أم التراث الشعبي.. أم الفلكلور..

الموروث الشعبي هو اسم مفعول من ورث، وهو مجموعة العادات والتقاليد والأعراف، التي ننظر إليها كشكل من المؤثرات على الحاضر، كما إنه مجموعة من الفنون التي مارسها الأجداد، ووصلت إلينا بالتواتر، وقد تقبلها البعض وتجاوزها البعض الآخر نحو المعاصرة، أي تجاوز الماضي نحو الحاضر.

أما التراث الشعبي هو نفس المضمون الذي يعبر عنه الموروث الشعبي من الفنون والقصص والحكايات والأساطير والفنون اليدوية المستخلصة من منتجات البيئة المحلية.

 ويطلق البعض على التراث مجموعة العادات والتقاليد والأعراف التي تداولها الأجداد وتناقلتها الأجيال جيل بعد الآخر...

 أما الفلكلور فيعود أصل المصطلح إلى اللغة الألمانية، وتعني علم الشعوب، يقابلها في اللغة العربية، التراث، وقد ظهرت كلمة الفولكلور في القرنين التاسع عشر والعشرين، وشاعت التسمية في بلدان الغرب وخاصة التي تتكلم اللغة الانكليزية.

 من الفلكلور المعروف عالمياً، حكايات ألف ليلة وليلة، التي ترجمت إلى عدة لغات، وتم تمثيلها في أفلام ومسلسلات.

علينا أن نقر أن التراث الشعبي هو السمة التي تميز أي شعب من الشعوب، فيقال تراث شعبي عربي أو فرنسي وهكذا.

فالتراث مجموعة العادات والتقاليد كما قلنا وعرفتها الأجيال جيلاً بعد جيل...

ما أهمية التراث.

عرفنا بالتجربة أن التراث هو الحاضنة التاريخية لأي شعب، وعليه فالحفاظ على التراث يعد من المهمات التي تقع على عاتق الأجيال المتعاقبة، ولابد أن نشير إلى أبرز العوائق التي تقف أمام التراث الشعبي، هي العولمة التي تسعى بوسائلها الجذابة إلى إلغاء الخصوصيات الوطنية والقومية، وإذابتها في نمط واحد قوامه الهيمنة والغاء الآخر...

 فما نشاهده اليوم في لباس الشباب والشابات، هو ما فرضته دور الأزياء العالمية، التي يملكها شركات عالمية مسيسة من قبل جهات خفية ممثلة في الحكومات الخفية في العالم، غايتها الربح المادي، وكذلك الغاء الهويات الوطنية للشعوب...

ما هو التراث الشعبي الأردني...

ما وصلنا من الأجداد التراث المادي من أدوات البناء والزراعة من غراس وحصاد وجني المحاصيل التي تكفي مؤنة العائلة لمدة عام كامل. وكذلك نقل إلينا عادة ركوب الخيل والصيد بكل الأدوات، والألعاب الشعبية مثل المنقلة والدواحل وأدوات الحجلة وغيرها الكثير...

وهناك تراث روحي يرتبط بالإبداع يتمثل بالشعر والزجل والغناء والحداء والدبكة والأهازيج والنوادر وأغاني الميلاد وأغاني الأعراس وطهور الأولاد.

أما العادات والتقاليد الشعبية فهي إحدى حقائق الوجود المادي والروحي لأي أمة أو شعب من الشعوب، مثل الطقوس في الأفراح والأتراح والأحلام والطب الشعبي. وكذلك ما ورثناه من أعمال يدوية كالنسيج وبدي الأطباق من قصل القمح، وعمل أواني الفخار، وحلي الزينة من الخرز، إضافة إلى الأزياء الشعبية ممثلة في الشرش الأسود المطرز بالخيطان الملونة، أضف إلى ذلك الوشم على وجه النساء لابتغاء الجمال.

وأخيراً فالتراث سمة وطنية لابد من الحفاظ عليها، وكل الحرص ألا ننساق وراء العولمة وأدواتها الهادفة إلى إلغاء هويتنا الوطنية والقومية.






الاحد ٢١ ذو الحجــة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تمــوز / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حسن طوالبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة